حيث قرر القدر 0 -راينى ؟
-نعم ؟
سمعت سحاب الخيمة التى تتسع لشخصين ينفتح وجاءها صوت اخيها : هل انت نائمة ؟
تمتمت فيما كان كريغ يحبو الى الداخل : ليس الان 0
-كاذبة . لقد سمعتك تبكين 0
فناحت قائلة : اذن اعتقد ان الجميع سمعوا ايضا 0
-لا تقلقى بهذا الشان 0
اقفل السحاب ثم جلس على الارض المظلمة قربها . بدا الطقس يبرد بسرعة بعد ان غابت الشمس ، وعند الصباح سيصبح داخل الخيمة باردا بما ان النوافذ الصغيرة تركت مفتوحة 0
-ما زال الناس يتدفقون ، والذين وصلوا متحمسون لرحلة الغد فلم يخلدوا الى النوم بعد . كما انى قصدت وضع خيمتك بعيدا عن الاخرين لامنحك بعض الخصوصية . هل انت مستعدة للتكلم عن رجل الملايين ؟
-ارجوك لا تناده هكذا 0
مازحها بقوله : انها عبارة تحبب 0
-انه اى شئ عدا هذا النوع من الاشخاص 0
-اخبرينى عنه 0منتديات *****
-انه فى باريس الان مع خطيبته . سيتزوجان فى الاول من آب . لـ . . . لقد اقر انه لا يحبها 0
وفجاة ، افضت بكل شئ . . . اخرجت ما فى نفسها وكانه فيضان من الكلمات . . . كل شئ . . .
اطلق كريغ صفيرا خافتا ووضع يده على ذراعها : هذا قاس 0
مسحت الدمع عن وجنتيها وهى تقول : بعد الجلسة ، قلت لى انى ذات يوم سانظر الى ما حصل على انها مغامرة كبيرة واسخر منها . هذه النصيحة هى الشئ الوحيد الذى ابقانى متماسكة 0
-لكنها لم تنفع فى تخفيف الامك حاليا . على اى حال ، يسرنى ان اسمع اننى كنت مفيدا فى امر ما 0
-انت تجيد العديد من الامور . لما تظن اننى هنا ؟ لكنى اخشى ان تتاسف على انضمامى اليك فى رحلتك النهرية الاخيرة 0
-هل تمزحين ؟ انا متشوق لما ستبتكرينه من افكار جديدة للمتجر . اسمعى ، استطيع سماع صوت الطوافة التى تحضر الان الفوج الاخير من السياح ، واذا كنت لاتزالين مستيقظة بعد ان يستقروا ، فسنتحدث 0
-لا تقلق ! لا اعتقد اننى ساغفو ثانية 0
-بل ستفعلين . بعد قضاء يوم فى النهر غدا ، ستنامين كطفل صغير 0
-امل ان تكون محقا 0
-وهل تعتقدين انى قد اكذب عليك ؟
-لم يسبق لك ان فعلت 0
-ها انت قلتها . هل تريدين منى اضاءة مصباحك ؟
-لاباس . لدى مصباح طوارئ اذا ما احتجت الى شئ 0
-حسنا 0
عندما غادر الخيمة ، تمددت مجددا . فى هذه المساحة المحمية من نهر الكانيون ، كان صوت محركات الهليكوبتر يتناهى اليها اعلى من المالوف . لا يمكنها سماع هدير مروحية من دون التفكير بباين . تذكرت المشهد وهو يصفر فيما كان طياره يبتعد بها عن كريغ هيد وقد غمرها ياس كبير 0
دفنت وجهها فى الوسادة متنهدة فالتشنجات التى هزت جسدها كانت اسوا من السابق 0
لم تكن روحها تجد المواساة . وفيما كانت متمددة ، سمعت المروحية تقلع الى لاس فيغاس . لن يطول الامر قبل ان يعود اخاها 0
كانت سعيدة لذلك لانها ادركت انها تحتاج الى مساعدة لقضاء الليل 0
واخيرا ، سمعته يفتح سحاب خيمتها مجددا 0
نادته بصورة الية فيما كان يدخل : كريغ ؟
-لا ، انا باين 0منتديات *****
-هذا ليس مضحكا يا كريغ 0
وجاءها صوت رجولى عميق مالوف : انت محقة 0
اقتنعت بانها تهذى فامسكت مصباح الطوارئ واشعلته . عندما رات باين جاثما على الارض قربها بجاذبيته وحيويته الشديدتين بكت 0
-عزيزتى !
لم يسعها تصديق ما يحصل 0
-ساوضح لك كل شئ لاحقا . كل ما عليك معرفته اننى حر . لقد منحتنا ديان بركتها . والان تعالى ودعينى اضمك واشعر بك 0
انتفض قلبها بقوة بين اضلعها فيما كان يفتح كيس النوم لياخذها بين ذراعيه 0
-راينى 0
قال اسمها بانفاس متقطعة ثم عانقها متمتما : كنت احيا بانتظار هذا 0
فاعترفت له : وانا كنت اتوق الى ذلك 0
عندئذ ضاعا فى عناق اظهر مدى شوقهما الى بعضهما البعض 0
تعلقت راينى به . الان ، حصلت على الرجل الحقيقى لتكتشف ما كانت تتمناه من قلبها 0
همست بشغف : احبك . احبك الى حد مؤلم ولا اعتقد ان هذا الالم سيزول 0
داعب عنقها وهو يعانقها ثم ضمها اليه بقوة اكبر 0
-انا هائم بك . لا ادرى ما اذا كان هناك كلمات قادرة على وصف شعورى 0
-تلك هى الكلمات التى كنت اتحرق لسماعها . ولا احتاج الى اى شئ اخر 0
سمعته ياخذ نفسا حادا وهو يقول : تزوجينى راينى . لا استطيع العيش من دونك 0
-وانا لن ادعك تفعل ذلك 0
كان يتاملان ملامح بعضهما البعض بجوع فاقرت له : لقد اخطات بالمجئ الى هنا الليلة فمن شدة شوقى اليك قد لا تخرج حيا ابدا 0
-رائحتك زكية راينى . رائحتك طيبة . احب النظر اليك . كل ما فيك هو معجزة !
ثم ابعدها عنه قليلا فتعلقت به وقالت : حاليا ، لا يمكننى تبين لون عينيك وجل ما يمكننى قوله انهما قاتمتان . فى هذه اللحظة تشبه امير احلامى 0
ابتسامته المشعة ادهشتها اذ لم تره على هذا الشكل من قبل فانحبست انفاسها وذبلت ابتسامتها 0
-ما الامر حبى ؟
لاشئ . انه فقط امر تذكرته عندما انهيت رسم لوحة " عملية دمج فى مانهاتن" 0
-وما هو ؟منتديات *****
-كنت تجسيدا لاحلامى التى بعثت فى لوحة . كان شعرك بنيا قاتما ، اما عيناك الزرقاوان فبدتا وكانهما تريان امورا لا يمكن لاى شخص تخيلها ، وملامحك الصلبة كشفت عن حياة من العمل الشاق ، والتضحيات والانتصارات . انت شخص تجرؤ على اكتشاف حدود جديدة لكنك بدوت كرجل لم يغيره حب امرأة . . . عندما ابتسمت لى كما فعلت الان ، ادركت ان هذا ما كان ينقصك . كان ينقصك عندما كنت مع ديان لكننى رفضت الاقرار بذلك . لو رسمتك الان لبدوت مختلفا 0
ارتجف صوته وهو يقول : اشعر اننى مختلف . لقد غيرتنى حتى لم اعد اعرف نفسى 0
احنى راسه وتعانقا مجددا بشغف لا يمكن السيطرة عليه 0
صرخ : راينى . . . لا اريد القيام بجولة فى النهر غدا 0
-ولا انا 0
-اريد لقاء عائلتك فى اسرع وقت ممكن 0
-سنذهب الى المنزل فى الصباح ، وساعرفك بهما فوالدتى تكن لك اعجابا شديدا وسيغتبط والدى حين يعرف ان حب حياتى الكبير سيكون لى مدى الحياة 0
عانقها باين مجددا : سيعتقد ان القصة تمادت بعيدا جدا وسريعا جدا 0
-وهكذا سيفعل ذووك . لكن لا احد يعلم بتاريخنا باستثنائنا 0
-بعد الماساة التى وقعت لديان فى غضون ثوان ، لا اريد اضاعة المزيد من الوقت الذى اتاحه لنا القدر فالحياة ثمينة جدا 0
-امين !
قربها اليه بحركة متملكة افرحتها كثيرا 0
-لم يسبق لك ان ارتبطت برجل من قبل ، اليس كذلك ؟
-لا . كنت انتظر الرجل المناسب 0
-آه راينى !
وجذبها اليه مجددا قائلا : لا اعرف كيف يمكننى ان انتظر وقتا اطول لاجعلك لى . يجب ان نتزوج فورا بغض النظر عن مشاعر ديان وعائلتها ، اود ان يتم ذلك بسرعة وتكتم 0
-وانا ايضا . لطالما اردت ان اتزوج فى كنيسة العائلة . التوقيت مناسب وسينتهى كريغ من عمله بعد غد 0
-هذا سيمنح عائلتى الوقت الكافى للحضور فكاثرين ستطير فرحا بالخبر 0
-انها تحبك حبا جما باين ، ولكن من لا يحبك ؟
الانفعال اثر على حنجرتها ، وهى تضيف : باين ؟ اخبرنى عن ديان 0
سمعته يتنهد بعمق قبل ان يجيب : هل تصدقين انها اخذت الرواية معها ؟ عندما رجعت الى الشقة عصر الثلاثاء ، كانت قد قراءتها وجلست تنتظرنى 0
والتمعت دموع ساخنة عند زاويتى عينيها : آه حبيبى ! خشيت ان تنهار عندما تكتشف ما يعتمل فى داخلها فقد تصاب بالاذى نتيجة لذلك 0منتديات *****
-الاذى ليس الكلمة المناسبة فلقد كانت ترتعش بسبب شعورها بالذنب 0
وجلست راينى متعجبة فيما كان يخبرها كيف اعطته ديان حريته وسالته المغفرة 0
-ساصلى حتى تتمكن من معاودة السير 0
-سنصلى معا 0
-ادين بحياتى لديان . لقد تركتك ترحل لكى تتمكن من ان نكون معا 0
انفجرت راينى بالبكاء فضمها بحزم الى صدره واوضح لها : لقد قالت الشئ نفسه عنك فلوحاتك اضفت شيئا من القوة على العمل فاثارت فيها الرغبة مجددا والوقوع فى الحب 0
-يوما ما ، ساتصل ببونى ريغلى واخبرها كل شئ . ستفرح كثيرا عندما تعلم ان احدى قصصها تركت اثرا فى حياة ديان 0
-لقد غيرت حياتنا جميعا راينى . لن اقلل من قدرة الروايات الرومنسية مجددا ، فمن يعلم ؟ وعندما تصبحين السيدة سترلينغ قد تغدو شقيقتى فيليس المعجبة التالية بهذه القصص 0
رمقته راينى بنظرة وابتسمت ابتسامة غامضة : اذا حصل ذلك ، فهل يمكننى اخبار غرايس كارلو ؟
-ولم يعتبر ذلك غاية فى الاهمية ؟
-هل تذكر السؤال الذى طرحته فى نهاية الجلسة ، اذ سالتك كيف اكتشفت ان صورتك على غلاف الرواية ؟
-اتذكر التفاصيل كلها ففى ذاك اليوم ، دخلت راينى بينت حياتى 0
دنت منه اكثر وهى غير مصدقة ان رجل احلامها يحتضنها بين ذراعيه 0
-اثر انتهاء المحاكمة ، اخبرتنا غرايس ان السيد فينوير سيغتبط حين يكتشف ان ابنة السيناتور سترلينغ بويس وخادمتها تقرآن منشورات الوردة الحمراء 0
ضحك باين : يمكنك اطلاع المحامية كارلو على ما تشائين 0
-يجدر بى النهوض لاخبر كريغ اننا لن نذهب معه فى الصباح 0
-انه يعلم ذلك 0
-كيف ؟
-اجريت معه حديثا قصيرا قبل ان ادخل خيمتك . وقد رحب بى فى العائلة 0
-انا سعيدة بحيث اكاد انفجر 0
-لا تفعلى ، فلدينا مخططات فى الصباح اذ سيحضر الطيار ليقلنا فى الثامنة وعندما تبلغ لاس فيغاس ، سنستقل الطائرة الى منزلك وانا اتشوق لمقابلة خصمى 0
عبست قائلة : ماذا تعنى ؟ ما من رجل اخر فى حياتى 0
-بلى . فاستنادا لاقوال امك ، انت وهو لا تفترقان منذ عودتك من نيويورك وهو ينام فى سريرك 0
صاحت فرحة : ونستون ؟
فضحك : ومن غيره ؟ اذا كان سيعيش معنا فى كريغ هيد ، فلا بد من توطيد علاقتى به الان . واذا تمكنا من جعله يتقبلنى فستسير امورنا جيدا 0
-يتقبلك !
ولفت راينى ذراعيها حوله : سيحبك ولن يكون قادرا على الخلاص بعد الان كحالى تماما . لقد نطقت ديان بالحقيقة فانا لعبة طيعة بين يديك 0
-يا لك من لعبة جميلة !
اثارها قربه وعندما حاول ابعادها قليلا عنه ، لم تكن مستعدة للتخلى عنه 0
تسارعت انفاسه وهو يقول : هيا بنا ! انا لا اثق بنفسى اذا بقيت مدة اطول هنا معك فدعينا نقوم بجولة قرب البحيرة ، ونعد مخططا فيما ننتظر شروق الشمس 0
وخطر لراينى فكرة : لقد اشرقت بالفعل عزيزى . الا تدرك ان الكون باسره امتلا نورا ما ان وطات قدماك خيمتى ؟
****
بحث وهو مغمض العينين عن عروسه التى تزوجها منذ اربع وعشرين ساعة فهو يحتاج اليها كما يحتاج الى الهواء . وبدلا من جسدها الدافئ قربه ، وجد شرشفا باردا ، والوسائد العابقة بشذاها . استيقظ تماما فاستوى فى جلسته ليجد نفسه وحيدا فى الغرفة المعتمة . لعلها فى الصالون الرئيسى !
-راينى ؟
لا جواب 0
مع ان يخته راس فى الخليج الا انه لا يزال يتارجح فالامواج اعلى من العادة 0
هب باين واقفا وارتدى مئزرا 0
ناداها ثانية لكنه لم يتلق اى جواب ، فاسرع نحو السلالم . وعندما بلغ سطح اليخت كان قلبه ينبض بسرعة هائلة 0
كانت الامواج المزبدة تحيط به لكنه لم يجد اى اثر لزوجته فى السفينة فبدا الخوف يعتريه ، كما لو ان قنبلة انفجرت على سطح السفينة 0
جرى الى مقدمة السفينة وهو يصيح باسمها . كان يصرخ ملء رئتيه 0
-انا هنا عزيزى 0
كان ردها اعذب صوت سمعه فى حياته . التقيا فى منتصف الطريق وارتميا فى حضن بعضهما البعض . سحقها على صدره 0
كان يرتجف بقوة من الخوف لدرجة انه عجز عن الوقوف : يا الهى ، ظننت اننى فقدتك . لا تفعلى ذلك ثانية 0
اهتز صوتها : لن افعل . . . اعدك . اسفة لاننى ارعبتك باين ، سامحنى 0منتديات *****
لم يستطع التوقف عن معانقتها متمتما : لو حصل لك مكروه . . .
فاقتربت منه اكثر : اقسم اننى لن اقوم بما قد يرعبك هكذا مجددا 0
ورفعت اليه عينيها الخضراوين المبللتين بالدموع : بعد ليلة امس ، ادركت اننى احبك اكثر من الحياة كلها 0
ليلة امس . . . .
لم يسبق له ان عرف طعم الحياة حتى ليلة امس . فقد جعله حبها يشعر بانه ولد من جديد 0
-انت حياتى راينى . عندما بحثت عنك منذ دقائق ولم اجدك . . .
-لاننى احبك كثيرا ، رغبت فى ان تنام جيدا . وفيما كنت انتظر حتى تستفيق ، اخذت دفتر رسومى . كانت الصور تدور فى راسى لكننى احتجت الى مزيد من الاضاءة لذا صعدت الى سطح اليخت . لقد بلغت الرياح اشدها منذ بضع دقائق فوضعت اغراضى جانبا وكنت انوى حمل الغداء اليك الى السرير . كنت اهم بالعودة عندما سمعت صوتك المرتعب . ظننت ان شيئا رهيبا حدث لك ولم استطع الاسراع اكثر فى الوصول اليك 0
شعر بالرعشة التى هزت جسدها فضمها اليه اكثر : حصل امر رهيب ، فانت لم تكونى قربى عندما رغبت بذلك 0
-هذا ما شعرت به عندما حلقت بى الطائرة بعيدا عن كريغ هيد فادركت اننى لن ارجع مجددا 0
وانهمرت الدموع على وجنتيها فهمس وهو يعانقها بجوع اكبر من السابق : لقد بات ذلك من الماضى وانت زوجتى الان . اعجبتنى فكرة الغداء ، لكن فى المرة التالية عندما تشعرين بحافز للرسم ، اخبرينى اولا فلن يتحمل قلبى هذا النوع من العقاب مرة ثانية 0
وهمس مضيفا : هيا . لنبتعد عن هذه الرياح وناخذ حماما دافئا 0
اصطبغت وجنتاها باللون الاحمر : اذا قمنا ذلك اولا ، فسنتضور جوعا فى وقت لاحق 0
اخذ نفسا عميقا : جوعى اليك اشد 0
رفعها بين ذراعيه مستجيبا لحاجة خرجت عن سيطرته وعاد بها الى غرفة نومهما 0
لم يخرجا الى السطح حتى منتصف العصر حيث اعدا وجبة طعام وحملاها الى السرير . وبعد ان اكلا ، استلقت زوجته الفاتنة قربه وشعرها الاشقر يلامس عنقه وكتفيه . لقد سمع تنهيدة رضى قبل ان يدرك انها استسلمت لنوم عميق . ولاعجب فى ذلك فبعد احتفالهما الذى تم فى العاشرة صباحا فى كنيسة عائلة راينى والغداء الذى تلاه فى منزل ذويها اعادت طائرة الشركة اسرته وحراسه الى نيويورك 0منتديات *****
عندئذ ، استقل هو وراينى المروحية وتوجها راسا الى كريغ هيد لكى يصعدا على متن اليخت لتمضية شهر عسلهما 0
وما ان اصبحا فى المحيط حتى ارسى اليخت فى الخليج ليتمكن من ايلاء عروسه الاهتمام ولتتمكن هى من رؤية مشهد منزلهما من المياه 0
لم يناما حتى ساعة متاخرة 0
لقد تزوج امرأة موهوبة ، وكريمة وعاطفية . امرأة شغوفة بالحياة . ان زواجه براينى فتح امامه مغامرة سترافقه حياة باسرها 0
كانت ترغب فى انجاب طفل منه ولطالما اراد ذلك هو ايضا لكنه اخبرها انه لا يريد منها ان تتسرع 0
لهذا ، طلبت منه اغماض عينيه فيما ناولته دفتر رسومها ، وعندما اذنت له بالنظر فتح عينيه . حمل الرسم اسم " مهندسنا الصغير الاول " وقد رسمت صبيا صغيرا ينتعل حذاء عالى الساقين وقبعة ويجلس على كتفى والده باين . كان الشبه بين الاب والابن ملفتا وقد اثر ذلك فيه بطريقة غريبة لم يعهدها 0
ولمعت عينا راينى الخضراوان وهى تقول : رسمتها فى الليلة الاولى التى عدت فيها الى منزل اهلى . وبما اننى لم استطع الوصول اليك ، فعلت شيئا اخر لاشعر اننى قريبة منك 0
كان يدرك ان زوجته تتمتع ببعد نظر فعلم ان هذا الطفل سيخرج الى الحياة فى الوقت المناسب 0
وضع الدفتر جانبا ، وقال : من الان فصاعدا ، ما من اشياء اخرى ، اذ انوى ان اقربك منى الى درجة انك ستصرخين طالبة الرحمة 0
فاقرت بهمس مرتعش : اخشى ان يصبح العكس هو الصحيح 0
-اذا ، فنحن اسعد زوجين فى العالم 0
-ونحن كذلك 0
خفت صوتها قبل ان يغرقا فى لجة الحب طيلة ما تبقى من الامسية 0
عندما غفت ، نهض باين وقد اعتراه الفضول لرؤية ما كانت ترسمه 0
اخرج الرسم ، وبعدما تامل لوحة المهندس الصغير مرة اخرى قلبها ووجد نفسه وجها لوجه مع شخصه . كان الرسم مشابها للوحة على غلاف رواية عملية دمج فى مانهاتن . لكن المرأة بين ذراعى باين امرأة مختلفة ، كما ان عينيه تعكسان نظرة مختلفة 0
هذه المرة ، كان يحتضن زوجته وهما يرتديان ملابس الزفاف وتغيرت الصورة على جدار مكتبه لتظهر كريغ هيد والمركب الشراعى 0منتديات *****
كما وضعت صورة صغيرة اخرى على المكتب قرب صورة ونستون . انه برونو . النظرة الجشعة والسعيدة على وجهيهما جعلت الدموع تتجمع فى عينيه 0
لقد ارخت اللوحة وعنونتها : نظرة حب 0
انقبضت حنجرته من الانفعال فجاءه صوت راينى من الوراء فيما احاطته بذراعيها : اردت رسم ليلة زفافنا لتبقى الذكرى الى الابد 0
ثم ضغطت وجنتيها على ظهره مضيفة : احبك كثير لدرجة اننى لن افعل يوما ما قد يزيل هذه النظرة عن وجهك 0
وضع الدفتر على طرف السرير واستدار بين ذراعيها ثم امسك وجهها بين يديه 0
-سنعلقها فى غرفتنا وستكون نجمتنا ودليلنا فيما نبحر فى بحر الحياة معا 0
صاحت فيما امتلات عيناها بالدموع : نعم . . . .
اخفض باين راسه ومسح الدموع المالحة راجيا الا يخبئ لهما القدر سوى دموع الفرح . . . .
*****
تمت بحمد الله 0 الرواية منقولة من منتديات ***** الثقافية
الكاتبة dede77
__________________ |