06-03-2012, 02:10 AM
|
|
لَقَد استطاعْ أن يَسرِق الوقت ْ ! - إنّه ُ وَحدَه آرثر كُونَان دُويل ْ - بِسـم ْ الله الرحمَـن الرَحِيـم ْ - أنت ْ ! من أنت َ ؟! وكيف استطعت معرفة هذا الأمر ؟
- أنَا شارلوك هولمز , و َ عملي هو معرفَة مالا يعرفه الآخرون ! قد يبدُو الأمر ُ غريبا ً أو عاديا ً حتّى .
لكِن تلك الصفوف المتراصّة بمُختلَف الكُتب .
و باختِلاف مكانِها و زَمانِها إلا أن ّ هُناك اسم ُ قد لَمَع من بينِها .
اسم ُ منذ أن كُنت صغيرا ً إلا أنّ مُنتجاتُه كانت تُرافقني و بخاصّة - ماقَبل النّوم ْ -
كما أقول دوما ً أنا لا أُفلح بالبِدايات ِ كثيرا ً .
لذا لنترُك ثرثرتي المُملّة بهذا الشـأن ! أجَل أحببت ُ أن أُسميه هكذا أو أن أُطلِق على أمُسيتي
البوليسيـة بهذا الاسم , لأن بحق استطاع أن يسرِقه ْ وهذا ما لا يفعله كثيرون .
سوى من أمثال [ شكِسبيـر , عبّـاس العقّـاد , لويزا ألكُوت ] و قد لا يسعني
استحضار أسماء النُخبـة ! هل تُريدون بالفعل أن تَكتشِفوا كيف سرق آرثر كُونان دويل الوقت ؟!
لنتعمّق أكثر إذن .
تعمّقا ً على أُسلوب الأرستقراطيّون القُدَماء .
بِدون إطَالة مملّة ~ وهذا ما أكرهه حدّ الموت ْ ~ و َ
بدون إبخاس لحق هذا الرجُل العظيــم ْ . هُوَ السيّـد : آرثر كُونَان دُويل .
وُلد لأسَرة متوسّطة الحَـال في أدنبرة بأسكتلنـدا في الثاني والعشرين
من أيار - مايو - عام 1859 , كَان صاحب طُفولة عَادية كما ذُكر في صحيفَـة " ستراند "
الشَهيرة , التحق بكلية الطب فيها وعُمره 17 عاما ً . إذ أن كليّة الطب هو حُلم حياتِه .
كان من بين مدرّسيه الجرّاح الكبير الدكتور : جوزيف بِل ْ . في عام 1882 حصل دويل على شَهادة الطِب في جامعة أدنبره ,
وبعدها كان يحلم بأن يًصبِح جراحا ً شهيرا ً و خبيرا ً في التشخيص تماما ً
كالدكتور : بِل .
ولكِن قلّة المال الذي كان يعاني مِنه اضطرته إلى العمل طبيبا ً
على سفينَة لصيد الحِيتـان ْ , ثم مارس مهنتـه في منزل صغير استأجره في ضواحي
بورتسماوث , مع ذلك واجهته مُشكِلة أخرى وهي قلّة عدد المرضى .
اتجه للكِتـابة مع عمله وذلِك أملا ً في أن يحصل على دخل إضافي .
كتب عددا ً من القِصص لمجلات الفِتيان , ولكن أجره عنها كان ضئيلا ً !
وفشلت روايته الأولى في العُثور على ناشِر . في في غمرة إحساسِه باليأس فكّر في أساليب
الدكتور : بيل في التشخيص وبعدها خطرت في ذهنه أن يستخدمها في قصّـة
يكون ُ بطلها واحدا ً من رجال التحري , وهَكذا وُلد المُتحري " شارلوك هولمز " بين
جنَبات ِروايـة " دِراسة قرمزيـة " . الحق , أن دويل ابتكر شخصية ً تفيض بالحيـاة , حتى أن الجَماهير
رفَضت أن تصدّق أنها شخصية خيالية .
