عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 05-14-2012, 01:38 PM
 
من أجلك توقفت عن التجهم فهلاّ….

أطلقت إلهام لساقيها الريح و لم تتوقف إلا في غرفتها…. أغلقت الباب و إستندت إليه لاهثة أغمضت عينيها و هي تفكر غير مصدقة… ماذا دهاني لأمازحه بهذه الصورة؟… إعترفت لنفسها إنها لم تتحمل رؤيته في تلك الحالة لقد بدى لها إنسان متصدع فتحت عينيها عندما سمعت صوت سها المرح:
- إعذريني إن قطعت عليكِ تأملاتك و لكن هل لي أن أعرف ماذا حدث؟ إريد تقرير مفصل عن حجم الأضرار.
كانت تجلس القرفصاء على السرير و قد إنفرج وجهها عن إبتسامة تسلية…. إذن فأنا و أخيها نتقاتل و هي تستمتع… حسناً، جلست على السرير صامتة فهزتها سها:
- هيا تكلمي.
نظرت إلهام إلى السقف و تصنعت التفكير فصاحت سها:
-إلهااااااااااااااااااام
نظرت لها:
- سها… بعد التفكير لا أظن أنني سأخبرك شئ.
صاحت بخيبة أمل:
- لااااااااااااا.
- نعم… كما أنني لا أريدك أن تخبريني عن حياة أخيك بعد اليوم.
دخل يوسف:
- لا أظن أن هناك ما يحتاج إلى المعرفة… لقد عرفت كل أسراري… على الأقل السوداء منها.
نظرت له بإرتباك… متى دخل؟... قالت له مؤنبة:
- ألم نتفق أنه ما من ألوان للأسرار لا سوداء و لا بيضاء.
تدخلت سها:
- مرحى لك يا فتاة…. إنها المرة الأولى التي أرى فيها أحداً غير توحه يخاطب أخي كأنه ولد يحتاج للتعليم.
أمسكها يوسف من أذنها:
- ألم يحن الوقت لتكبري يا فتاة… توقفي عن إلقاء هذه التعليقات …. لن يطول الوقت قبل أن ترزقي بأطفال.
ضحكت سها ثم قالت و هي تتصنع الألم:
- أخي إترك أذني إنك تؤلمني… إتركني و أعدك أن لا أذكّر إلهام أنك نعتها بالكاذبة.
إبتسمت إلهام لمنظر يوسف الذي أحمر وجهه غضباً…تركها و هو يقول غاضباً:
- هل قلت لكِ من قبل أن لسانك يسبق عقلك؟
- العدييييييد من المرات.
- حسناً… الآن إذهبي لزوجك إنه يبحث عنك في الأسفل.
بعد أن خرجت صمت يوسف كأنه يبحث عن الكلمات تكلمت إلهام في محاولة منها لقطع الصمت الذي ملأ المكان توتر:
- هل جئت لتطلب مني شئ؟
- لا… بل جئت لأعتذر.
- تعتذر؟
- نعم…. لقد خاطبتك بطريقة غير لائقة و نعتك بــ…. لا يهم دعينا ننسى ما نعتك به.
ضحكت فنظر لها… يالها من ضحكة جميلة… ألم يخبرها أحد من قبل كم هي فتاكة تلك الضحكة الرقيقة، توقفت عن الضحك و نظرت له… لماذا يحدق بها بهذه الطريقة الشاردة؟ قالت:
- لابد أن كل من في المنزل سمع شجارنا لكن لا تقلق القسم الأخير منه… صمتت فسألها:
- و لما القلق؟
- بدى لي أن ما أخبرتني به من أسرارك السوداء.
قال مبتسماً:
- ألم نتفق أنه لا الوان للأسرار.
ابتسمت فقال لها:
- لقد تعلم التلميذ الدرس.
- و ياله من تلميذ ذكي…. اسمع سيد يوسف.
- عدنا لمسألة الرسميات.
أنبته:
- هل ستدعوني لمناداتك بإسمك الأول و بعدها تعود للسخرية مني.
نظر للأرض:
- و هذه أيضاً أعتذر عنها.
- حسناً يوسف… أنا ايضاً أعتذر على كل ما قلته كما أعتذر عن لعبي دور المحللة النفسية.
