اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jehan1970
" العقل هو أغلى كنز يملكه الانسان وأنا أهدرته بجنوني "
كانت تلك الكلمات الأخيرة لدون كيشوت قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .. ذلك الشخص الذى عاش أسيراً لأحلامه .. فتنصل لواقعه وأدار له ظهره وأنطلق بكل قوته لكى يلقى بنفسه بين أحضان ذلك العالم الخيالى الذى رسمه بنفسه وخطط أركانه وحدد شخصياته ثم منح نفسه دور البطولة ليكون هو الفارس الذى لامثيل له .. فأمتطى صهوة جواده بحثاً عن حبيته وحمل سيفه من أجل محاربة طواحين الهواء ..ثم عندما فشل فى العثور على حبيبته ولقى الهزيمة فى معاركه ..رقد أخيراً على فراش الموت وقد أنُهك جسده وانهارت روحه .. لُيدرك أخيراً حقيقة الأمور فيستسلم لأقداره بعدما أدرك أنه أهدر أغلى ما يملك. هل تعتقدون أن بداخل كل منا دون كيشوت يسعى لكى يتحرر من قيود الواقع لكى ينطلق فى فضاء عالمه الخاص به ؟ الدونكيشوت يمثل حالة إنسانية عامة لا تعرف الحدود وإن تغيرت المعطيات بين الأمس واليوم فهي في الشكل لا المضمون، والدونكيشوت ما زال يعيش بيننا اليوم لكن بأدوات عصرنا وملامح حياتنا المعاصرة. واذا كان ذلك صحيحاً .. هل الأفضل الإبقاء على ذلك الدون كيشوت حبيساَ بداخلنا والا نسمح له بالخروج من محبسه ..حتى لا يجذبنا إلى عالمه الساحر .. والذى قد يسيطر علينا فلا نفيق منه إلا فى وقت متأخر .. بعدما يكون الأوان قد فات .. مثلما حدث مع دون كيشوت ؟؟ باختصار البشر يختلفون في نظرتهم الى الاشياء باختلاف مواضعهم و أفكارهم هكذا هي طبيعتنا..
لذا البعض سيحبسه والبعض الاخر سيطلقله العنان والا تتفقون معى أن الانسان أحياناً قد يُخطى فى تحديد المعركة التى يضحى من أجلها بكل نفيس وغال ؟؟؟
وأنه عندما يكتشف ذلك قد يدفعه غروره وكبرياؤه بعدم الاعتراف بخطأه بل ومواصلة معركته الخاسرة حتى نعم اتفق معك احيانا نخطىء في حساباتنا ممها يؤدي الى خسائر فادحة
إضافه
على الموضوع واحترامي لكاتبه شخصية (دون كيشوت ) (او دون كيخوت بحسب الترجمة الحرفية) شخصية
خلدتها عبقرية كاتب اسبانى يدعى ( ثرفانتس ) والفارس الذى يدعى (دون كيشوت)
والذى خرج ذات يوم من منزله وقريته (لامنتشا) بحثا عن المغامرات ..على غرار
فرسان (الروايات الفرنسية ) التى ادمن قراءتها ..سيكون هو البطل الخيالى والحالم
والمجنون ..والى جانبه مرافقه الامين سانشو بنثا ..الرجل الواقعى والحكيم ..وهذا
الثنائى الذى دخل التاريخ من باب هذه الرواية البديعة سيمثل الصراع بين الخيال والحقيقة
لكنه سيعيش مغامرات حقيقية وسيعانى الكثير من المآسى جوعا والما وتشردا ويأساُ...
وعلى خلاف ابطال الروايات الفرنسية يموت (دون كيشوت ) فى سريره بهدوء ..و
كان قد عاد مهزوما من رحلة المغامرات تلك وخائبا ..بعدما عجز عن تحقيق احلامه..
وخلال تلك المرحلة خاض (دون كيشوت ) ومرافقه مغامرات وهمية كثيرة وابرزها
معركته مع (طواحين الهواء ) التى ظنها فرسانا متأهبين للهجوم .. شكرا لك على الطرح |
جيهان ..
يُسعدنى ويشرفنى مروركِ الرائع ومداخلتك المتميزة ..
بل وأشكر لكِ جميل إضافتك التى زادت من إثراء الموضوع ومنحته رونقاً مغايرا ..
لكِ منى أسمى آيات شكرى وامتنانى
__________________
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ...
يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراكَ
فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ...