عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-12-2012, 07:51 PM
 
رواية (من أجلك) ~ مكتملة

.













.

الملخص

كان طلب رئيسها في العمل يخالف كل مبادئها… فأن تقتحم حياة شخص لتعرف أسراره الشخصيه و تنشرها على الملأ كان ضد كل ما تربت عليه أو آمنت به لكن الخيار الآخر كان في منتهى القسوة فإما تنفيذ الأوامر أو الفضيحة.
لعبت الصدفة دورها و انتهى الأمر بمشيرة في منزل "يوسف عيّاش" الشخص الذي من المفترض أن يكون فريستها…. كانت تظنه رجل عجوز لكن كانت المفاجأه أنه رجل في ريعان شبابه... معتد بنفسه و لا يحب أن يتطفل أحد على حياته....ما الذي تفعله هل تنفذ أوامر رئيسها لتنقذ اختها من الضياع و الفضيحة أم تنفذ أوامر عقلها بأن تترك الأمر و تهرب … و عندما يتدخل القلب و يكون له أوامر أخرى تتعقد الأمور بصورة رهيبة فلأي نداء ستستجيب مشيرة
نداء العقل؟
نداء القلب؟
أم ترمي كل هذا بعيداً و تفر هاربة من أجل انقاذ قلبها؟


منقولة



.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

.
.
..
.
.
.
.
.
.
.
.



البارت الاول

مهمة مستحيلة
خرجت إلهام من مبنى الجريدة و هي تتعثر فاجأتها برودة الجو كصفعة قوية فرفعت ياقة معطفها لتخفي وجهها...نظرت لسيارتها و تجاوزتها فقد قررت أن تعود للمنزل سيراً على الأقدام خاصةً و هي تحس بنار تستعر داخل رأسها....نار كم تود لو تطفئ برودة الجو قليلاً من لهيبها...كما ان اختها تقضي الإجازة عند رباب صديقتها فسارت على مهل و هي تقلب الظرف الذي أعطاه لها "عوني" مدير تحرير الصحيفة التي تعمل بها تذكرت كيف استدعاها بمجرد وصولها لمكتبها...
طرقت باب مكتبه فرد بحدة غريبة:
- ادخل.
عندما دخلت حدق بها بنظرة غريبة و أمرها بالجلوس بنفس اللهجة التي دعاها بها للدخول.... أحست أن هناك خطب ما و عرفت ما كان الخطب بعدها و كم تمنت لو لم تعرف...جلس وراء المكتب و رمى على الطاولة ظرف و قال لها:
- أنت حتماً تعرفين يوسف عيّاش.
أومأت برأسها و قالت:
- نعم ذلك الكاتب الذي اختفت أخباره في الفترة الأخيرة و تقول الشائعات أنه اعتزل الكتابة.
قال لها:
- نعم إنه هو لكنه لم يعتزل الكتابة بل اعتزل الأضواء تماماً و هو يقيم هنا في منزل محصن ضد الفضوليين....كلبان حراسة...أسوار مرتفعة يخيّل لي أنه لم يبقى إلاّ أن يكهرب السور أو يضع الأسلاك الشائكة.... صمت قليلاً ثم أكمل:
- إنه لا يحضُر حتى حفلات التوقيع الخاصة بكتبه فكل ما يقوم به هو إرسال كتاباته لمدير أعماله.
عندما صمت و أخذ ينظر لها سألته:
- ماذا بعد؟
قال بكل بساطة:
- ماذا بعد؟ أريدك أن تقومي بعمل تقرير صحفي عنه...عن حياته الشخصية
اتسعت عينيها دهشة:
- ماذا؟...لكن...لكن...كيف يا أستاذ عوني؟ أنت قلت منذ قليل.... قاطعها بفظاظة لم تعهدها منه:
- أعلم ما قلته منذ قليل.
سألت:
- كيف لي أن أقوم بعمل مثل هذا العمل دون موافقته؟
قال لها:
- إن هذه مهمتك فلا تسأليني...يمكنني أن أسدي لك النصح فقط و باقي العمل عليكِ.
دار حول المكتب و جلس على حافته:
- ادخلي حياته...اعرفي أسراره..اكتبي التقرير.. ننشره...ضجة لا مثيل لها.
عندما وجدها تحدق فيه بدهشة صاح بها:
- لا أعرف كيف تدخلي حياته لكن استخدمي مخيلتك بحق الله يا فتاة.
وقفت بحدة:
- لا يا أستاذ عوني... لا... أنت تعلم أني لا أقوم بمثل هذه الأعمال. ضاقت عينيها و قالت:
- كيف تطلب مني مثل هذا العمل الوضيــ... قاطعها صائحاً:
- أنا لا أطلب منك انا آمرك...هذا أمر هل فهمتي؟
دُهشت من طريقته في الحديث معها و ما قاله لها لأنه لم يعاملها بهذا الشكل فقد كان يحترمها دوماً ورغم معرفتها بأنه يملك طباعاً بغيضة إلا أنه كان يحسن إخفائها عندما يتعامل معها... أحست أن هناك أمر فظيع على وشك أن تعرفه و هو ما سيفسر لها سبب تصرف رئيسها بهذا الشكل المقيت، أشار إلى الظرف الذي كان ألقاه على الطاولة عند دخولها وقال:
- خذي هذا الظرف و تفرجي على محتواه قبل أن ترفضي أي (أمر) آمرك به
"شدد على كلمة أمر بقوة أغاظتها"، عندما نظرت داخل الظرف أحست ان الدنيا مادت بها فجلست بسرعة و أخذت تطرف بعينيها و هي تتمنى أن تكون تحلم لكنها عرفت أنها لا تحلم فحتى في أكثر أحلامها جنوناً لم تكن لترى ما رأته... صور لنشوى اختها و هي ترتدي... ما الذي ترتديه؟؟!! إنها لا تكاد ترتدي ما يسترها...متى التقطت هذه الصور؟ تذكرت عطلة السنة الماضية عندما ألحت عليها نشوى لتذهب مع زميلتها إلى الغردقة...بعدها عادت نشوى في مزاج غريب كانت كمن ارتكب جريمة و يريد ان يعاقب نفسه....هاهي الآن ترى جريمة اختها لكن ما لم تعرفه اختها أن جريمتها لم تكن بحق نفسها فقط بل بحق اختها و لن يدفع الثمن إلا إلهام، سمعت صوت رئيسها كانه آت من البعيد:

- ها؟ ما رأيك يا أستاذة؟
التفتت له بحدة كأنها أدركت وجوده للتو و قالت بصوت مخنوق:
- مستحيل.
قال بخشونة:
- بلى... أعلم كم جاهدت لتربي اختك وحدك...رفضت الزواج حتى الآن لتتفرغي لها و تحميها لكن أظن أن رحلة الغردقة كانت غلطة منك.
قالت و هي تجاهد ليخرج صوتها من حنجرتها التي تصلبت:
- كــ...كيف عرفت؟
قال:
- صدفة يا عزيزتي...صدفة لكن احمدي الله أن هذه الصور وقعت في يدي أنا لا يد غريب.
كادت تضحك بهستيرية على هذه المزحة قذرة المذاق، قال لها:
- على الأقل أعطيكِ الخيار و لو نفذت ما أقول لن ترى هذه الصور النور و سوف أتلفها و هذا... قاطعته:
- كم تريد؟
ضحك:
- لا يا إلهام المال لا ينقصني لكن لو أصريتي على السؤال سأقول لك كم أريد.... حك ذقنه:
- ما رأيك بعشرين؟
رفعت حاجبيها في تساؤل فقال:
- عشرون صفحة أختار منهم ما أشاء من معلومات لأنشرها عن كاتبنا العزيز.
صرخت: لا....
قاطعها:
- لا تتسرعي و فكري بالأمر...خذي معك الظرف إنه هدية مني لك فقد يحفزك و يساعدك على اتخاذ قرارك.
أمسكت الظرف و ركضت خارج المكتب و منه خارج المبنى و في إسراعها بالخروج نسيت أن تأخذ حقيبتها من مكتبها، هزّت رأسها بقوة لتنفض الذكرى و أشتدت أصابعها على الظرف حتى تجعد ثم نظرت حولها... ليس معها... لم يكن معها حقيبتها و لا مالها كما أن مفاتيحها في المكتب لكن لا يهم فما هي إلا ربع ساعة و تصل للمنزل و سوف تستخدم المفتاح الإضافي الذي تضعه تحت ممسحة الأرجل، مزقت الصور و رمتها في صندوق كبير للقمامة ثم اكملت سيرها شاردة...كم كنت مخطئة عندما سمحت لنشوى بالسفر وحدها خاصة أن أهل زميلتها لم يكونوا معهم ....لو كان يجب ان تسافر فما كان لي أن أتركها...لكن العمل... اللعنة على العمل أخذت تحدث نفسها كالمجنونة ، حمدت الله أن نشوى مع رباب تمضيان العطلة في منزل والديها_والدا رباب_ فلو عادت و كانت نشوى في البيت أو حتى في الإسكندرية بأكملها لكانت وجدتها و قتلتها، فكرت بألم و هي تهز رأسها بعدم تصديق...نشوى... اختي الصغيرة تفعل هذا!!...تضعني و تضع نفسها في هذا الموقف...فار دمها عندما تذكرت منظر الصور... إنها صور مشينه و ما أغضبها أكثر أن منظر اختها الطفولي الصغير كان واضح جداً... كان واضح أن أياً كان من دفعها لذلك فهو يعرف مدى براءة و بلاهة و صغر سن هذه الفتاة....كان صغر سنها واضح حتى في أكثر الصور رداءة....قالت لكن هذا لا يغفر لنشوى ما فعلت و لا يخرجها من مأزقها....آآآه لو كان والديها على قيد الحياة لكان ذلك هو سبب موتهما...لم تلاحظ نشوى السيارة التي كانت قادمة بسرعة و هي تمر المنعطف فصدمتها بشدة...طارت و وقعت أرضاً في البداية لم تعرف ما الذي جرى لها لكنها ما لبثت أن أدركت أن سيارة صدمتها قبل أن يبتلعها الظلام و تغيب عن الدنيا.

