رأينا بأن طقس صوم الأربعون يوماً يتعلق بتمثيل آلام تموز القتيل وعذاباته، هو أن الأيزيديين يقومون لحد الآن باقامة مراسيم التعزية على روح الميت في اليوم الثالث والسابع والأربعين وعند اكتمال السنة.توزع الخيرات ولمدة الأربعون يوماً الأولىعلى روح الميت، وفي اليوم الأربعين تتقام وليمة كبيرة باسمه(باسمها) وتذبح الذبائح ويقدم الأكل وتسمى ب( روزا جلا مرى- يوم أربعينية الميت).
3- وليس من المستبعد- وهذا ما ارجحه أيضاً-أن يرتبط مفهوم الأربعينية بأربعينية الطمث عند النساء بعد الانجاب.ففترة الأربعين يوماً التي تخلص فيها المرأة عن قسم من دمها هي بمثابة فترة النقاهة والاستعداد لعملية الخصب المقبلةولجديدة.
واذا كان كل قطع أو قص لا يتم الا باراقة الدماء، فان حصاد القمح ينتج عنه بالنتيجة اراقة الدماء(اللون الأحمرهو،الى جانب اللون الأخضر والأصفر،من الألوان الرئيسية لدى الأيزيدية)،فالدم التي تنزفها المرأة بعد الانجاب لمدة أربعون يوماً والدم الذي ينزفه القمح-حسب المعتقد القديم أو بمعناه الرمزي-اثناء الحصاد،كلاهما استعداد لعملية الخصب والخلق الجديد.
4- ارتباطاً بموضوعنا أعلاه وعلى سبيل المثال لا الحصر،فان الفراعنة كانوا يؤدون الحداد على موتاهم لمدة أربعين يوماً،وكانوا يعتقدون بالحياة الآخرة،لذا كانوا يحنطون موتاهم : وضعه أولاً في مادة ضد التفسخ.ثانياً/لفه بالقماش. ثالثاً/ لزقه بالشمع(بواسطة القماش طبعاً)،وكان كل ذلك يستغرق أربعون يوماً.[38]
5- واذا راجعنا قصص الأنبياء والأساطير وكتب الأديان نرى قدسية هذا الرقم ووروده بكثرة مثل:حدوث الطوفان لمدة أربعين يومأً،ومكوث سفينة نوح على الماء لمدة أربعين يوماً...الخ.
مع حلول عيد أربعانية الصيف تكون عملية حصاد القمح قد أوشكت هي الآخرى على الانتهاء، كما أن عملية فصل القمح عن السنابل تأخذ من الفلاح بعض الوقت خاصة بالآلات التي كان يستخدمها قديماً، وبعد أن ينتهي من كل ذلك يحفظ بجزء من محصوله قوتاً للشتاء ويستعد لزرع القسم الفائض ليضمن قوت سنته القادمة وهكذا دواليك.
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووول

__________________
C:\Documents and Settings\top\My Documents\My Pictures