- لكن إعترفي أن الأمر راق لكِ.
ما هذا إنه يمازحها!!! حسناً سوف تجاريه:
- نعم راق لي قبل أن تبدأ بالصراخ في وجهي.
ابتسم ثم أستدار و إتجه إلى الباب توقف عندما نادته:
- نعم؟
- هل ستعود للتهجم مرة أخرى؟
- ماذا تقولين؟
- ما سمعت؟ هل ستعود للتجهم مرة أخرى؟ عندما تمشينا البارحة و تحدثنا بكل بساطة و عفوية و تمازحنا واجهتني اليوم بوجه متغصن كأن صاحبه يعاني مشاكل الكون و هانحن عدنا و تحدثنا معاً بكل بساطة هل سيكون علي أن أستعد غدا لدفع ثمن هذا المزاح.
نظر لها… يالها من فتاة!!! لا يعلم كم من المرات سيقول هذه الكلمة لم يجرؤ أحد أن يتحدث معه بهذه الطريقة من قبل حتى زوجتة الراحلة… و لم يستطع إلا أن يعترف كم راقه الأمر قال:
- لا تقلقي … لن أعود للتجهم.
سألته مؤكدة:
- و لا العبوس؟
هز رأسه:
- و لا العبوس؟
- هل أعتبر هذا وعد؟
- وعد.
عندما وصل إلى الباب وقف و قال لها بتساؤل ساخر:
- لم أكن اعرف أنني أكون قبيح لهذه الدرجة عندما أعبس!!
قالت توحه التي ظهرت أمام الغرفة:
- أيها الفتى الأحمق… بل إنك لا تعرف كم تبدو جميلاً عندما تبتسم أليس كذلك يا صغيرتي؟
نظر يوسف لإلهام التي إحمر وجهها فبدت كفتاة صغيرة مراهقة هز رأسه و كأنما ليتخلص من سحرها و خرج.
قال توحه:
- سوف أقدم العشاء بعد ساعة لا تتأخري.
جلست إلهام تفكر…. ياله من يوم لم تكن تتوقع كل هذه الأمور و ما أفضى لها به يوسف… أخرجت الورقة و القلم و بدأت بالكتابة لكنها عندما وصلت لخيانة والدته تجاوزتها لا يمكنها حتى كتابة مثل هذا الأمر بعد أن إنتهت من كتابة ما عرفته اليوم رمت بالقلم و الدفتر… لا إن ما أفعله غير صائب لا يمكنني أن أفعل هذا في أي شخص و خاصة يوسف… خاصة؟ فكرت لماذا هو بالأخص؟ جلست على السرير و قد إنتابتها حالة من عدم التصديق… ترى هل تكون وقعت في حبه؟… لا لا إنها حماقة إنها لا تحتاج إلى مثل هذا التعقيد إن مشاكلها أكبر من أن تغرم بذلك الكاتب المعروف الذي من المفترض أنها تعد عنه تقرير… هزت رأسها و نهرت نفسها إستيقظي يا فتاة إنكِ في الحياة الواقعية و لست في فيلم سينمائي، أمسكت بالقلم و الدفتر و قرأت أخر سطرين ثم زفرت…. لا لا لا لن أفعلها، وضعت أوراقها في ظرف كبير و ضعته في حقيبتها سوف تذهب به إلى شقتها ثم أخرجت هاتفها و إتصلت بعوني… كادت تجبن و تنهي المكالمة لكن ما أن سمعت صوته حتى قالت له:
- سيد عوني أريد أن أراكِ غداً.
سألها بسعادة:
- هل ستسلمينني المقال…
قاطعته قبل أن يسترسل في الكلام:
- لا... أريد أن أتحدث معك بشأنه.
- أي حديث هذا؟ لقد بدأ صبري ينفذ إنك تسكنين في منزله منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
قالت بصرامة:
- سيد عوني إنتظرني في المنتزة الثانية عشر ظهراً …. أمام صالة البولينغ.
- حسناً… و من الأفضل لكِ و لأختك أن تجلبي معك المقال أو أخبار عنه.
- سيد عوني لا تبدأ بالتهديد… مضطرة أن أنهي المكالمة الآن.
