الوقت أ- الوقت نعمة:
وذلك ما أخبرنا به النبي : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ".
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6412
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
يعني أن المستفيدين من أوقاتهم قلة وأن الكثير مفرط مغبون قد صرف وقته في غير محله.
و الغبن أن تشتري بأضعاف الثمن أو أن تبيع بأقل من الثمن الذي اشتريت به فمن تفرغ ولم يسعى إلى صلاح آخرته فهو كالمغبون الذي خدع في البيع. وهذا لأن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها غداً فمن استعمل فراغه و صحته في طاعة الله فهو الفائز بإذن الله .
نماذج مدهشة
• الحافظ القدوة شيخ الإسلام حماد بن سلمة قال عنه تلميذه عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة : انك تموت غداً ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً و لهذا كافأه الله بأن توفاه وهو يصلي.
• كان الإمام ابن تيمية الجد مجد الدين أبو البركات: إذا دخل الخلاء يقول لجليسه اقرأ في هذا الكتاب و ارفع صوتك حتى أسمع حتى لا يضيع من وقتي شيء.
• الحافظ الحجة الأوحد عبيد بن يعيش الكوفي شيخ البخاري ومسلم قال عن نفسه أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل كانت أختي تلقمني و أنا أكتب الحديث..
• سيد الحفاظ وشيخ المحدثين يحيي بن معين:قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث.
• ولهذا بلغ من العلم مبلغاً قال عنه الإمام أحمد:كل حديث لا يعرفه يحي بن معين فليس بحديث.
• أبوعثمان الباقلاني :إني وقت الإفطار أحس بروحي كأنها ستخرج.لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر .
• هذه النماذج العالية والهمم الوثابة هي التي يصدق فيها قول الشاعر :
• سعدت أعين رأتك وقرت والعيون التي رأت من رآكا لطيفة قال ابن الجوزي ينصح ولده : " و اعلم يا بني أن الأيام تبسط ساعات و أن الساعات تبسط أنفاساً و كل نفس خزانة فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم، و انظر كل ساعة من ساعاتك لماذا تذهب فلا تودعها إلا إلى أشرف ما يمكن و لا تهمل نفسك و عودها أشرف ما يكون من العمل و أحسنه و ابعث إلى صندوق القبر ما يسرك يوم الوصول إليه".
إذا بلغ الفتى ستين عاماً فنصف العمر تمضيه الليالي
و نصف النصف يمضي ليس يدري وباقي العمر هم واشتغال ب- الوقت نقمة:
حين يبذل في شراء النار بعصيان الجبار و بيع الجنة بأبخس الأثمان و لهذا قالوا : من علامات المقت إضاعة الوقت ، فمن أبغضه الله شغله عن ذكره و أضاع وقته.
أخي...الكسل بئس الرفيق و تضييع الأوقات يورث الندم يوم القيامة و زلة الأقدام فوق الصراط و عض أصابع الندم في جهنم.
فانتبه لنفسك و كن عالماً أو متعلماً أو مطالعاً أو مستمعاً أو قارئاً أو تالياً أو ذاكراً أو عابداً.
و لا تكن قاتلاً أوقاتك.. خانقاً أنفاسك.. مبدداً ساعاتك طالباً للراحة و الكسل على حساب الجنة و العمل. نداء إلى الشباب
أرسلته إليكم امرأة هي التابعية الجليلة حفصة بنت سيرين فقالت:
خذوا من أنفسكم و أنتم شباب فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب.
و لسرعة انقضائه التي تشبه البرق إذا ومض قال الإمام أحمد"
ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط.
فاعملوا أيها الشباب قبل فوات الأوان و حلول الموعد و زيارة ملك الموت بل اعملوا قبل أن يغزو الشيب رؤوسكم فتضعفوا عن القيام و تفتروا عن الصيام و تندموا كما سبق وندم أبو عثمان الجاحظ الأديب المشهور فقال:
أترجو أن تكون و أنت شيخ كما قد كنت أيام الشباب
لقد كذبتك نفسك ليس ثوب قديم كالجديد من الثياب
و من علم أن الشباب ضعيف لا يعود شغل هذه المرحلة من عمره بطاعة الله و استعان به على الصالح لدينه و دنياه و من تعود في صغره على شيء كان قادراً عليه في كبره و من اتبع نفسه هواها ندم حين يشيخ و لات ينفع الندم.
