السِّحْرُ و الدَّجَل الأسْبَابُ وَالوِقَايَة
أسمعوا إلى طب القلوب وشفائها صلى الله عليه وسلم ماذا قال في هذا الشأن {مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْماً}[1] فالكاهن أو الساحر هو الذي يعتقد المرء أن عنده العلاج أما العرّاف أو المنجم فهو الذي نعتقد فيه خطأً أنه يعرف المستقبل مثلاَ هل هذه البنت ستتزوج أم لا؟ هل هذا الولد سينجح أم لا؟ و هل يعلم أحد الغيب؟ ولخطورة شأنهم وتأثيرهم على بعض النفوس لم ينه النبى عن إتيانهم فحسب ولكنه نهى عن مصحابتهم أو مخالطتهم وإلى نبذهم والبعد عنهم فقال « َلاَ يَصْحَبَنَّكُمْ مِنَ النَّاسِ ـ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ـ سَاحِرٌ وَلاَ سَاحِرَةٌ، وَلاَ كَاهِنٌ وَلاَ كَاهِنَةٌ، وَلاَ مُنَجمٌ وَلاَ مُنَجمَةٌ »[2] وأذكركم فأقول أنه حتى إذا كلفت إحداهن غيرها بالذهاب إلى الكاهن أو العراف لعلمها بحرمة هذا الأمر هل تضحك على الله؟ بل كأنها هي التي ذهبت بل أننا نورد فى حرمة هذا الأمر الخطير أن الكثيرين من أهل العلم قالوا وفى الكثير من الآثار أنه من يذهب إلى العرافين وصدقهم بما قالوا كان كمن كفر بما أنزل على محمد هل تريدون وعيدا أكثر من هذا إذاً ما يجب أن نؤمن به أجمعين أن الفاعل هو الله وأنه يفعل الأفضل والأحسن لنا في الدنيا ويوم الدين وأن نرضى بقضاء الله الذي ليس لنا طاقة في دفعه و لكن ما نستطيع أن ندفعه من قضاء الله ؟ علينا أن ندفعه لأن ذلك في الدين الذي أمرنا به رسول الله
لم يسحر اليهود النبى
فيسألك سائل: ألم يصيبوا – أى اليهود - رسول الله بالسحر؟ ألم يرد ذلك فى كتب الأحاديث ؟ وأشتهر ذلك بين الناس بل واستغل ذلك السحرة والدجالون ليقنعوا الناس أنه إن كان النبى أصيب بالسحر فكيف تنجون أنتم ؟ وبذلك فتحوا باب الدجل والكهانة والسحر على مصراعيه وضحكوا على الناس واستباحوا أموالهم بل وأحيانا أعراضهم ونحن نجيب على ذلك ونقول : أجمع العلماء بأن هذه الرواية ضعيفة وقال بعضهم غير صحيحة ولأنها تخص النبى الذى جاء بالرسالة فلا يعتد بها وقالوا أيضا فى معرض تفنيدهم لصحتها :أولاً :
لأن الرسول قال الله له (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فكيف أن الله سيعصمه ثم يسلط عليه الساحر هل يجوز ذلك؟ لا
ثانياً :
وكذلك فإن كل كلام وأفعال الرسول وحيٌ من الله و بنص الآية فلو أثَّر فيه السحر فكيف يأتى بالوحي؟ وكيف نقتدي به؟ هذا لايجوز أبداً
.ثالثاً :
لو سحروا الرسول ؟ فلماذا لم يسحروا أصحابه من باب أولى ؟ ويظهروا قوتهم ويبسطوا سلطانهم
رابعاً :
أين كان سحرهم وقوتهم لما طردهم الرسول وأجلاهم عندما خانوا عهودهم ومواثيقهم معه ؟ لو كان حقا يقدورن، فلما لم ينقذوا أنفسهم ؟فهذه رواية ضعيفة غير صحيحة فالرسول وصحبه الكرام حفظهم الله
حالات وأمراض نفسية
وتسألنى الكثيرات منكن عندما نقول ونبين خطأ هذه المعتقدات فى السحر والكهان والعرافين والمشعوذين وغيرهم ممن امتلأت بهم البلاد وبعضهم ذاع صيته بالطول والعرض فيقولون لى : فإذاً التى تشكو من مثل هذه الأحوال مما يشاع انه سحر أو مس أو لبس إذا لم يكن كذلك فمالذى عندها على الحقيقة ؟ وأجيب فأقول الأجابة التى لا يحبها الكثيرون والتى يتعامون عنها ويخفوا رؤوسهم فى التراب كالنعامة كما يقولون حتى لايتحدثون فيها ولا يسمعونها ببساطة يكون عندها أساساً حالة نفسية يعنى مريضة مرض نفسي ولكننا نحن كعرب لا نهتم بالعلاج النفسي بل ونرفضه خوفاً من الفضيحة وشاع بين الناس مرض نفسى يعنى أيه جنون المرض النفسى لا علاقة له بالجنون هو مرض مثل أى مرض وفى الخارج حتى كل الناس من المشاهير والوجهاء يذهبون إلى الأطباء النفسيين ولا يحدون أى حرج أو غضاضة فى ذلك وكيف يأتى هذا المرض أو التعب النفسى إذاً ؟ المرأة أحيانا تتعرض لظروف يكون فيها شيء من القسوة وهى لا تستطيع أن تدافع عن نفسها وعندها تتكون لديها حالة نفسية داخلية تستلزم العلاج مثلا : من ماتت أمها وهي صغيرة وتربت مع زوجة أبيها وأذاقتها زوجة أبيها الأمرَّين، فتتكون عندها عقد نفسية مثل هذه يلزمها العلاج أو من وُجدت في بيت عائلة تجد الحماة تعمل من نفسها ملكة معززة مكرمة وكأن من حولها عبيد فهذه السيدة في البيت مع أخرى هذه الأخرى تداهن حماتها وتكرمها فتستأثر بحماتها وحماتها تستأثر بها فيحدث لهذه السيدة عقد نفسية وكبت فيخرج هذا الكبت على هيئة ما نراه فيحدث لها ما يشبه الصرع أو الدوخة، كل ذلك سببه أساساً حالة نفسية لكننا ومن حولنا نفسره أنه بسبب الجن ولكنها أحوال نفسية تستلزم نفسية وأمراض نفسية تستلزم طبيب نفسي يعالجهـا وهى تحدث للكثير من النساء ونحن كم رأينا من حالات فى جميع البلاد وكم تعب أصحابها فى الجرى وراء الوهم ولم يشفوا ولكن لما ذهبوا فى النهاية إلى الأطباء النفسيين شفاهم الله وتعافوا وتعجبوا من أنفسهم لوقتهم ومالهم الذى أضاعوه جريا وراء الدجالين وخوفا من مواجهة الحقيقة وهى أنهم كانوا مرضى نفسيين ويحتاجون للعلاج
[1] رواه مسلم عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عبَيْدٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبيِّ
[2] أَبو بشر الدولابي في الْكنىٰ وابن منده والطبرانى وابن عساكر عن بن كرامة المدجحي
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع إن شـــــــــــــــــــــــــــــــــــاء الله