بعد أن اغلقت الخط إتصلت بإختها التي بادرتها بالسؤال و قد بان المرح في صوتها:
- كيف حال أختي الكبيرة التي تلعب دور الجواسيس؟
حاولت أن تدخل المرح على صوتها:
- بخير؟… و كيف حال أختي الصغيرة التي تجتذب المشاكل كالمغناطيس؟
- بخير و مواظبة على دراستها علّها تكفر عن خطيأتها.
قالت إلهام بإحباط:
- بمناسبة الحديث عن تلك الخطيئة…. صمتت فحثتها نشوى:
- هيا أختي أخبريني هل فشلت في معرفة شئ عن يوسف؟
قالت إلهام و قد زادت الكآبة في صوتها:
- بالعكس عرفت عنه معلومات سوف تعد سبق صحفي ضخم لكن…. عندما صمتت قالت نشوى بتفهم:
- لكنك لا تسطيعين فعلها… إنها تخالف مبادئك أن تنشري حياة مرء على الملأ خاصة لو كان يجهد في إخفائها.
دهشت إلهام من إدراك أختها فحاولت المزاح:
- ما هذا التعقل؟... لقد صدمتني.
ضحكت نشوى لكنها ما لبثت أن عادت إلى جديتها:
- أختي… دعينا من المزاح و أخبريني ما يقلقك... إن الأمر يتجاوز ذلك.
طالما كانتا مقربتان و كان كل منهما تستطيع قراءة أفكار الأخرى… قالت إلهام شاردة:
- في البداية إستقبلني في بيته على كره منه فلولا إصابتي لرماني خارجاً… حتى أنني فكرت أنه يستحق ما سأفعله … لقد كدت أكتب عنه أبشع الأشياء ناسبةً أياها له دون أن يرف لي جفن لكن بعد أن عرفته….
إسترسلت إلهام في الكلام عن يوسف فأوقفتها نشوى.:
- هااااااي…. هااااااي….. توقفي يا فتاتي الحالمة…. صمتت ثم قالت:
- لقد وقعت في حبه.
وبختها إلهام:
- توقفي عن السخافة.
- أختي الكبيرة ...لا إنها ليست سخافة إنك تحبينه…
قالت إلهام محذرة:
- نشوووووى…
أخذت تهتف ضاحكة:
- أنتِ تحبينه…. أنتِ تحبينه.
- كفي كفي.
- أختي عاشقة… اختي عاااااااشقة.
أخذت إلهام تضحك لكن ضحكاتها إنلقبت إلى نحيب صامت صمتت نشوى:
- إلهام.....إلهام حبيبتي هل تبكين؟
- لا… لا يا عزيزتي.
- بل تبكين… اسمعي إنسي أمر المقال و ليذهب عوني إلى الجحيم.
- نشوى لا تتفوهي بمثل هذا الكلام.
- و من يأبه لآداب الكلام الآن … اسمعي ما اقوله لكِ… ما الذي سيحدث؟ هل سينشر صوري؟ و إن يكن أنا لست نجمة سينمائية أو عارضة أزياء… إنني لست مشهورة لن يهتم أحد….
قاطعتها إلهام:
- سوف أقابله غداً لكنني لا أستطيع أن أدعه ينشر مثل هذه الصور لكِ يا نشوى… لا أستطيع.
- أختي….
قاطعتها إلهام عندما سمعت طرقاً على الباب:
- نشوى سوف أكلمك مرة أخرى هناك من يطرق الباب لابد أنها سها.... إنها لا تعرف إنني أكمل هاتف نقال.
- حسناً أرسلي لها تحياتي …. لقد راقت لي قبل أن أراها… و إسمعي ما قلتله لك أخبري سها و يوسف أنك ستقابلينني غداً و إسحقي رئيسك الحشرة…
- حسناً… حسناً إلى اللقاء.
وضعت الهاتف في الحقيبة و قالت:
- إدخل.
ما أن أطلت سها بوجهها البشوش حتى قالت لها إلهام و هي تشير إلى الهاتف بجوار السرير:
- لقد كنت أتحدث مع نشوى إنها ترسل لكِ تحياتها.
قالت سها بخيبة أمل:
- كم كنت أود أن أتحدث إليها.
- حسناً مرة أخرى إنها تمكث عند إسرة صديقة لها حتى أدبر شقة لنا... سها هل عندك مانع أن أقترض سيارتك سوف أذهب للقاء نشوى غداً.