فكان دويل يتلقى بانتظـام خطابات موجهـة إلى هُولمـز تطلب مساعدته في
حل قضايا حقيقيـة , وبعض هذه القضايا كشفت لنا عن قدرة دويل نفسَـه . كانت إحدى هذه الحوادِث تتعلق برجل سحب كل أمواله من البنك و حجز غرفة في
أحد فنادق " لندن " ثم حضر حفـلا ً عاد بعده إلى فندقه حيث بدّل ملابِسـه ثم اختفى .
عجز رجال الشرطة آنذاك عن اكتشاف مكانه و خشيت أسرته أنه قد أُصيب بسوء ,
لكن دويل حال المشكلة سريعا ً حيث قال :
[ سوف تجِدون رجُلَكُم هذا في غلاسكو أو أدنبرة وقد ذهب هناك بمحض إرادته
إن سحب أمواله من البنك و كلّها تشير إلى الهروب المتعمّـد .
كما أنه خرج عن الحفل في ساعة مبكرة و ذهب إلى الفندق ليبدّل ملابِسه .
فلا بُد أنه كان ينوي القِيام برحلَـة , و القِطارات السريعة المتجهة إلى أسكتلندا
تغادر المحطّـة عند مُنتصف الليل ] .
لقد كان استنتاج دويل هذا صادِقا ً , حيث عُثر على الرجل في أدنبرة فِعلا ً ! دُيل في الحقيقة كان طبيبا ً رياضيا ً مُتعدد المواهب .
فقد مارس المُلاكمة وكرة القدم والبولينغ و الكريكت " اللعبة البريطانية الملكية "
كما كان خطيبا ً مفوّها ً ومحاضرا ً ناجحا ً ومُحاورا ً بارعا ً ,
وذاعت أفكاره و آراؤه المتنوعة في الطب و العِلم و الأدب والسياسة و
الاجتماع أيضا ً . تطوّع دويل في حرب البوير وصار كبيرا ً للجراحين فيواحد
من المستشفيات الميدانية , و في نهاية هذه الحرب مُنح وسِام الفروسية .
و لقب " سير " تقديرا ً لخدماتِه .
عند عودته لإنكلترا أصدر كُتبا ً منها ما تحدث فيه عن هذه الحرب .
ومنها ما أكمله دويل من رواياته . توفي السير آرثر كونان دويل في السابع من تمّوز - يوليو -
عام 1930 بعد أن بلغ الحادية والسبعين . كَان شارلوك هولمز أشهَر الشخصيات الخيالية في التّـاريخ .
بل إنّه يكَاد يفوق في شهرته كثيرا ً من مشاهير العالم الحقيقيين .
و قد بلغ شهرة هذه الشخصية أنها فاقَت شهرة َ مُبتكِرها دويل .
وبالأصل أصبح النّـاس ينادون دويل في تلك الفتِـرة بـ هُولمز ! استوحى دويل شخصيته هذه و صفاتها من الدكتور : جوزيف بل .
لأن الدكتور : بيل كان يتمتع بموهبة عظيمة في المُلاحَقة و أسلوب التفكير المنطقي .
وكان يثير اهتمام تلاميذه ومنهم - دويل - بقدراته الاستنتاجية الفذّة .
فقد كان ماهِرا ً بعلل المرضى و شخصياتهم و مهنهم و تفصيلات ٍ خفية عنهم أيضا ً .
كأن يقول لأحد الأشخاص مَثَلا ً :
" أنت َ ضابِط ُ سرّح من الجيش حديثا ً , وقد عُدت لتوِّك من بربادوس ,
ولديك داء الفيل " بعد أن تُسيطر الدهشَـة على وجه المريض والتلامذة على
حد سواء يقول بِل :
" إن الرجل بدا جُنديا ً من هيئته وكونه لم يخلع القبعة عند دخوله
الغرفة دليل على أنه ترك الخدمة حديثا ً وهو يملك مظاهر السلطة
كتلك التي توجد لدى الضباط , و تدل بشرته التي لوحتها الشمس والمرض
الذي يشكو منه على أنه جاء من منطقة استوائية , وقد جاء من بربادوس لأن هذا المرض
و بالذات ينتشر هُناك ! وُلد شارلوك هولمز في عالمه الخيالي - سنة 1854 - وحصل على شهادة جامعية
ثم احترف مهنة - محقق خاص ْ ! - وكان يُقيم في شارع بيكر في العاصمة
البريطانية " لندن " ورقم البيت هو " 221 ب " و قد نقول أن هذا العنوان صار
أشهر العناوين حديثا ً ! و صاحِبه [ واطسون ] ~ أما الباقي من مهارات هولمز أنتُم تعرفونها جيّدا ً . كثيرة ٌ اخترت ُ مِنها : مُغامرات شارلوك هولمز ~
[ قضية ُ هويّة , عصبة ذو الشعر الأحمر , مغامرة تاج الزمرّد ]
[ منزل الأشجار النحاسية , العصابة الرُقطاء ] ذِكريات شارلوك هولمز ~
[ ذو الغرة الفضيـة , سفينة " غلوريا سكوت " , لُغز المريض المُقيم ]
أما التي ربما ذات محبة لنفسي هِي :
[ المُشكِلة الأخير ! ]
وأظنّ أن عاشقي روايات هولمز ْ يعرفون السبب ؟! تَعاقب على رسم شخصية شارلوك هولمز عدد ُ من الرسّامين ,
لكِن أشهرهم وأعظمهم - بلا خِلاف - كان الرسّام الإنجليزي " سدني باجيت " .
الذي صاحب روايات شارلوك هولمز وقِصصه منذ ولادتها المبكّرة ,
وهو الذي بلور صورتـه و طبعها في عيون القراء على مدى السنين .
كما أن رسامون أميركيين و إنجليزيون كُثر ! آخر فقرة في أُمسيتي المُتواضعة .. للعزيـز - السير آرثر كُونَان دُويل - !
الحقيقَة تُقال دُويل لم يكُن ذا قدر ٍ كبير مما عِند شارلوك هولمز و لَم يُكن ذا ميزة .
منذ نعومَة أظفارِه , ولكِن دُويل ظهر كلما ازدادت الصُعوبات و المشقّات التي
تتُلى عليه في حياتِه .
ربما تستغربون من سبب إطلاقي هذا العُنوان عليه !
ورُبما لم تجدوا إجابة شافية من خلال الفقرات السابِقَة .
لكِن أُريد أن أبسط الأمور قبلا ً :
" أن العَظمة لا تولد هكذا , بل هُو َ إرادة ٌ و عَطاء واستغلال
الوقت مهما كان و لو في لحظاته الحرجـة ! "
هذا ما صنَعه دُويل يا سَادة في أحلَك ظروفـه وحتى حين
رفض الناشرون الطباعَة لَه , ولكنّه واصَل و حاول مِرارا ً !
إن - دويل - لم يكن عظيما ً فقط لأجل ابتكاره شخصية - هولمز - فقط ْ .
بل لأنه كان قادِرا ً على التغلب على المصاعب الذي مرَ بها . أتوقّف هُنا فقد ثرثرت ُ كثِيرا ً ولكن لم أتملَك نفسِي !
و تعبت رقبتي
من البقاء على جلسة ٍ واحِدة .
و لَكُم مني ألذّ " عصير توت " كُنت أتناولّه بينما أكُتب
الموضوع الذي أرهقني إرهَاقا ً , لاتحرموني من ردودكم
__________________ صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " . فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني . ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!! كم كانت موجعة .
.. "أميرةالانمي": . |