بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
..
تحيـاتـي لكل المبـدعيـن..
وتمنيـاتـي لـكم بيـوم جميـل..
تختلـج تلكـ المشـاعـر..المتـاضربـة وتـسرع نـحو الأفـق..لعلهـا تـجد المـأوى..
لكنـها تلمـح مـن بعيـد..شعـاعًـا نـاريًا..
يضيـئ..بقـوة..لتحـلق تلـكـ..
الأجنـحة المضيـئـة..ومـن هنـا تبـدأ..
قصتـنا..ومـن هـذا الأفـق..سنـقـص..قصـة..
((عنـღ ـقـاء..عنـღ ــدما تضيـღ ـيئ الأجـღ ــنحـღـة الـღ ـملتهـღ ـهبـღ ــة))..
قصتي رمزيـة..أي أنـي..استـخدم حيوانـا..أوأي كائـن آخـر..لدلالـة علـى أمـر..أو هـدف أريـد إيـصالـه..فأتمنـى أن تستـمتـعوا..
وأتركـم..لتكـشـفوا مـادلالـة الرمـز فـي قصتـي
صه..أتسمع هذا الصوت،إنه يتحرك..أجل..من بين ذلك الرماد..خرج وهو ينفض آثار الحرق الأسود..عن جناحيه..لينظر برهة نحو السماء،ويرى سبيله فيها،أشعة ممتدة على طول بصره الصغير..بينما أجال بعينيه حول مكان مولده ليرى الريش الأحمر الملتهب،يملئ المكان،تدرجات البرتقالي والأصفر،تجعله يتمنى لو أن زغبه يسقط حالاً،وينبت له هذا مثل هذا الريش المشع،ينتفض مستعدًا لأول محاولة طيران..يقف على حافةالهاوية ..يحدق في ذلك العمق المظلم..الأفق المتسع ليرى إلتقاء الأرض بالسماء..يبدأ برفرفة جناحيه..محاولاً ومحولاً
يرتفع عن الأرض هنيئة..وما يلبث أن يرتفع ويبتعد عن الحافة..حتى يتهاوى ساقطًا
(النجدة..النجدة!!لينقذني أي من كان!!) يمسك به ذلك الضخم..ليريحه من عناء الصراخ..ويضعه أرضًا ثم يزمجر فيه:-(أتحاول قتل نفسك ياذا الزغب؟!)..أجبته وأنا لا أزال مصدومًا:-(كلا يا سيدي...لكن الطيران لم يكن يومًا..عيبًا للعنقاء)..رمقني بنظرة إستحقار :-(لربما كان الطيران عيبًا لمن هم في حجمك..دع عنك أحلام المجانين هذه..واستعد..فمسيرنا نحو الحياة الجديدة ليس سهلاً)ليغادر وهو يضرب طرف السماء بجناحيه الممتدين..أعود مكسور الجناح خفيضه،وأنا لازلت أسمع صدى تلك الكلمات يتردد بين جدران عقلي:-(أحـلام المـجانين)هل كانت أمنيات صغير عنقاء أحلامًا مجنونة،أبعدت هذه الأفكارالسوداء عن رأسي..وأنا أسير نحو مهجعي..ولكن سؤالاً..فرض نفسه على ملكات عقلي..منذ خرجت من بين ذلك الركام المحترق..وأنا أسمع أقراني يرددون:-(القائد المتجبر سيموت يومًا!)..لربما كان عقلي بحجم عمري..لكن أي فطن لو بقي معنا قرنًا واحدًا..لعلم أن عالمنا المضيئ يحكمه قانون‘‘ الحـكم للـقوي‘‘..مما جعل أقراننا من الطيور الأخرى تمرغ بسيرتنا الملتهبة التراب
فَجيراننا من الصقور والنسور وحتى الشحارير.. برغم ماجبلت عليه من ضآلة الحجم..لكنها تملك من السيادة لأجناسها ماعجزنا نحن عنه...تطوى أيام كثيرة من صفحات كتابي..الواحدة تلي الأخرى..قرن يلي شبيهه..وذلك الزغب يغادر جسدي..ليحل مكانه..ذلك الريش الملتهب..المليئ..بالأحمر..وإخوانه..من..الأصفروالبرتقالي..وهاأناذاأنفض..جناحي..لينثرا حولهما..هذه الإشعاعات الملتهبة،صحيح..أني أتوقد قوة ونشاطًا..ولكن كل من حولي لا يزيدون هذه الطاقة إلا كمدًا.فعالمنا فقد شعاعه المضيئ ...صحيح أننا أطول الطيور عمرًا لكننا أكثرهم موتًا،وذات يوم من أيام الصقيع القارس..والثلج قد أرغم الأرض على الإنحناء لجبروته..سمعت الإنذار..عندها أدركت أن الوقت قد حان لنبدأالمسير..مسيرة تستمر قرنًا من الزمان هدفنا أن نجد ملجأً آخر لنا.منذ آخر هجرة..كانت هذه المدينة بل وكل مدننا مزدهرة..ترى تلألؤ ألوانها على مسافات شاهقة..لكن..ربيعًا بعد ربيع بدأنا..نفقد هذا البريق ..حتى تلاشى تمامًا..لنعيش في دهاليز الخوف..وكهوف الظلام..لربما تبدو نظرتي نحو عالمنامختلفة.