تقلبت بألم...كانت تسمع صوت همهمه من حولها ....حاولت أن تفتح عينيها لكنها لم تستطع.
*****************************
كان يوسف يقود سيارته بغضب و هو يتذكر محادثته القصيرة و الحادة مع مدير أعماله الذي أقسم أنه لم يدلي بأي كلمة لتلك الجريدة التي كتبت عنه مقال جارح يمس حياته الخاصة و التي جاهد في الفترة الأخيرة للحفاظ عليها طي الكتمان بعيداً عن عيون الفضوليين.... فجأة وجد فتاة تخرج أمامه عند المنعطف و رغم انه ضغط على المكابح بكل قوته لم يستطع أن يتفادى صدمها فقد خرجت فجأة امام السيارة ...نزل مسرعاً من السيارة و هو يلعن بغضب لكنه صمت عندما رآى جسد صغير لفتاة رقيقة الملامح استقر متكوماً على الأرض...حملها إلى المستشفى و بعد ان استقرت حالتها أخذها إلى منزله فمن حسن حظه أن اخته "سها" جاءت لتقضي معه الإجازة الصيفية هي و زوجها "محمد"...سيطلب منها أن تعتني بها حتى تتعافى و ترحل.... نظر لها بتساؤل ترى من تكون؟ ...لم يكن معها أي شئ يثبت هويتها.
ظلت يومين غائبة عن الوعي وها هي الآن تتقلب بقلق لأول مرة....كان الطبيب يخبره أنها بخير لكن الكسر في يدها و كاحلها هما ما سيتأخران في الشفاء... تقلبت و هي تتمتم بصوت خافت وعندما ركع بجوار السرير و اقترب منها سمعها تقول بأنين ضعيف:
- لما فعلتِ بي هذا يا نشوى؟...
.حاولت فتح عينيها لكن بدى أنها لم تستطع فتوقفت عن المحاولة و عادت لهدوئها.

كان يوسف غاضب جداً من هذه الحادثة التي دست بهذه الفتاة إلى حياته التي لا يريدها إلا خالية من الناس و خاصة جنس النساء فيكفيه معرفة إمرأتان كان تأثيرهما في حياته مدمر.... والدته و زوجته.... تذكر سها و ابتسم بحنان إنها الأنثى الوحيدة المختلفة.... إنه يحبها بجنون لقد كانت له اخته و ابنته و صديقته... إنها صنف نادر بين النساء...صنف انقرض و لم يتبقى منه إلاّ هي لذلك فيماعدا اخته لا يطيق التعامل معهن...لفت نظره حركة تلك الفتاة في السرير و بدأ يشعر بالحنق إن مظهرها الصغير البرئ يضايقه فهي تبدو ضعيفة لدرجة تلامس قلبه كما أن الكرب الشديد يبدو على ملامحها حتى و هي تغط في نوم عميق... أشاح بوجهه بحنق و خرج من الغرفة و صفق الباب خلفه بغضب.


يتبعـــــــــ........




__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ~ رحيق الأمل ~ ; 07-24-2015 الساعة 02:20 AM