05-13-2012, 02:00 PM
|
|
قضت سها قرابة الساعتين و هي تُري إلهام الألبومات و كانت كلها قديمة ..... تمددت سها على الأرض: - لا تعتقدي أنكِ شاهدتِ كل شئ فهناك المزيد و لا تتعجبي فلقد كان يوسف عاشق لالتقاط الصور و كان يقول ....قلدت أخيها قائلة " إن الصور وسيلة جميلة لتوثيق الذكريات". ضحكت إلهام: - لا إنك لا تعرفين كيف تقلدينه فله أسلوبه الخاص. ضحكت سها: - معك حق و مع ذلك لن أكف عن التجربة. سألتها إلهام: - لماذا قلت كان؟ نظرت لها سها باستفهام فقالت إلهام: - لقد قلت لقد (كان) يحب الصور. - نعم....كان فهو لم يعد يلتقط اي صور و لا يجرؤ أحد على التقاط صوره له حتى أنني توسلت له لكي يقف بقربي في لقطات زفافي هل يمكنك التخيل؟ نظرت لها إلهام بدهشه: - و لماذا؟ قالت سها: - لا أعلم....لقد أصبحت طباعه صعبه منذ ماتت سوسن أصلا لا يمكنك تخيل ما فعله بصور زفافه و كل صورها بل كل صوره ظهرت فيها سواء معي أو معه أو مع اي شخص. نظرت لها إلهام بتساؤل فقالت سها: - لقد احرقها كلها. شهقت إلهام فتابعت سها: - أعلم أنه تصرف يدعو للدهشه لكن هذا أقل ما تستحقه أنا أفضل أن ينسى أخي أنها دخلت حياته نهائيا لأن ذلك من شانه أن يريحه كثيرا فقد..... صمتت فجأة و كأنها أحست أنها تحدثت أكثر مما يجب و لأول مره ترى إلهام ملامح سها و قد اكتستها جدية قاسية ....جدية يشوبها الكثير من الغضب و الألم ....قاومت فضولها الذي كان يلح عليها أن تطرح أسئله، دخلت فتحيه بعد أن طرقت الباب: - هيا يا بنات لتجهزن فقد انتهيت من تحضير الغداء و أنا متأكدة أنكما لم تتناولا أي شئ صباحا فسها خرجت بك كالاعصار لتريك الحديقه و ذلك أجبرني على مواجهة إعصار آخر إنما أكبر بكثير من إعصار سها. ضحكت سها كأنها سمعت نكته فنظرت لها إلهام بعدم فهم فقالت سها: - يا مسكينه...ماذا قال لك؟ قالت فتحية موضحة: - إنه يوسف يا إلهام لقد اقتحم المطبخ و كان منظره يوحي بانه سيضعني في قدر و يوقد تحتي النار. ضحكت إلهام و سألت: - لكن لما؟ قالت: - بسبب جولتكما الاستكشافية المدمرة....لقد أعطاني قائمة بالممنوعات...و ظل يردد على مسامعي
قالت تقلده"لايجب أن...لا تسمحي بتاتا....لو تكرر هذا الأمر لسوف..." ضحكت سها: - إنك أيضا فاشلة في تقليد ماردنا الكبير. أطل يوسف من الباب: - من هو ذلك المارد؟ امتقع وجه إلهام بينما لم تتغير تعابير فتحية و سها بل ظلتا على مرحهما، نظر يوسف إلى وجه إلهام الذي هرب منه الدم و قال: - من نظرة واحده إلى وجه الآنسة إلهام المعبر أستطيع أن أجزم بأنكم تتحدثن عني. تقدم من سها و أمسك بأذنها: - ألن تتوقفي عن ثرثرتك المستمرة يا فتاة؟ تصنعت الألم: - آآآآآي...أترك أذني أيها الظالم. تركها و هو يقول متوعداً: - إنني لم أشد عليها لكن المرة القادمة سأقتلعها لك. نظرت لهما إلهام بحسد مرة أخرى ها هما يعودان إلى مزاحهما الذي يثير في نفسها الفرحة و الكآبة في نفس الوقت أغمضت عينيها و هي تتمنى لو كان لها أخ أكبر تلقي على عاتقه ما تحمل من أعباء ....لو كان لها هذا الأخ لما كانت هنا تحاول إنقاذ أختها من خطأ بإرتكاب خطأ آخر، لاحظ يوسف كيف تنظر إلهام لهما....ها هي هذه النظرة تعود إلى عينيها مرة أخرى و عندما رآها و هي تغلق عينيها بانهاك ....بطريقة توحي أنها تقول لقد اكتفيت من هذا العالم و كم أود أن استريح قال: - هيا يا سها لتنزلي للأسفل لقد جهزت توحه الطعام و لسوف تصعد للآنسة إلهام بصينية. عندما سمعت إلهام اسمها فتحت عينيها بقوة و رأت سها تحاول ان تعترض لكن اخيها أسكتها بإشارة من يده: - يبدو عليها التعب يا سها هيا أمامي. عندما وجدت إلهام صوتها أخيراً قالت: - لا أعتقد أنها فكرة جميلة أن أتناول طعامي وحيدة. حدثها كما يتحدث مع سها _كأنه يقنع فتاة صغيرة_: - لليوم فقط....استمعي إلى كلامي حتى تستردي قليلاً من صحتك و بعدها افعلي كما يحلو لك يمكنك أن تبدئي بمحاربتي كما تفعل سها و لن اعترض....هل اتفقنا؟ نظرت له إلهام مشدوهة..."ياإلهي لما يكلمني بهذه الطريقة الساحرة!!"، كرر سؤاله: - هل اتفقنا؟ تنحنحت: - آه...نعم...نعم اتفقنا. نظر لها قليلاً ثم انسحب بعد أن تمنى لها وجبة طيبة و تبعته فتحية بينما قامت سها بجمع الصور بسرعة و قالت لإلهام: - سوف آتي لك بعد أن انتهي من تنفيذ أوامر المارد إلى اللقاء عزيزتي. خرجت بعد أن غمزت كعادتها فضحكت إلهام : - يالها من طفلة؟ إنها تبدو دائماً خالية البال....حاولت إلهام أن تتذكر متى كانت آخر مرة أحست فيها بهذا الشعور....السعادة المستمرة و الراحة و الأمان....لم تكن تتوقف عن الضحك حدثت نفسها بصوت عالي و قد تملكها القنوط: - ياااه لقد مضى وقت طويل حتى أنني أخشى أن أنسى كيف للمرء أن يفرح من قلبه..... - لا أظنك ستنسين ذلك مادمت تعيشين مع اختي... سوف تسعدي فلا تقلقي. التفتت إلهام بحدة إلى الباب....ياإلهي هل سمعني و أنا أتكلم تنحنحت: - ما....ماذا تقول؟ وضع الصينية التي كان يحملها و قال: - قلت ما سمعت... لا تقلقي من هذه الناحية فاختي لن توفر وقت أو جهد لكي تشعرك بالسعادة أما الباقي رهن بك. سألته: - رهن بي؟ ماذا تعني؟ قال: - أقصد هل ستسمحين لنفسك بأن تسعدي أم ستظلين متوترة على الدوام؟ هزت رأسها : - لا...لا إنني لست متوترة. كان يوسف يعلم أنه سيندم فيما بعد على ما يفعله لكنه تقدم منها و أمسك يديها التي كانت في حجرها و فصلهما عن بعضهما: - انظري... لكن كنت تغرسين أظافرك في كف يدك. نظر لوجهها برهة ثم قال: - أوليس هذا دليل توتر؟ سحبت يديها من بين يديه: - حسناً...إنني.... إجتاحت سها الغرفة: - مهما كانت رغبتك فلن أوافق عليها فأنا من اليوم سوف أتناول طعامي مع إلهام حتى تسمح لها صحتها بالنزول و تناول الطعام معنا فانا أعلم أنها لا تحب أن تأكل وحدها فهذا من شأنه أن يفقدها شهيتها للطعام.
نظرت إلهام لسها بدهشة...كيف عرفت هذا؟ أتراها بصيرة آل عياش أم تراه كان استنتاج عشوائي؟ ابتسمت إلهام فنظر يوسف لها و رفع حاجبيه كانت نظرته تقول لها" ألم أقل لك أن سها ستتولى أمرك" و غمز لها فاحست أن قلبها فوّت خفقتين أو ثلاثة ....ياإلهي لماذا لم يكن يوسف عياش عجوز بكرسي متحرك ألم يكن هذا ليسهل علي مهمتي، سلخ يوسف نظراته عن وجه إلهام بالقوة قبل أن يستغرق في تحليل ملامحها فهي تبدو كلغز عندما تستسلم لأفكارها و نظر لاخته: - ما دام الأمر كذلك سوف أطلب من توحه ان تحضرلك طعامك هنا أيتها الشقية. قفزت اخته و قبلته بطريقتها المميزة، قال يوسف: - سوف أذهب لانهي بعض الأعمال. التفت لإلهام: - أظن أنني سأراك غدا يا أنسة إلهام. ازدردت لعابها بصعوبة و حاولت ان تتكلم بمرح: - أظن ذلك فيبدو انني لن أذهب إلى أي مكان بقدم و ذراع مكسورتان. نظر لقدمها و قال و هو شارد الذهب: - نعم اظن ذلك...عمتن مساءاً يا فتيات. بعدما خرج قالت لها سها: - ألم أقل لك عندما أصمم على شئ لا يردعني أحد. قالت إلهام: - هذا ما لا أشك فيه أبداً...أشكرك يا عزيزتي على مبادرتك اللطيفة فأنا بالفعل لا أحب ان أتناول طعامي وحيدة. أشارت سها بيدها في علامة اعتادتها إلهام: - لا داعي للشكر.
قراءةممتعة
__________________ |