عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 05-28-2012, 01:06 AM
 
(الثالث) حديث أنس بن مالك

وله أربع طرق:

[ الطريق الأولى ] أخرجها ابن عدى (5/220) حدثنا محمد بن زهير بن الفضل الأبلي ثنا عمر بن يحيى الأبلي ثنا العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام ، وثمانية عشر بالعراق ، كلما مات منهم واحد بدل الله مكانه آخر ، فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم ، فعند ذلك تقوم الساعة)).

وأخرجه كذلك ابن عساكر ((التاريخ)) (1/291) ، وابن الجوزي ((الموضوعات)) (3/151) كلاهما من طريق ابن عدى به.

قلت: هذا إسناد مظلم وحديث موضوع ، لا يحل ذكره إلا تعجباً ولا كتابته إلا تحذيراً.

قال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (5/123): ((العلاء بن زيدل الثقفي بصري روى عن أنس بن مالك كنيته أبو محمد تالف. قال ابن المديني: كان يضع الحديث. وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث. وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجب)). وذكر هذا الحديث من مناكيره ، وقال: ((وهذا باطل)).

[الطريق الثانية] أخرجها ابن عدى (6/289) من طريق محمد بن عبد العزيز الدينوري ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بسخاء الأنفس وسلامة الصدور)).

قال أبو أحمد: ((وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس يعرف إلا بابن عبد العزيز الدينوري ، وهو من الأحاديث التي أنكرت عليه)).

قـلت: والدينورى ليس بثقة ولا مأمون ، ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ، ويأتى بالبلايا والطامات ، كأنه المتعمد لها. وهذا الحديث رواه جماعة من الضعفاء عن الحسن البصرى ، واختلفوا عليه ، فمرة عـن أنس ، وثانـية عن أبي سعيد الخدرى ، وثالثة عن الحسن مرسلاً ، ولا يصح منها كبير شئٍ.

[الطريق الثالثة] أخرجها الخلال ((كرامات الأولياء)) ، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/152) من طريق أبي عمر الغدانى عن أبي سلمة الحرانى عن عطاء عن أنس قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة ، كلما مات رجل بدل الله مكانه رجلاً ، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة)).

قال أبو الفرج: ((وفي إسناده مجاهيل)) يعنى أبا سلمة وأبا عمر لا يعرفان !!.

[الطريق الرابعة] أخرجها ابن عساكر ((التاريخ)) (1/292) من طريق نوح بن قيس الحداني عن عبد الله بن معقل عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((دعائم أمتي عصائب اليمن ، وأربعون رجلاً من الأبدال بالشام. كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً ، أما إنهم لم يبلغوا ذلك بكثرة صلاةٍ ، ولا صيامٍ ، ولكن بسخاوة الأنفس ، وسلامة الصدور ، والنصيحة للمسلمين)).

قلت: هذا إسناد واهٍ بمرة. قال الحافظ الذهبي ((الميزان)) (4/204): ((عبد الله بن معقل بصري عن يزيد الرقاشي. لا يدرى مـن ذا ؟!. روى عنه نوح بن قيس فقط)). وأما يزيد بن أبان الرقاشي فمتروك الحديث ذاهب الحديث. قال ابن حبان: ((كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو لا يعلم ، فلما كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به ، فلا تحل الرواية عنه إلا على سبيل التعجب ، وكان قاصا يقص بالبصرة ، ويبكي الناس ، وكان شعبة يتكلم فيه بالعظائم)).
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس