عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 05-30-2012, 05:50 PM
 
البارت الثالث:
جلست في مكاني دون تعليق ، وبقيت أستمع الى الأستاذ طول الحصة رغم شعوري بأعين تراقبني خلسة
دق الجرس معنة نهاية أول حصة نظرت الى النافذة و لكني رفعت رأسي عندما أحسست بوجود أحد أمام ....... تجمدت في مكاني أنـ.......

انه جيش من الطلاب و من دون مقدمات بدأت الأسئلة تتهاطل علي كالمطر....لم أستوعب ما حصل الا بعد دقائق ...حاولت الكلام الا أنهم لم يستمعو لي ....أصبت بالارتباك و الخجل و خليط آخر من المشاعر لذلك حاولت عدم الانتباه لهم غير أن صوتا عاليا أوقفهم قائلا
:الأستاذ قادم.......
عاد الكل الى مكانهم و حمدت الله ألف مرة .....ربما علي شكر الأستاذ فيما بعد لكن بعد أن سمعت صراخه الذي حطم حتى النوافد ظهرت قطرة ماء على رأسي و تمتمت قائلة
:و ربما لا
سمعت بعدها صوته
:يبدو أن هناك طالبة جديدة تفتقر الى التهذيب هنا
عرفت حينها أنه يتكلم عني فأصبت بالحرج و أصبح لوني كالطماطم الحمراء و قلت بتعلثم
:المـ..عذرة أستاذ....أنا أدعى ...أساكو كاشريو
و جلست و أنا أسمع ضحكات الطلاب و أغلبهم فتيات
كان هذا الأستاذ سريع الغضب و أعتقد أنه أستاذ الجغرافيا ضحكت في نفسي انه يشبه العمود طويل و نحيف و شعره غراه الشيب لحظة هل كل الأساتذة هنا مثله يال الورطة لكن لحظة لم يكن أستاذ الرياضيات مثله و هذا مبشر....حسنا لأعد للدرس......بعد انتهاء هذه الحصة بكم هائل من الفروض المنزلية عاد الجيش من جديد و لكن هذه المرة استطعت الاستيعاب بسرعة وقد فهمت من أسئلتهم أن تفكيرهم مقتصر على المال و الجمال فالبعض يسألني هل أنا حقا فقيرة و الآخر مالذي يعمله والدي وفئة تسأل كيف هو شعور الفقير أليس عبدة مثلهم يفرح يحزن يغصب....غريب أمرهم
و هذه الفئة رقم 1 أما الفئة رقم 2 فمجمل أسئلتها هي كيف أحافظ على نظارة وجهي أو ماهو أحمر الشفاه الذي أستعمله و كيف ابقى رشقة و ماهي المأكولات التي أتناولها و العديد من الأسئلة التي لا أفقه شيئا منها
يبدوا أنهم فضوليون لكن هناك سؤال شغل بالي لذلك قلت ببراءة
:ما هو أحمر الشفاه؟
رأيت الصدمة احتلت وجوه الجميع خاصة الفتيات و قالوا بصوت واحد
:هل حقا لا تعلمين ما هو؟
أومأت بمعنى نعم كاد أحدهم أن يتكلم و لكن صوت أستاذ المادة منعهم قائلا
:كل الى مكانه
عاد الجميع الى أماكنهم و أنا بقي السؤال يجول في ذهني ذهابا ايابا سمعت صوت الاستاذة يطلب مني التعريف عن نفسي ابتسمت فهذه المعلمة تبدو لطيفة بمظهرها العادي غير الفخم لكن يبدو أني قد أخطأت بالاتسام فها أنا ذا أرى القوب تجول في الأجواء ماهذا الحظ لا يهم عرفت نفسي للأستاذة ثم جلست
:يبدو أنها مغرورة لأنها جميلة أليس كذلك؟
:أجل أنظري اليها كيف لا تحدث أحدا هنا
:ولقد جلست بعيدا عنا مالذي تعتقد نفسها انها فقيرة
:يبدو أن والديها يعانون كثيرا
حزنت بشدة حن سمعت هذا الحوار و كدت أن أبكي حسنا لقد بكيت لكني مسحت دموعي بسرعة لكي لا يراها أحد لماذا يجب أن يذكروني أينما ذهبت بأني يتيمة لماذا؟؟ سمعت صوت الأستاذة تقول
:هل من خطب ما آنسة كاشريو لماذا تبكين؟
أبكي؟؟رفعت يدي لألمس تلك الدموع حقا أنا أبكي
طمأنت الأستاذة أنه لا شيء مهم انما نسيت وضع الدواء....لا تسألوني من أين خطرت لي تلك الفكرة فأنا لا أعلم لكن يبدو أنها انطلت عليها فقد عادت لشرح الدرس.
انتهى الدرسين الأخيرين بسلام و دونما مشاكل أما الآن فانه وقت الطعام لكن لا رغبة لي في الأكل لذلك فقد بدأت أجول أنحاء المدرسة ليس للتعرف عليها بل لأجد مكانا لا يرتاده أحد فهذه من عاداتي بعد بحت طويل لم أجده لأن الجرس قد دق معلنا بداية الدروس من جديد اتجهت الى الفصل لكني لم أجد أحدا هل يعقل أنني قد أخطأت نظرت للافتة انه فصلي لكن أين الجميع؟

يُتْبَع.....
__________________









رد مع اقتباس