أناأؤمن..بأنه مهما خبا هذا البريق..ستعود أجنحتنا لتضيئ جوانب الكون بضيائها..وقفت على مخلبي..وأزلت الثلج المتراكم عن جناحي..لأستعد لمسير الطيران هذا..لم أكن أسمع سوى صوت زعيمنا يهز الجبال بقوته:-(أسرعوا ياقِدام الريش فالمسير أمامنا طويل)..لاأعلم لماذا أكرهه لهذا الحد..فهو لم يسمح لأحد بأن يتربع على عرش طائر النار سواه..إعتدنا ظلمه وعدوانه..وما الفائدة فلأن نئن تحت وطأة جناحه الأسود..خير لنا من أن نقتتل حول من سيتمدد على ذلك العرش..فكنا كمن يبحث عن الماء وهو يحترق..أُعلن عن بدأ المسير..بدأ الكل يخفض جناحيه ويرفعه..حتى إرتفعنا عن الأرض..ولكم كان المنظر بديعًا بحق..استمرينا على هذه الحال ثلاثة أشهر..خلالها فطنت لأمر مهم..وهوأن مسيرنا هذا ليس جيدًا فنحن كلما إبتعدنا عن الشمس خارت قوانا..لذلك كنت أصارع نفسي التي كانت ترغمني على إخبار القائد بضرورة تغيير وجهتنا..حتى غلبتني آخيرًا..عندها رفعت جناحي مرفرفًا بهما نحو الأمام حيث أجد القائد..حتى وصلت مقصدي..وضحيت في سبيل أن يحدثني الكثير..وهذا مادار بيني وبينه..فقلت له:-(أيها القائد،مسيرنا نحو بلاد الصقيع،يضعف قوى القطيع،فنحن من نار ملتهبة،وهذا المسير لن يزيدنا إلا ضعفًا ومسكنة لكني أشير عليك بضرورة التغير،فهذا المسير مهلك وخطير).ناظرني من طرف عينه ذات الندبة،ومالبث أن ضحك بقهقهة مجلجلة،ليشاركه أعوانه في السخرية،ثم يرد قائلاً:-(عدإلى مكانك أيها الصغير النكرة،فماذا تعرف أنت عن القيادة والسيطرة،إنك لم تبلغ من عمري نصفه،حتى تقول لي غير المسير أوغيره،غادر قبل أن يشتد غضبي عندها لاأضمن أن تأمن بأسي)..ليبتعد عني،وأنا في قمتي غيظي وقهري،وقفنا للإستراحة قليلاً،حطيت على شجرة عالية.لألمح جماعة من طيور الإوز تتشاور في بينها إستعدادًا لهجرة الجنوب،فرغم قلة حيلتهاوصغر حجمها تتشاور،ونحن لم تغني عن أجسامنا شيئًا،كنت أجول بعمق في أفكاري،وأنا انظر لجناحي،وأرجع قراري،كمنتحر يفكر في قرار إنتحاره أكثر من مرة،وآخيرًا وثبت على قراري وهو(أن وداعًا لزمن الظلم..ولتشرق شمس الحرية)..رفعت جناحي محلقًا نحو ذلك التل حيث يوجدالقائد ،وعندما وصلت رمقني باحتقار قائلاً:-(هل عدت مجددًا ألم تتب) نظر إليه بتحد..ليرفع جناحه الملتهب ويضربه بقوة فيتداعى أرضًا،ليقف كل من المكان مصعوقين ممافعل ذلك الطائر
الشاب،يستدير ليراه قد توهج بشعاع أسود مرعب،ليدرك أن يوم موته قد أتى،صحيح أنه أمضى حياته يتعلم الطيران،لكنه أدرك أن شعبه يفقد ضياءه كلما عاش في الظلام،هجم كل منهما على الآخر،ليقتتلا...لكن آخر ضربتين من تلك الأجنحة الملتهبة..أردت زعيمه صريعًا..وتركته بين الحياة والموت..فلم أردد سوى(الشعاع الملتهب سيضيئ في قلوبنا مادمنا لن نرضى بالذل)..لأتهاوى أرضًا وأنا أحترق بشعاع ناري متوهج..ومنذ تلك الحظات وبعد تلك الدموع المنسكبة على ذلك الرماد..أعلن أقراني حرب النار..ضد ظلم الطغاة..فهل سيكون مصيرهم كمصيري..بينما تلوح شمس الربيع الآتي..تمتد تلك الأجنحة الملتهبة..لتلون هذا الفصل بألونها المشعة..وتستمر في الخفقان..بضيائها القوي الذي أودعه خالق الأكوان فيها..ومع بزوغ فجر جديد..تكون تضحية طائر محترق..شرارة حرب مضيئة..للنهوض من سجون الظلم..نحو عروش المجد..فكيف ستنتهي هذه الحرب..الإجابة متروكة الآن لأوراق القدر المكتوب.
أرجـو..أن تـكون هـذه النثـرات..
قـد حـازت على رضاكـم..وأتمنـى..
أن أكـون قـد وفقـت..في التـنسـيق..
وإلـى لقـاء آخـر..
☂المـؤلفـة:- Д š ş T я ⊙0
تاريـخ النشـر:-27/5/2012م..المـوافـق 7- رجب -1433 هـ
حصريـا على منتـديات عيـون الـعرب☂