عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 05-16-2012, 02:22 PM
 
دهاليز الرغبة 0


توجه باين الى الباب الخلفى لمنزل اخته فى الثامنة وخمس دقائق استعدادا لجمام صباحى مع كاثرين وراينى . ودهش حين لم تلاقيه لايدى فى المدخل . فبوجود ضيف مشوق كراينى ، لابد ان ابنة اخته بقيت مستيقظة حتى ساعة متاخرة مساء امس وهى لا تزال نائمة الان 0
قد تكون راينى فى سريرها ايضا ولكن باين شعر انها من النوع الذى يستيقظ باكرا . وتصورها فى مكان ما من المنزل منكبة على العمل على مشروعها الفنى الاخير 0
امل ان تكون على الشرفة حيث تناولا طعام العشاء ، فتوجه الى هناك . وعندما اكتشف ان المكان خال وانها ليست ظاهرة للعيان ، سرت رعشة من خيبة الامل فى اوصاله 0
لعلها فى المطبخ تتناول الفطور مع الخدم ! لكنه طرد هذه الفكرة ما ان لمح ستان ، وهو احد رجال امن شقيقته ، يتناول فنجان من القهوة وحده . عندما راه الرجل الاخر ، وضع فنجانه وقال : كنت ساتصل بك بعد قليل 0
لم يحتج ستان الى التفوه بكلمة اخرى ليدرك باين ان امرا ما حصل وانه لن يكون سعيدا به 0
كان تكون راينى قد رحلت !
-متى رحلت الانسة بينيت ؟
-منذ حوالى الساعة . اوصلها جاد الى المدينة . لقد طلبت منى عدم ازعاجك لانك مع الانسة ويلى 0
-يفترض بك ازعاجى فهذا جزء من عملك !
وانفجر باين فى نوبة غضب نادرة فسحر راينى كان قويا جدا بحيث تمكنت من اخضاع شخص محترف كستان 0
لا ينبغى عليه ان يهتم ! لاينبغى عله ان يهتم لو رحلت بعيدا من دون علمه لكنه كان مهتما واكثر بكثير مما تصور 0
-خالى باين ؟
استدار لدى سماعه صوت ابنة اخته الخافت . كانتا هى ونايلا واقفتين على العتبة مع لايدى . فهمست نايلا : اخشى اننى السبب فى رحيل الانسة بينيت هذا الصباح 0
وحثته كاثرين قائلة : تعال وانظر 0
وضعت كاثرين يدا على ذراعه : وجدتها فى غرفة الضيوف هذا الصباح 0
لحق بهما بخطى متثاقلة الى غرفة الطعام الرئيسية حيث راى مجموعة من الاوراق مرمية على الطاولة 0
وقفت نايلا فى الطرف الاخر وقالت : مساء امس تحدثت عرضيا مع الانسة بينيت عن مرض تريفور لاننى ظننتها تعلم بشانه ، لاسيما بعد ان قرات الرواية عن البطل المصاب بسرطان فى الدم . لم يسبق لى ان رايت احد منهارا كما كانت لدى اكتشافها الموضوع . وقبل خلودها الى النوم ، سالتنى ان احضر لها صورة له وهذه هى النتيجة 0

اقترب ليرى عمل راينى ، وبمجرد القاء نظرة واحدة على الصورة المرسومة بالوان ناعمة كادت حنجرته تنطبق لفرط انفعاله 0