أخي الشاب...
اغتنم فرصة شبابك و دع عنك الاعتذار عن أعمال الأبرار و صحبة الأخيار و دموع الأسحار.
إذا كان يؤذيك حر المصيف و كرب الخريف و برد الشتا
و يلهيك حسن زمان الربيع فأخذك للعلم قل لي متى
قدوة الشباب
سعد بن معاذ- سيد شباب الأنصار- أسلم قبل الهجرة بعام واستشهد في العام الخامس من الهجرة أي عاش مسلماً6 سنين فحسب ومع هذا كان من بركة استغلاله لأوقاته طوال هذه السنوات الست أن اهتز عرش الرحمن لموته، و شيعته الملائكة إلى قبره و لما تعجب المسلمون من قطعة حرير و لينها قال لهم رسول الله : " و الذي نفس محمد بيده...لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا"
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2469
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هذه القدوة يا شباب فأين المقتدي ؟ هذا الطريق فأين السالك؟
وماذا بعد الكلام
أخي...اعلم أن من لم يشكر نعم الله عليه عرضها للزوال. شكر نعمة المال :
أخرج زكاة مالك ،فإن لم تجب فيه الزكاة فأخرج منه صدقة فإنها مهما صغرت وقاء لك من النار ..(اتقوا النار ولو بشق تمرة)
الراوي: عائشة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 3/108
خلاصة حكم المحدث: فيه أبو هلال وفيه بعض كلام وهو ثقة
الطالب يخرج من مصروفه، والفقير يعطي من هو أفقر منه، والمحتاج يمنح من أعدمته الحاجة، والغني أولى من أولئك جميعاً بالإنفاق. شكر نعمة البصر:
اجعل لنفسك ساعة كل أسبوع تتفكر بها في خلق الله، أو شاهد برنامجاً يعالج هذا الأمر (العلم والإيمان)أو اخرج في رحلة خلوية مع أهلك تجعل فيها وقتاً للتدبر.(العبادة المهجورة)
أعصر عينيك لتبكي ..اشهد الجنائز لتبكي..احضر دروس العلم والرقائق لتبكي..اقرأ القرآن بحزن لتبكي ..تفكر في ذنوبك لتبكي .. شكر نعمة اللسان :
أ-لا يزال لسانك رطباً بذكر الله: اشغل لسانك بالذكر في المواصلات..في الطريق ..في الشارع في أوقات الفراغ ولا تصرف وقتاً في غير الفائدة.
ب-الأمر بالمعروف والحث علي الخير والدعوة إلي الله من أعظم أعمال اللسان أجراً وبركة.
ج-لا تطلب الربح وأنت تضيع رأس المال.لا تكذب لا تغتب لا تشتم لا تنم لا... شكر نعمة الأولاد:
أ-احرص علي أن تحفظ أولادك كتاب الله عز وجل بنفسك أو عن طريق محفظ.
ب-اجعل كل أسبوع معهم جلسة تربوية تقرأ معهم فيها كتاب الله تعالي وباب من أبواب السنة(من رياض الصالحين مثلاً)واخرج بتوصية عملية تنفذها معهم خلال الأسبوع
ج-تعهدهم في الصلوات واحرص علي اصطحابهم إلي المسجد في الصلوات الجامعة وبكر معهم للجمعة.
شكر نعمة الزوجة:
أ-اتفق معها علي أن تحفظا من كتاب الله عز وجل ورداً ثابتاً من كل أسبوع.
ب-أسألها عن صلاتها وقرآنها وعلاقتها بربها ،كما تسألها عن أحوال بيتها وأبنائها .
ج-ترفق معها في النصيحة وتدرج في التنفيذ.فما كان الرفق في شيء إلا زانه (رفقاً بالقوارير) .شكر نعمة الوقت : أ-نظم جدولاً لأعمالك خلال الأسبوع وحدد أوقات الفراغ استعداداً لملأها . ب-الواجبات أكثر من الأوقات ،فعاون غيرك علي الإنتفاع بوقته، وإن كان لك حاجة فأوجز في قضائها.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |