عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 06-05-2007, 08:02 PM
 
رد: أعوذ بالله من السياسة ...................

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهي مشاهدة المشاركة
ليس هذا بالوقت الذي نفصل فيه الدين عن السياسة



فما نحن فيه من تداع في هوات سحيقة الا اننا همشنا دور الدين في حياتنا وحددناه في نطاق ضيق.
هل عندما دعا الرسول الى الاسلام ابتعد عن القادة أم بدأ بهم؟
أذا كان دستور الدولة ينص ان مصدرها الأول هو الشريعة الاسلامية من سيتحقق من تنفيذ هذا الدستور بالشكل الصحيح... السياسي الذي لا يملك من العلم الشرعى الكثير أو ربما لا يملكه أصلا أم لابد له من عالم شرعى؟
أري أن فصل الدين عن السياسة انما هو تجريد للدين من أحد جوانبه.
وأنما هو دفن للرؤوس في الرمال.
والعمل بمنطق لا أري لا أسمع لا أتكلم.

ما العمل لو رأى العالم ولاة الأمور في بلاده يفعلون ما يضر بأهل البلاد؟ ويرتكبون ما يخالف شرع الله؟ هل سيكتفى بالعبادة والعلم الشرعى فقط.
وأين تغيير المنكر؟
ان لم يدافع العالم عن دينه وهو بيضرب به عرض الحائط فمن يفعلها؟

نعم رفض الأئمة الأربعة المناصب .. لكن هل تركوا الولاة الظالمين يفعلون ما
يشاءون ويهتكوا ستر الدين كما طاب لهم

نقطة أخري أتعجب منها جدا
كيف يجتمع هؤلاء


مشكور أختى العزيزة أمة الله وتلك المتابعة المتميزة للموضوع

أعجبتني جدا مداخلات مالك الدير وخديجة
اسعدتني مداخلتك أختي العزيزة شاهي.

جزاك الله خيرا .

مما لا شك فيه أن الشريعة الإسلامية شاملة لجميع حياة البشر ولا ننس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده هم رجال الدين و أهل الفتوى وفي نفس الوقت هم رجال السياسة الذين يصدرون أوامرهم في كل المسائل من فتاوي للعامة وتوجيه لأمراء الأمصار.

وقد ألف علماءنا كتبا في السياسة مثل الماوردي رحمه الله والقاضي أبو يعلى الحنبلي تحت مسما مشترك بينهما وهو الأحكام السلطانية وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه السياسة الشرعية فكلها تناقش مهام السلطان وتبين الطريقة في سياسة الرعية .

أما الابتعاد عن السياسة لأن مصير من يسلك ذلك الطريق مصيرا مظلما وشائكا فأنا أختلف فيه مع الدكتور لأن طريق الحق صعب المراس في غالب الأحيان ويتطلب الصبر والمثابرة بل أحيانا يحتاج إلى جهاد ومجاهدة.

وهذا بعض كلام الشيخ العلامة محمد الخضر حسين:
السياسة فنون شتى، والبراعة في كل فن تكون على حسب الأخذ بمبادئه، والدَّرَبَةِ في مسالكه، فهذاخبير بسياسةِ الحرب، وبصيرتُه في السياسة المدنية عشواء، وآخر يدير القضايا، ويجري النظاماتِ بين الأمة في أحكم نسق، فإذا خَرَجْتَ به؛ ليخوض في صلة أمة بأخرى ضاقت عليه مسالك الرأي، وتلجلج لسانه في لُكْنَة، وربما جنح إلى السِلم والحربُ أشرف عاقبة، أو أَذَّن بحرب والصلحُ أقرب وسيلة إلى سعادة الأمة؛ فلابُدَّ للدهاء في فن سياسي من الوقوف على شيء من سننه، إمَّا بتقلب الإنسان في الوقائع بنفسه ومشاهدته لها عن رؤية عين، وهي التجارب الملوَّح إليها بقول أبي تمام:
من لم يُقَد ويطيرَ في خيشومه * رهجُ الخميس فلن يقود خميسا
أو بتلقيها على طريق النقل، كدراسة فن التاريخ، أو الكتب المؤلفة في ذلك الفن من السياسة خاصة. ولا يملك مزية الدهاء في السياسة، إلا من كان في استطاعته كتمُ تأثراته النفسية من غضب وسرور،ومودَّة وبغضاء، ولهذا يقول الأدباء: إنَّ أحكم بيت قالته العرب:
ولَرُبَّما ابتَسَم الكريمُ من الأذى * وفُؤَادُه مِنْحَرِّه يَتَأَوَّهُ
فأناة الرئيس ورصانته هي المنبع الذي تُسقى منه الأمةُ حريةَ الفكر، والسلَّم الذي تعرج منه إلى الأفق الأعلى من الأمن والسعادة.تسمح الحكومات الحرة للكتاب والخطباء أن يكشفوا عما في ضمائرهم ويجهروا بآرائهم، وتسيرُ معهم على مبدأ أنَّ الناس أحرار في آرائهم وعواطفهم.
فلا يسألون عنها، أو يؤاخذون بها متى كانت مباينة لمقاصد الرئيس، أو معارضة لمذهبه في السياسة، إلاَّ إذا وضعوا أيديهم في إجرائها، واندفعوا إلى العمل على نفاذها.
__________________