لقد ابدعت فى عملها فمشاعر الحب ، والحلاوة ، والحنان الظاهرة تربط بين الاخ واخته . همست كاثرين : انها جميلة لدرجة انها مؤلمة 0
كانت اللوحة جميلة وهى تؤلم لان كل ما ترسمه راينى او تصوره يعكس مشاعرا نابعة من القلب 0
راحت ابنة اخته تبكى بهدوء على كتفه : كيف علمت اننى وتريف كنا نمضى الوقت فى اللهو فى الحديقة مع لايدى ؟
-اعتقد ان هذا جزء من موهبتها العظيمة 0
لم يجد لذلك اى تفسير اخر . ولمعت عينا نايلا وهى تقول : لقد شعرت بالاسى الشديد لتسببها بالتعاسة لعائلتك ومن الواضح انها كانت ترغب بمغادرتكم مخلفة وراءها هدية تجلب لكم السعادة . يا لها من انسانة رائعة ! لم يسبق لى ان التقت احدا مثلها 0
فرد باين فى سره : ولا انا 0منتديات *****
-لقد رسمت صورة اخرى لى خالى باين ، ساحضرها 0
وفيما راقب كاثرين وهى تخرج من الغرفة ، قالت نايلا : لا الوم الانسة بينيت على رحيلها المبكر فانا واثقة من انها تتوق الى نسيان هذه المسالة المزعجة برمتها واكمال حياتها 0
لم يسع باين مخالفتها بعد ان اخضع راينى للامرين خلال جلسة الاستماع وارغمها على مواجهة ديان التى لم تفعل شيئا سوى احباطها طوال الامسية 0
دخلت كاثرين غرفة الطعام وبيدها رسم اخر تناوله منها فيما قالت : ستحب هذه ايضا 0
قرا الكلمات عاليا : المتسول 0
لقد جسدت راينى بشكل لا يصدق التعبير المتسول فى عينى لايدى فيما كانت تنتظر الحصول على ما تاكله بصبر وادب مبالغ فيهما 0
تمتم باين : لقد خلفت لك كنوزا حقيقية 0
وضع الرسم على الطاولة قرب اللوحة الاخرى ثم سال : اين هى الرسوم الاخرى ؟
-طلبت منى راينى التخلص منها 0
رمق نايلا بنظرة نافذة : ماذا ؟
-لا تقلق فانا لم استطع القيام بذلك وهى موجودة فى غرفتى 0
- استطيع دائما الاعتماد عليك . احتفظى بها من اجلى وساخذها لاحقا 0
-بالتاكيد 0

وتدفق الدم فى عروقه . اذا لم يصرف طاقته الفائضة قريبا ، سينفجر 0

-كاثرين ! ارتدى ثوب السباحة فسنسبح 0
-لقد ارتديته تحت ثيابى 0
-اذن دعينا نذهب 0
-ساحضر الفطور بانتظار عودتكما 0
قال للخادمة : لا اريد شيئا لكن شكرا على اقتراحك نايلا 0
بعد خمس واربعين دقيقة ، خرج هو زكاثرين من المياه ، لكن السباحة لم تحسن مزاج باين الذى بدا عاصفا كالطبيعة . كانت ابنة اخته مستغرقة فى افكارها الخاصة فلم يتبادلا الحديث الا قليلا الى ان عادا ادراجهما الى البيت 0
-لم اكن اعلم ان البطل فى رواية عملية دمج فى مانهاتن ، يموت اثر سرطان فى الدم او ان تلك الكاتبة فقدت ابنتها بسبب نفس المرض . هل ما زالت الرواية لديك ؟
-اجل 0
-اود قراءتها 0
-هل انت متاكد ؟
-طبعا . لا افهم كيف يمكن لديان ان تقول ان الروايات العاطفية لا تعكس الواقع 0منتديات *****
-ستغير رايها اذا قرات واحدة 0
لقد شكلت مطالعته لرواية ريغلى اكتشافا بالنسبة اليه . وتابعت ابنة اخته : لكن المشكلة انها لن تفعل ذلك ابدا 0
-ستكون هى الخاسرة 0
عليه ان يجد طريقة لدفع ديان للذهاب الى سويسرا 0
-هل ستمضى النهار معها ؟
-لا . لدى عمل فى المكتب وستبحث هى ووالدتها فى مستلزمات اثواب الوصيفات . ما هى مخططاتك ؟
-سنلعب انا وليندا التنس مع مجموعة من الاصدقاء ، واعتقد اننا سنشاهد فيلما فى وقت لاحق 0
-يبدو ذلك ممتعا . تاكدى من ان هاتفك معك لكى نستطيع ان نبقى على اتصال 0
نظرت اليه : سافعل . . . خالى باين ؟
كانا قد بلغا الحديقة الخلفية حين لاحظ ترددها : ما الامر ؟
-بعد عودة امى وابى ، اود دعوة راينى على العشاء لتتمكن العائلة كلها من مقابلتها . هل ستوافق على ذلك ؟

كان قلبه ينبض كالمطرقة : بالطبع . لم تساليننى ؟

-ديان لاتحبنى ويمكننى ان اقول انها لم تحب راينى 0
فعلق باين فى سره : قولى لى شيئا اجهله 0
-لاتقلقى بهذا الشان 0
-بعد زواجك اتمنى ان تستمر فى زيارتنا غالبا 0
-لن يردعنى احد ابدا عنك حبيبتى 0
وعانق باين ابنة اخته قبل ان يستقل سيارة الليموزين قائلا : خذنى الى المنزل اندى 0
خلال رحلتهم القصيرة الى كريغ هيد اتصل باين بطياره وطلب منه تجهيز الطوافة اذ سيتوجه الى المدينة بعد عشرين دقيقة 0
خلال حديثه مع كاثرين فى طريق عودتهما من الشاطئ ، اعتراه شعور غريب ، شعور لم يستطع تفسيره ، لكنه مرتبط براينى وبرحيلها المفاجئ . وفجاة ، شعر بحاجة للحاق بها 0
كادت الساعة تبلغ الظهر عندما ترجل من الليموزين امام المبنى الذى تقيم فيه . ضغط على الزر وانتظر جوابا . ان لم تكن فى المنزل فسينتظر خارجا بقدر ما يستلزم الامر حتى تظهر 0
كان يستعد لازعاجها برنة ثانية عندما سمع ضجة ثم اجابه صوت رجل : نعم ؟
تجمد باين فى مكانه : هل هذا ستديولو رين بينيت ؟
-نعم 0
جاهد لكبح جماح غضبه : هل لى بمحادثتها ؟
-من يتكلم ؟
كانت رغبته فى ضرب الرجل تتزايد فصرخ باين : ان لم تحب فى غضون خمس دقائق ، فساصعد لمعرفة السبب 0
عندئذ ، جاء صوت راينى المنقطع : انا هنا ، سيد سترلينغ 0
قطب حاجبيه . ما الذى تفعله بحق الله مع رجل فى شقتها فى هذا الوقت المبكر من النهار الا اذا . . . ؟ واثارت فيه الصور التى خطرت فى باله مشاعر بدائية بعجز عن وصفها فقال : علينا ان نتكلم . متى تتفرغين ؟
-ظننت انك وخطيبتك . . . لا تهتم . . . لايهم الامر . امهلنى دقيقة فقط ، ارجوك !
يبدو انها تركت منزل شقيقته لموافاة عشيقها . من بين كل الاسباب التى تخيلها لرحيلها من دون اطلاعه ، لم يتصور ابدا ان يكون السبب رجل 0

لكنه عاد وتذكر انها الغت مخططات اخرى مساء امس لمرافقته . كم من الوقت مضى على تلك العلاقة ؟

-حسنا . يمكنك الصعود الان 0
فتح الباب وصعد السلالم على عجل وصولا الى شقتها . وجدها امام الشقة وقد اغلقت بابها وحاولت يائسة ان تبدو مرتاحة لكنها بدت ايضا منتعشة وبريئة ببلوزتها القطنية وجينزها الازرق فوجدها شديدة الجاذبية . كان قلبه ينتفض بين ضلوعه حين قال : الن تعرفينى الى صديقك ؟
-لقد عاد الى شقته 0
كم هذا مناسب ! !
-ان الوقت غير مناسب فلما لم تقولى ذلك ؟ كنت لازورك لاحقا 0
-انت رجل مشغول سيد سترلينغ . وبما انك تكبدت عناء القيادة الى هنا ، لم اشا تحميلك مشقة المجئ ثانية 0
كانت تخفى امرا ما عنه فعلق بقوله : كان عليك ان تفكرى فى ذلك وتبقى فى منزل اختى حتى يتم ايصالك الى منزلك 0
لم تحرك ساكنا لكن لم يسعها الحؤول دون ان يزحف الاحمرار الى عنقها ووجهها الجميل 0
-لقد نشات على المعتقد القائل ان الاقامة الممتعة هى القصيرة . ومساء امس ، فعلت ما بوسعى لاراحة خطيبتك وابنة اختك . وعندما افقت هذا الصباح ، لم استطع تبيان اى سبب لاطالة اقامتى 0منتديات *****
-استطيع اعطاءك واحدا 0
كانت يداها تفركان جانبى وركيها بطريقة لعلها لاتعى تاثيرها ، ولم تعد تبدو واثقة تمكاما من نفسها الان 0
-هل من خطب ما ؟
-اعتقد ان بهو المبنى ليس المكان المثالى لاستكمال هذا الحديث 0
وعلا الاحمرار وجنتيها 0
-هل تفضلين النزول والجلوس فى السيارة فيما نتكلم ؟
صاحت بنعومة وقد وضعت يدا عصبية على حنجرتها : لا !
-استطيع الذهاب الى مكتبى والعودة لاحقا اذا كان الامر يناسبك 0
وبدت مرعبة : ارجوك ، لاتفعل ذلك 0
-اذن ، ما الذى تقترحينه ؟ اذا كنت تخططين لقضاء اليوم مع الرجل فوق فقولى ذلك ، يمكننا التحدث غدا 0
فهمست : لا . يمكنك الدخول لدقيقة 0
دقيقة ؟

دخلت الى الشقة وتركت الباب مفتوحا له . بعد دخوله ، استجمع قوته كلها لئلا يصفق الباب . وعندما استدار نحوها ونظر اليها ، تجرد من اسلحته كلها وبرد غضبه 0

-يبدو انك تخلين المكان 0
-نعم 0
لاحظ العديد من الصناديق على كنبتها ، فهرعت ووضعتها على الارض 0
-هاك ، يمكنك الجلوس الان 0
لكنه بقى حيث كان : هل تنتقلين للعيش معه ؟
عضت شفتها السفلى من الداخل فاثاره هذا التصرف 0
-لا اريد ان اكون فظة لكننى اعتقد انه شانى الخاص فقط 0
-سيخص ابنة اختى عندما تحاول دعوتك على العشاء فى منزلها فور عودة والديها يوم الاثنين ولايمكنها تحديد مكان اقامتك 0
انتفض راسها الاشقر فيما غدت عيناها الخضراوان دخانيتين مجددا وبدت معذبة : يجب الا تدعها تفعل ذلك 0
حبس انفاسه قائلا : بعد تلك الصورة الرائعة لاخيها والتى ستقدسها طيلة حياتها ، هل تعتقدين حقا انها لن تبذل ما فى وسعها لشكرك ؟
-انا مسرورة لانها اعجبتها ولكن . . .
فطالبها : لكن ماذا ؟
-لن اكون هنا فى الاسبوع المقبل 0
يا الهى ! وادرك ما سيلى قبل ان تتفوه به 0
-ساعود الى ديارى فى كولورادو غدا 0
شعر باين بالالم كما لو ان رصاصة اخترقت قلبه 0
-سترحلين من دون وداع ؟
-لقد تودعنا مساء امس 0
ذكرها قائلا : سمعتك تقولين بوضوح عمت مساء0
حولت عينيها عنه فيما ارتجف صوتها وهى تقول : اعلم انك تظننى اهرب لاضمد جراحى بعد ما حصل فى المحكمة لكنك مخطئ . لقد اسدت لى الجلسة خدمة اذ احضرت اخى الى نيويورك 0
كلما تكلمت بسرعة ، كلما افتضحت عصبيتها اكثر 0

-لم نعد نمضى الوقت معا كما كنا نفعل . عندما كان هنا تكلمنا طيلة الليل . بعد الاسبوع القادم ، لن يدير كريغ اى رحلات نهرية فى الزوارق ، فهو يستعد لافتتاح مؤسسة خاصة لبيع ادوات الرياضة . كان هذا حلم حياته . وقد اعطاه المصرف القرض وعثر على مكان فى موقع جيد . ومع انه تلقى العون الا انه يحتاج للمزيد 0

تكورت قبضتا باين : وهكذا ، قررت فجاة اسداء هذا المعروف لاخيك 0
اكملت شرحها : لدى بعض المدخرات ولن احتاج الى المزيد من العمل لفترة . اريد مساعدته على تحقيق ذاته 0
-انت فنانة ! فنانة مذهلة . انتقلت الى نيويورك لتتبعى حلمك الخاص 0
-لم اخطط للاقامة هنا الى الابد . كانت تجربة ، مغامرة ليس الا 0
-وهل يعلم اخوك بما تنوين التضحية به من اجله ؟
-ل . . . ليس بعد . انوى مفاجاته 0
-لا اصدقك 0
بدت غاضبة لكن غضبها اخفى الرعب خلفه : ماذا تعنى ؟
-انت لاتهرعين الى مساعدته بقدر ما تهربين من شئ ما . اعترفى بذلك 0منتديات *****
كانت تقف قرب النافذة تنظر الى الخارج متعمدة الا تواجهه 0
-ارجوك ارحل سيد سترلينغ . عندما ترى ابنة اختك ، ودعها بالنيابة عنى ودعها تعلم مدى سعادتى لانها احبت الصورة 0
-لقد احبت الرسمين ، وستفرح العائلة كلها عندما ترى لوحة المتسول . لابد ان هذين الرسمين استغرقا طيلة الليل 0
لم يتمكن باين من النوم ايضا 0
-لن اغادر هذه الشقة حتى اعلم لما خططت للاختفاء من دون اثر 0
مضى وقت قبل ان ترد بصوت منخفض : سترغمنى على البوح ، اليس كذلك ؟
وثارت ثائرته فصاح بها : بما ستبوحين ؟
ادارت راينى راسها باتجاهه وقد علا وجهها تعبير ماساوى وشرعت تقول بصوت مرتجف : انها تعلم اننى زرتك فى مكتبك واننى استقليت طائرتك ، كما تعلم اننى زرت كريغ هيد . وبعد ليلة امس ، اصبحت تعلم اننى امضيت الليلة فى منزل شقيقتك . لو كنت خطيبتك ، لاستطعت التعامل مه هذه الامور على اعتبار انها نتيجة الجلسة . لكن اذا حصل اى اتصال اخر . او مجرد تهامس فساشعر باننى . . . مهددة 0
تقدم خطوة منها : اذا ظننت ان العودة الى كولورادو ستزيل التهديد ، فانت مخطئة جدا . يمكنك الذهاب الى اقاصى الارض من دون ان يشكل ذلك اى فارق 0

فبادلته الهجوم : اذن ، فانت لم تقم بما يكفى لتجعلها تشعر بالامان 0

عجز عن الرد عن هذه الملاحظة فقال : لن تشعر بالامان حتى تتمكن من معاودة المشى . ثمة عيادة فى سويسرا قد تساعدها لكنها ترفض السفر 0
اثر هذه الملاحظة ، اسندت راينى نفسها الى طرف المكتب فيما طاطات راسها 0
-اتفهم السبب ، فمن الصعب جدا ان تسافر مليئة بالامل لتكتشف بعدئذ ان اولئك الاطباء عاجزون عن المساعدة 0
-ديان لا تزال تشعر بساقيها راينى ، وثمة امل فى ان تسير مجددا والا لما حثها الاطباء على الذهاب الى تلك العيادة للاستشارة والمعاينة 0
وجازف بقوله : هذا الصباح وفيما كنت اسبح انا وكاثرين فى المحيط ، خطرت لى فكرة يمكنها ان تدفع ديان الى العدول عن رايها . لقد اشرت اليها منذ لحظات عندما ذككرت شعورها بانها مهددة 0
كلامه جعلها ترفع راسها . وكان اهتمامه محصورا بها بالكامل وهو يتابع : بدلا من تعليق مهنتك من اجل اخيك الذى لايملك حتى الان فكرة عما تخططين له ، ما رايك بالعمل لحسابى ، عل ديان تتمكن من رمى الكرسى المتحرك بعيدا ؟
بدا الذهول على وجهها : لو ظننت ان بامكانى المساعدة لفعلت لكننى لا ارى ما يمكننى فعله 0منتديات *****
-ليلة امس ، قلت انك مستعدة للتضحية باى شئ لقاء العمل معى 0
هزت راسها موضحة : كنت متحمسة وانت تعلم ذلك 0
-لقد قصدت ما قلته راينى . لذا اقترح ان تنتقلى الى منزلى كريغ هيد وان تظهرى مواهبك الفنية عبر رسم الخرائط لحسابى . انه اتفاق مهنى يعود بالفائدة المادية علينا معا 0
التمعت عيناها الخضراوان فيما تابع : لم التق بشخص قادر على القيام بذلك حتى ظهرت . فبمساعدتك ، ساتفرغ للسفر من دون ان اقلق على اى تاخير على الصعيد التقنى . على فتح اسواق جديدة قبل ان يسبقنى المنافسون . فى المقابل ، لنامل ان تشعر ديان بانك مهددة لتواجدك فى حياتى فتوافق على السفر الى سويسرا لمعاودة السير لتتمكن من مواجهتك على قدم المساواة 0
بدت حانقة وهى ترد : لايمكنك ان تكون جادا 0
-انا لا اقول ابدا ما لا اعنيه . يجب ان تفهمى امرا ما عن خطيبتى فلا يملك احد عزة نفس اكثر من الانسة ديان ويلى . وضعها صعب جدا عليها لدرجة انه حال بينها وبين اصدقائها وبين عملها فى المجلة . لقد قدمت يد العون فى حملة زوج اختى الانتخابية الاخيرة . وكانت فى الماضى تتطلع لخوض معترك السياسة بنفسها ولكن كل ذلك اختفى اذ لم تعد الشخص نفسه 0

تجمعت الدموع والتمعت فى عينى راينى : انها ماساة كبيرة 0

وتمتم باين : انها كذلك . لا يستحق اى كائن حى ان يقاسى كما تفعل . ليلة امس ، شعرت بالمها لانها اعتادت ان تكون حيوية ونشيطة مثلك ، تشارك بكل ما اوتيت من قوة . ولو رايت ان ثمة فرصة لان تعود الى ما كانت عليه ، لحركت الارض والسماء لتحقيق ذلك 0
همست : انا واثقة من ذلك 0
-منذ وفاة تريفور وكاثرين تساعد ديان بطريقتها اللطيفة . حاولت تذكيرها بان اخاها لم يكن لديه اى امل على عكسها لكن خطيبتى لا تتجاول . لاحظت فيها مساء امس بوادر التمرد فيما كنت تسحرين الجميع 0
واكمل فى سره : بمن فيهم انا 0
-غدت كاثرين فتاة مختلفة بفضلك ، وديان تدرك ذلك . بفضل تعاونك ، قد تثور ديان فينتهى بها المطاف الى حد ان تطلب منى اخذها الى سويسرا . اعتقد ان هذا المخطط سينجح ، وقد اجول الارض لكننى لن اعثر ابدا على ند افضل منك لها 0
وبعد استراحة قصيرة قال : اذا كان جوابك الرفض ، فسارحل من هنا ولن تتعاملى معى ثانية . اما اذا كان جوابك الموافقة ، فستعلمين انك حاولت مساعدة انسان اخر على استعادة حياته 0
بدا الذهول الشديد على راينى فاضاف : ادرك اننى اطلب الكثير ولا يحق لى ان افعل ذلك . انا افعل ذلك . انا افعل الكثير من دون ان املك الحق فى ذلك ولكننى نشات هكذا 0منتديات *****
وطال الصمت فاستجمع قوة ارادته كلها وخرج من الشقة تعتريه الدهشة لرؤيتها واقفة هناك تعصف بها الحيرة . لكنها لم تكن حائرة الى حد ان تناديه ليعود 0
توجه نحو السلالم فالتفكير بحياته من دون راينى جعله يغرق فى ياس شديد . ولم يتذكر انه نزل سلالم الطوابق الثلاثة . كان مايك وجون واقفين فى مكان ما فى الجوار ينتظران صعود باين الى الليموزين 0
فتحت الابواب واغلقت فى غمضة عين 0
-باين ؟
-ما الامر اندى ؟
-الانسة بينيت على جانب الطريق تشير اليك لتنزل زجاج نافذتك . خبر لحاق راينى به الى الشارع كان اشبه بسقوط شخص ما من مكان عال ليفاجا بان مظلته تنفتح فجاة فى اللحظات الاخيرة 0
ترجل من السيارة بسرعة البرق محاولا التقاط انفاسه . كان الرصيف يعج بالناس ولكن بدا لباين انه وراينى الشخصان الوحيدان فى الوجود 0
لم تتمكن من تجنب نظرته وهو يقول : ما كنت لتقفى هنا لو ان جوابك سلبى . هلا ناقشنا الموضوع فى السيارة او فى الاعلى 0
بللت شفتيها بعصبية : متى تريد منى البدء ؟
-الان 0

-ب . . . بهذه السرعة 0

-يجب ان اسافر الى باريس صباح الثلاثاء . لهذا ، اود مراجعة خرائطى فى عطلة نهاية الاسبوع لاريك كيف اعمل 0
-لكن شقتى . . .
-ساساعدك فى انزال ما تحتاجينه للعطلة . نهار الاثنين المقبل ، سنتدبر امر شركة نقل الامتعة . يمكنك تخزين كل ما لا يلزمك فيما تسكنين معى 0
-يجب ان ابقى هنا لتسليم البريد المتعلق بلوحتى الاخيرة 0
-سنقوم بذلك وساتكفل بامر تسليمها 0
-لا ، فلقد سبق ان اتفقت معهم 0
قرر باين ان يدعها تنتصر . تعلم فيما مضى عندما يكون على وشك نيل صفقة جديدة ، ان يتروى عندما تلوح فرصة جديدة فى الافق لئلا تفلت الامور من يديه 0
-لن . . . لن احتاج الى مساعدتك بالنسبة الى امتعتى . واذا انتظرتنى هنا ، فساعود حالما انتهى 0
-خذى ما تشائين من الوقت فلن اذهب الى اى مكان من دونك 0
ادرك باين انها تسعى الى العزلة لتودع الرجل الذى كان فى شقتها . المسكين يجهل انها ستصبح خارج متناول يديه ما ان يقلع بها بعيدا 0
وفيما كان ينتظر ، اتصل بابنة اخته : مرحبا خالى باين !
-كيف الحال ؟
-رائعة !
لم تكن متحمسة هكذا منذ وقت طويل 0
-لقد دعوت اصدقائى لرؤية رسوم راينى وهم يرغبون فى ان تقوم برسمهك ورسم حيواناتهم الاليفة ليتمكنوا من تقديم اللوحات لذويهم فى عيد الميلاد . هل تظنها ستقبل اذا دفعوا لها المال ؟
ابتسم قائلا : انطلاقا من معرفتى براينى فهى لن تاخذ المال 0
-انا واثقة من انك محق لكنه مجهود ضخم بما انها تعمل فى وظيفتين 0منتديات *****
-اسمعى ، يمكنك طرح السؤال عليها بنفسك غدا 0
-هل دعوتها الى المنزل مجددا ؟
-لا . لقد عرضت عليها عملا بدوام كامل معى فوافقت وهى ستنتقل الى كريغ هيد حيث ستعمل على خرائطى 0
وساد صمت طويل . . .
-خالى باين . . . هل تعلم ديان بالامر ؟
-ليس بعد . ساخبرها الليلة !
-سيجرحها الامر كثيرا 0
-امل ان يثير ذلك غضبها 0
ادرك ان دماغها منشغل بكلامه عندما قالت : انت تريد اثارة غيرتها 0

-اريد ان تسير مجددا وربما اذا ثار غضبها فستقوم بشئ حيال الامر وتفكر بالذهاب الى تلك العيادة فى سويسرا 0

وساد صمت مؤقت اخر : وهل تعلم راينى لما سالتها المجئ للعمل لديك ؟
-نعم وهى تود مساعدة ديان ايضا 0
-وانا ايضا 0
-لقد سبق لك ذلك . انت عزيزة على قلبى وانا واثق من ان راينى ستستمتع بصحبتك . يمكنك التجول معها والتاكد من انها تعلم اين يمكنها السباحة بامان 0
-وهل تظنها تهوى الابحار ؟
-سنكتشف ذلك . تعالى فى الصباح لتناول الفطور معنا 0
-وهل ستحضر ديان ؟
-سادعوها . استمتعى هذا العصر وساراك فى الصباح 0
بعد انتهاء المخابرة ، اجرى اتصالا اخر بطياره لاخطاره بانهم سيعودون ادراجهم الى كريغ هيد قريبا 0
بعد ساعتين من الزمن ، تكررت الاحداث امام عينيه عندما التقت مدبرة منزله براينى فى منزله 0
-سيدة مايرز ! لقد وافقت الانسة بينيت على العمل معى وستقيم معنا فى الوقت الحاضر . جهزى لها الغرفة المطلة على التمثال 0
التوى فم راينى فيما قالت : يبدو هذا مثيرا 0
-اجل . هل يمكننى اخذ امتعتك الان ، انسة بينيت ؟
-ارجوك نادينى راينى . ساحملها 0
-ستكتشفين بنفسك ان مساعدتى الجديدة تملك نزعة استقلالية 0
تمتم باين بذلك فردت مدبرة المنزل التى تحب ابقاء الامور رسمية : يناسبنى الامر طالما تنادينى بيتى 0
-اتفقنا 0منتديات *****
-سنعمل فى مكتبى بيتى . عندما تنهين عملك ، هلا احضرت لها الغداء ؟
-ساحضره فورا 0
كان باين يتوق للاختلاء براينى وشرح طريقة وضعه للرسوم الاولية . سيستعين بعينيها الخبيرتين وبخبرتها لتطوير المشروع واجراء تجديدات 0
وبعد لحظة تامل ، اخرج رسوم باريس التى باشر بالعمل عليها . وفيما كان يفردها على طاولة العمل الواسعة ، رن هاتفه الخلوى وتبين له عندما تحقق من هوية المتصل انها ديان 0
تحولت عيناه الى راينى : على ان اجيب على هذا الاتصال . ساريك ما يمكنك فعله 0
بدا الامر كلعبة عملاقة مركبة وتملكه فضول شديد لمعرفة الوقت الذى ستستغرقه لتركيب القطع معا . ابتعد بضع خطوات واجاب على الاتصال . لقد اصبحت راينى تحت سقفه ، وحان الوقت لاستكمال مخططه 0

__________________