حبست أنفاسها خشية أن تقترح سها أن ترافقها لكنها أطلقتها بإرتياح ما أن قالت لها:
- لا مانع نهائياً و بلغيها سلامي كنت أريد أن أراها لكن بما أنكما لم تريا بعضكما منذ فترة سوف أؤجل اللقاء للمرة القادمة.
على العشاء جلس الكل يتبادلون الحديث و الدعابات و تحدثت سها بسخرية عن شجار إلهام و يوسف و الذي أسمته بالعاصفة الهوجاء.... لاحظت يوسف أن إلهام لم تشارك أبداً بالحديث و لم تمس طعامها... منذ نزلت من غرفتها و هي شاردة كأنها في عالم آخر و عندما حاول أن يشركها في الحديث كانت تجيب بكلمات مختصرة لتعود إلى صمتها و...شرودها.
إنتقلوا إلى غرفة الجلوس يتناولوا الشاي ، نظر يوسف إلى إلهام و هو يقدم لها الشاي فوجدها على نفس الحالة حتى أنها كادت تسكب الشاي على نفسها فأسرع و رمى بالفنجان بعيداً عنها صرخت:
- ياإلهي... أنا آسفة.
نزعت المنديل الذي ربطت به شعرها و أسرعت تمسح يده:
- لابد أن الشاي آذاك... أنا... أنا آسفه.
نظر إلى رأسها المحنى على يده و شعرها الذي غطى وجهها...أوقفها:
- لا بأس لم يحدث شئ.
توجه إلى الباب:
- سوف أضع عليها بعض الماء البارد و أعود.
غسل يديه و وجهه بالماء البارد لكنه لم يستطع أن يخرج قلبه من صدره ليضعه تحت شلال المياه الباردة علّها تطفي من لهيبه... يا إلهي... عندما شدت المنديل من شعرها فإنتشر كالشلال حول وجهها ... شلال أسود شديد اللمعان يتناقض بشكل صارخ مع عينيها العسليتان اللتان أغرقهما الشرود... إنها ليست المرة الأولى التي يرى فيها شعر إمرأة لكن ما الذي شعر به.... وبخ نفسه... إنضج يا رجل؟ هل عدت للمراهقة؟ ، إنتشلته توحه من أفكاره:
- أيها الصبي هل ستظل ساهماً محدقاً في صنبور الماء كأنه حورية بحر... هل وقعت في غرامه إنه في مطبخك منذ سنوات لكن لم أرك تنظر له بمثل هذه اللهفة من قبل!!.
قال بإعتراض:
- تووووحه توقفي عن هذه السخرية و لو ليوم واحد و سوف أهديك عقد من الألماس.
قالت بمشاكسة:
- أنت تعلم أنني لا أستطيع فكما تحيا بالهواء أنا أحيا بسخريتي منك أيها الصبي.... هيا إذهب لقد بدأت سها بإحداث ضجة حول غيابك إنها تحاول جر إلهام للحديث بينما تبدو المسكينه تفضل الصمت... ما بها تلك الصغيرة اليوم؟
- لا أعلم.
- حسناً أسرع لأنها تظن أنها أصابت يدك بحرق من الدرجة الثانية....همهمت:
- إنها لا تعلم أن الحروق في قلبك و من الدرجة الثالثة.
- ماذا قلت؟
- لا شئ هيا إغرب عن وجهي أيها الصبي.
إنهمكت في تنظيف الأطباق فناداها:
- توحه.
ردت عليه دون أن تلتفت له:
- ممممم؟
- شكراً لكِ على طردك لي من مطبخي.
- أنت على الرحب و السعه.
- و أمر آخر.
قالت بنفاذ صبر و هي مشغولة بجلي الصحون:
- ماذا؟
- توقفي عن مناداتي بالصبي و كل هذا لمجرد أن تشعري نفسك بأنك أصغر سناً.
إلتفتت له لترشه بالماء فخرج راكضاً و هو يضحك...
