05-13-2012, 02:33 PM
|
|
الوشاح الحريري كان الكل يجلس في غرفة الجلوس_سها و زوجها و إلهام و يوسف وفتحية_ عندما رن جرس الهاتف فقفزت سها و إلتقطت السماعة: - من معي؟..... اهاااا كيف حالك يا أستاذ ياسر.... حقاً.....يا له من خبر سار. صمتت قليلاً تستمع لما يقوله و هي مبتسمة ثم قالت: - سوف أمرر له السماعة و لتخبره بنفسك بكل هذا الكلام. ناولته السماعة: - إنه الناشر. بعد خمس دقائق أغلق الخط ، بدأت سها حملتها لمضايقة أخيها: - أتعرفون ماذا أخبرني الاستاذ ياسر؟ إن رواية يوسف الأخيرة أحدثت ضجة رهييييييبة و أن النقاد لم يتوقفوا عن الكتابة و قال لي أخبري اخيكِ أنه أياً كان السبب في التغير السحري الذي أصاب قلمه لا تدعه يتوقف، حاول يوسف أن يسكتها لكن بلا جدوى فقال محمد ضاحكاً: - إتركها يا يوسف أنت تعرف أنك لن تستطيع إسكاتها دعها تعبر عن فرحتها. أكملت سها: - كما أنه أثنى على سرعتك في إنهاء الرواية في الوقت المحدد.... لم يكن يتوقع ذلك. نظر يوسف إلى إلهام: - في هذا الأمر يعود الفضل بعد الله إلى إلهام.... لم تكن تدعني أتوقف عن الإملاء و لو لدقيقة. ابتسمت إلهام: - إنه عملي. ضحكت فتحية: - مرحى لكِ يا فتاة. فكرت سها " أعتقد أن الفضل في هذا الأمر و غيره لإلهام.... يجب أن أقرا الرواية لأحدد ما قصده الأستاذ ياسر و ساعتها سأقرر لمن الفضل في انفتاح يوسف على حد تعبير ناشره" هزّها زوجها: - لماذا تخططين يا عزيزتي و على وجهك هذه النظرة التآمرية الرائعة؟ إبتسمت سها و قد احمر وجهها فاقترحت إلهام: - قد يكتب أخيك عنك في المرة القادمة و يجعلك جاسوسة أو عميلة سرية في أحد المنظمات. ضحكت: - لكن قصص يوسف لا تحتوي على النساء إلاّ في الضرورات القصوى فما بالك بأحد أدوار البطولة. قالت إلهام: - لكن في روايته الأخيرة.... صمتت ثم قالت: - لن أخبرك سوف أتركها مفاجأة. تململت سها: - حسناً لقد شوقتماني لأقرأها أولاً الأستاذ ياسر و الآن أنت... إلتفتت ليوسف: - هل تحتفظ بنسخ في المكتب؟ رد يوسف: - أعتقد أن عندي اثنين إنهما لكِ و لإلهام لقد كتبت لكلٍ منكما إهداء خاص بها. بعد العشاء جلست إلهام في غرفتها و فتحت الرواية.... كان الإهداء على الصفحة الأولى كانت كلماته رسمية لكنها لا تعرف لماذا بعثت السرور في نفسها ....بعد أن عملت مع يوسف و قضت معه الكثير من الوقت اكتشفت انه إنسان آخر مختلف عن ذلك الشخص الذي يراه الناس للوهلة الأولى....قاس و عنيف و لا يقبل الجدال أو حتى الكلام بسهولة مع الآخرين، عاودتها حاستها المهنية و تملكتها رغبة في معرفة سر تغير يوسف فكما قالت سها إنه كان انسان مختلف قبل ان تدخل زوجته حياتك حاولت ان تتذكر ما اسمها....نعم اسمها سوسن، لم تدر إلهام إلا و هي تسحب ورقة بيضاء من الدرج و تبدأ في كتابة كل ما عرفته عن يوسف منذ دخلت منزله. استيقظت إلهام على صوت هاتفها المحمول و عندما ردت فاجاها صوت اختها المرح: - سوف اعود خلال أسبوعين. سألتها إلهام: - لماذا؟ ظهرت خيبة الأمل في صوت اختها: - ما هذا السؤال؟ يبدو أنكِ لم تشتاقي إلي لكنني اشتقت إليكِ رقت ملامح إلهام و عاد لصوتها حنانه المعهود: - لا يا عزيزتي لم أقصد لقد اشتقت إليكِ بشدة لكنني كنت أسأل لأنني أعلم أنكِ لن تتركي مكانك إلا بالقوة. ضحكت نشوى: - معك حق لا أحد يعرفني مثلك يا اختاه... تنهدت و أكملت: - ما عساي أفعل و قد أشرفت العطلة الصيفية على الإنتهاء. فكرت إلهام بذعر العطلة المدرسية أوشكت على الإنتهاء.... هذا يعني أن سها سوف تسافر مع زوجها .... سيكون وجودها مع يوسف مستحيل بعد ذهاب سها تذكرت عوني.... إنها لم تجمع أي معلومة حساسة حتى الآن سوى موضوع إنتحار زوجته و ها هي اختها ستعود من عطلتها.... يا إلهي إن كل الامور تتعقد من حولها، رن صوت اختها في اذنها: - هاااااا إلهام أين أنتِ؟ هل مازلت معي على الخط؟ قررت إلهام أن الحل الوحيد في ما ستفعله: - اسمعيني يا نشوى؟ رباب سوف تعود معك أليس كذلك؟. أجابتها: - نعم سوف تعود مع أهلها و سأكون معهم، سألتها إلهام: - هل ستقبل أن تظلي معها لمدة شهر أو شهرين؟ قالت نشوي: - نعم بل ستسعد بذلك حتى لو قضيت معها العام الدراسي كله لكن لماذا؟ قالت إلهام: - أنتِ لا ترغبين في معرفة ذلك.... سوف تعودين مع صديقتك و تقيمي معها حتى أعود من مهمتي و أنا سوف اتصل بأهل رباب لأستأذنهم. سألتها نشوى: -إلهام ما الأمر؟ أخبريني فأنا لم أعد صغيرة. تحت إصرار اختها أخبرتها كل ما حدث حتى اللحظة التي تتكلمان فيها: - بماذا كنتِ تفكرين عندما كنتِ تلتقطين هذه الصور؟ سمعت صوت بكاء اختها: - لم يكن هناك أي شباب؟ أنت تعلمين انه مهما كنت سذاجتي فلن أذهب مع أي شاب لأي مكان فما بالك بأن يصورني أحد.... صمتت و أخذت تبكي بقوة: - لقد.... لقد كانت صديقة لصديقتي و كنا نمزح.... كنا نمثل أننا عارضات أزياء.... لم أكن أعلم أنها تصورنا حقاً... تلك الوضيعة. هدأت إلهام اختها: - لا تقلقي سوف أتولى الأمر.... ما حدث حدث و سوف أهتم بالأمور هل فهمتي ما طلبته منك؟ سوف تبقين مع رباب حتى أعود من منزل يوسف فحسب ما قلته لهما أنني لا أملك منزل ... لا أريد أن أناقض قصتي. قالت إلهام بصوت منكسر: - حسناً لكن لا تدعيهم يكشفونك يا اختي أرتجف عندما أتخيل ما يمكن أن يحدث. طمأنتها: - لا تخافي على اختك أيتها الفتاة الصغيرة و الآن سوف أغلق السماعة قبل أن تأتي سها كالإعصار فتقتحم غرفتي. أغلقت الهاتف و جلست على السرير واضعة رأسها بين يديها... لقد حسم الأمر سوف أفعلها.... ليس لدي خيار سوف أكتب التقرير عن يوسف لكن بقى أمر واحد هو وجودها هنا بعد سفر سها ما هي إلا دقائق حتى اجتاحت سها الغرفة فغرقت إلهام في الضحك و عندما سألتها سها عن سبب ضحكها قالت لها: - لقد كنت أتساءل متى سأحظى بزيارتك الصباحية إجلسي هناك ما أريد أن أحدثك عنه. أخبرتها بما كانت تفكر فيه و اختتمت كلامها: - و هكذا سترين أنه ليس لائقاً أبداً أن أظل هنا. ابتسمت سها: - إنك مباركة أتعلمين على ماذا استيقظت اليوم؟ نظرت لها إلهام بتساؤل فقالت: - لقد استيقظت على خبر رائع فمحمد سوف يضطر للمكوث في الاسكندرية لمدة خمسة عشر شهراً لأن الشركة التي يعمل بها تواجه مشاكل في فرع الإسكندرية و طلب منه مديره أن يظل في فرعهم هنا و عندما أخبرني عن ذلك طرت فرحة فأنا لم أنفك في التفكير في نفس الأمر الذي أخبرتني به و ها هو قد حل... إقترح محمد أن نستأجر منزل لكن أخي عاقبه على هذا الإقتراح بأن كشر في وجهه بتلك التكشيرة الشهيرة و قال له: " ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه؟ تستأجر منزل و أنا لدي مكان يكفي جيش من الناس"، انهارت إلهام و سها على السرير ضاحكتان. دخلت إلهام غرفة المكتب دون أن تطرق الباب، عندما رفع يوسف رأسه و نظر لها معاتباً تجاهلت نظرته و جلست: - ها؟ لقد أخبرتني توحه أنك تريدني... ما الأمر؟ جلست تستمع إلى أخيها مبتسمة و ما أن إنتهى حتى أومأت برأسها موافقة: - حسناً سوف أذهب معك و أساعدك في إنتقاء الهدايا. - تذهبين معي؟... لا لقد أسأت فهمي... سوف تذهبين وحدك و تشتريهم نيابة عني. هزت رأسها بإعتراض: - إنسى هذا الأمر... إذا أردت أن تبتاع لنا هدايا بمناسبة إنتهائك من روايتك فيجب أن تكون منك فعلاً لا أن تدع غيرك يحضرها. زفر يوسف بضيق... إنها عنيدة و هو يعرف أنها لن ترجع عن تفكيرها... أمسك مفاتيحه مع على المكتب و وقف: - حسناً هيا بنا. نظر سها إلى أخيها و هو يقود السيارة و هو واجب و تساءلت... ترى هل يكون نادم على هذه الخطوة؟ لقد كانت عادة أن يشتري لها و لزوجها و توحه هدايا بعد كل رواية لكن وجود إلهام سيحتم عليه أن يشملها بهذه العادة. كان يوسف يفكر " لن أستطيع أن أهدي الجميع و أترك إلهام بلا هدية خاصة أنها قدمت له عون كبير في الرواية... لكن ألن تكون هدية منه لها دليل...." توقف بتفكيره و أنّب نفسه... دليل على ماذا أيها الأحمق؟ إترك الأمر لسها فهي ستختار لها أي شئ و سيطلب منها أن تقدمه لإلهام نيابة عنه. صافحه محمد شاكراً: - إنها برطة عنق جميلة... نظر إلى زوجته ممازحاً: - و أرى أنها تحمل ذوق زوجتي. ضحكت سها بينما إبتسم يوسف التي تقدمت منه توحه التي ربتت على ظهره كأنه طفل صغير تكافؤه على جلوسه مطيع: - شكراً أيها الصغير على هذه الكنزة الجميلة. إبتسم لها بحنو: - أنتِ على الرحب و السعه يا توحه. صاحت سها ببهجة: - و أنا أيضاً أشكرك يا اخي على هذا العقد الجميل الذي تركتني أختاره بنفسي. قال محمد و هو يكتم ضحكاته: - و الذي لا يمكن إغفال ثمنه الباهظ. لكزته سها ثم قالت بطريقة مسرحية: - و الآن إلى هدية إلهام... المساعدة المجتهدة و... قاطعتها إلهام: - أنا؟... هدية لي؟!! - نعم... خذي. نازلتها لفافة خفيفة الوزن ثم قالت: - و الآن هيا بنا لغرفة الطعام قبل أن يبرد العشاء. خرج الكل بينما وقفت إلهام محدقة باللفافة في ذهول... قال يوسف الذي لم يلحق بالباقيين: - هيا إفتحيها لن تعضك. - لكن... قاطعها: - إفتحيها... إنه غرض بسيط. كادت تقول له أنه ما من شئ منه يمكن أن يكون بسيط... نزلت الورق فلامس أصابعها قماش ناعم نظرت إلى محتوى اللفافة إنه وشاح بني اللون... لا إنه عسلي... وشاح حريري يمتزج به اللونين البني الفاتح و العسلي قالت كأنها تخاطب نفسها: - إنه رائع الجمال. رفعت عينيها إليه شاكرة ثم قالت: - إن ذوق سها رائع. أطلت سها برأسها من الباب: - بل هو ذوق أخي... تصوري أنك الوحيدة التي إختار هديتها... أعتقد أنه إختار هذا اللون لأنه يليق بعينيك لم يقل هذا بالطبع لكنني تكهنت. نظرت لأخيها بفرح و خرجت بسرعة ما أن وجه إليها نظرة نارية... لم يعرف كيف يصلح ما قالته إخته فقال: - لقد لاحظت أن سها تميل إلى إختيار الهدايا الباهظة الثمن و كنت أعرف أنك لن تقبلي مني ما هو غالي. إبتسمت: - على كل حال أشكرك على هذه الهدية الجميلة...قد أحثك على البدء بالرواية القادمة لأحظى بهدية جميلة كهذه. كانت محاولتها المزاح لتبديد التوتر فاشله فقد نظر يوسف إلى عينيها في صمت... بدون روايات بإمكانه أن يقدم لها كل هدايا الدنيا و هو راضٍ... صدمه تفكيره هذا فقال لها: - سأعتبر هذا وعد منك بأن تساعديني في الرواية القادمة لننتهي منها بسرعة قياسية. وصل لهم صوت سها عير الردهة: - هيا يا شباب قبل أن أجهز على العشاء. يتبعــــــــ
قراءة ممتعة
__________________ |