لم تحتمل إلهام الجلوس و سماع نكات سها دون القدرة على سماعها أو التفاعل معها فلقائها مع عوني يشغل تفكيرها و يؤرقها إستأنت لتصعد إلى غرفتها و بعد إلحاح عميق تركتها سها كانت تخرج من غرفة الجلوس عندما خرج يوسف راكضاً من المطبخ و هو يضحك... كان ينظر إلى المطبخ لذلك لم ينتبه لها... لم تستطع أن تتلافى الإصطدام و فجأة وجدت نفسها بين ذراعيه، نظر يوسف إلى عينيها التي إتسعتا ذعراً وضع يديه على كتفيها ليثبتها لكنهما وقعا أرضاً... هبت واقفة:
- أنا... أنا آسفة.
إتجهت إلى السلم بسرعة البرق إلا أنه كان أسرع منها و قطع عليها الطريق:
- إلى أين؟
- إلى غرفتي.
- لكن الوقت مازال مبكراً... هل تشعرين بتوعك؟
- لا... لكن....
قاطعها:
- إذن تعالي و إجلسي معنا قليلاً... أعتذر عن هذا الصدام الرهيب لكن توحه كانت ترشني بالماء.
مرر يده على شعره الذي لاحظت أنه مبتل، إستغل أنهما بعيداً عن مسامع اخته و سألها:
- لما الشرود؟
- شرود؟
- نعم إنك شاردة طوال الليلة حتى أنك لم تتناولي عشائك... هل أفسد شجارنا شهيتك؟
هزت رأسها فسألها:
- إذن لماذا تبدين لي كأنك لست معنا؟
- لا شئ من هذا... هيا لنعود إلى الداخل.
عندما دخلا الغرفة قالت سها:
- حمداً لله أنك إستطعت إقناع الشاردة أن تعود لتجلس معنا...أهلاً بك وسط أهل الأرض.
كانت إلهام تتقدمه أسرع الخطى و أقترب منها هامساً من فوق كتفها:
- أرأيتِ أنني محق... حتى سها قالت أنك شاردة.
تحدثا عن أعمال محمد و الذي قال أنها شارفت على الإنتهاء و سوف يتعين عليه أن يعود هو و سها إلى بيتهما فأسرعت سها تغير الموضوع و تتحدث عن أعمال أخيها... كل هذا و إلهام صامتة.
وقف يوسف يصب الشاي لأخته ناولها فنجانها و هو يخاطب زوجها:
- زوجتك تشرب الشاي كأنه ماء حاول أن تقضي على هذه العادة قبل أن يولد أطفالكما يطالبان بالشاي بدلاً من الحليب.
ضحكت سها.... صب فنجان آخر لإلهام هذه المرة وضعه في يدها و لف أصابعه حول يدها كأنه يحكم قبضتها حوله قالت له:
- لا تقلق لن أوقعه عليك.
- و من قال إنني أقلق إنني أرحب بشايك علي .
جلس بجوارها قالت له ممازحة:
- و إذا أصيبت يدك بالحروق من سيكتب لك روايتك التالية.
- لدي مساعدة ماهرة... كما أنها ملهمة أيضاً قد أعرفك عليها يوماً ما.
ابتسمت و عادت لصمتها... كانت سعيدة بمحادثتهم الهادئة لقد تغير يوسف كثيراً أصبح سهل المعشر... أكثر إنفتاحاً لم تكن لتحلم بذلك يبدو أن إنفجارهما في بعضهما البعض كسر الكثير من الحواجر التي ما كانت لتسقط لو إستمرا على تعاملها الدمث الهادئ.... لكانت في قمة سعادتها بتحوله العجيب لكن تفكيرها بما يمكن أن يحمله لقاءها مع رئيسها يعكر صفوها ، راقبها يوسف... ها هي تعود إلى صمتها ...إستغل إنشغال اخته و زوجهما بالحديث عن الأطفال و همس لها:
- من أجلك توقفت عن التجهم فهلاّ توقفت عن الشرود من أجلي؟
إلتفتت له فإصطدمت عينيها بعينيه اللتان كانتا تتأملانها بتلك الطريقة العميقة التي صارت تألفها.... كادت تقول له... من أجلك أفعل أي شئ لكنها عضت لسانها ثم قالت و قد جاهدت لرسم إبتسامة مشرقة على وجهها:
- و هل تستطيع المساعدة الماهرة أن ترفض أي طلب؟

يتبعــــــــ.........






قراءة ممتعة
__________________