عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-04-2012, 11:41 PM
 
Thumbs up اسرار الطريق المرعب!

سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة _____________________________________________ اسرار الطريق المرعب!
صوت محرك العربة المزعج ..
ورائحة الوقود ..
والموسيقى المشوشة من تلك السيارة التي تسير على ذلك الشارع الرطب ..
اختلط الظلام في تلك الليلة مع نور القمر الهادئ ..
الذي يظهر تاره .. ويختفي تارة اخرى بسبب حركة الغيوم العشوائية حوله .. وكأنها تلعب لعبه مزعجه لتزيد الليل كآبة ..
وحركة السياره بسبب تعرج الطريق في تلك المنطقة البعيدة ..
استيقذت بصوت صراخ اختها الصغيرة ..
تنهدت بعمق : تبا .. جمي ارجوك اسكتها .. اريد ان أخذ قسط من الراحه ..
اسندت رأسها للخلف بعنف لتنسدل خصلة سوداء ناعمه من شعرها المربوط .. تمايلت امام عينيها المغمضتين ..
ليزيد لون تلك الخصلة السوداء من بياض بشرتها الصافي ..
قال جيم مقلدا صوتها بتذمر : اسكتها .. اريد ان اخذ ..
قاطعته يونا بصرخه : اصمت .. ولا حطمت رأسك جيمي .. هذا ما كان ينقصني ..
صوت من المقعد خلفها : لا اعرف كيف تسمين نفسك انثى !
تقوس حاجبها لتصرخ بتذمر : اصمت سكوت .. خالتي .. سكوت يزعجني ..
اطلت الخالة برأسها مبتسمة : سكوت دع ابنة خالتك وشأنها ..

كانت السيارة كبيرة .. تحوي 11 مقعدا مقسمة على اربعه اقسام .. مقعدين في الأمام .. حيث يوجد والدي يونا ، وثلاثة مقاعد خلفهما حيث تجلس والدة سكوت وابنتها رجينا بنفس عمر يونا .. وابنها الصغير نك .. والمقاعد المتبقية كانت تجلس بها يونا .. واريكا اختها الكبرى و جيمي وملينا اخوتها الصغار .. حيث ملينا لم تكمل الثالثة من عمرها بعد .. .. وجيمي في السابعة من عمره ..واحتل سكوت الثلاث مقاعد الخلفية الأخيرة
اطلت يونا برأسها مخاطبة والدها : ابي الطريق اصبح مملا .. متى نصل الى اي منطقة نرتاح بها ..
قال الأب وهو يحك رأسه : لقد اخذنا طريق مختصر لنصل الى تلك القرى الجبلية .. لكن يبدو بأننا تهنا ..
قالت الأم بنبرة قلقة : لماذا لا نتوقف في هذا المكان عزيزي .. ونكمل الطريق في الصباح حيث يمكننا الرؤية بشكل أوضح في الصباح الباكر ..
الخالة معقبة : فكرة رائعه .. سيكون تخيما رائعا في هذا الوقت من السنة ..- ثم التفتت الى الخلف -.. ما رأيكم ؟؟
يونا مزمجرة : اي شيء يجعلنا نخرج من هذه السياره .. لقد اصابني الدوار .. نحن نتحرك منذ ساعات ..
ربيكا : هذا رائع جدا .. سأتعرف على فصائل جديدة من الحشرات ستتلون بشرتي الصافية بالقذارة !!
اطل سكوت برأسه الى المقعد الذي امامه .. لتنسدل خصلات شعره الشقراء على وجهه ويقول بخبث : هل حقا انتم اخوات .. واحدة ليست بأنثى .. والاخرى انثى اكثر من الازم ..
كانت ربيكا فتاة شقراء وبيضاء البشرة .. تتمتع بالطول والملامح الجذابة .. تحب الفساتين والموضى.. على عكس يونا .. فناة رياضية .. تحب لبس السترات الرياضية المريحة .. لكنها رغم ذلك فتاة غاية في الجمال .. عينها عسلية فاتحه وواسعة .. تجعلك تضيع بها ..
اما سكوت فكان فتى وسيم ، يتمتع بملامح شقية ومرحة .. بشرة سمراء معتدله وشعر اشقر بمزيج من الذهبي ..

توقفت السيارة .. لتخرج يونا بسرعة خارج السيارة ..
وتسدل شعرها الأسود الفحمي وتحركه بشقاوة .. : واخيرا .. ارض تلمس قدمي ..
نزل الكل من السيارة ماعدى ربيكا ورجينا ..
وضعت ربيكا سماعة عى اذنها واخذت تقرأ مجلة ..
يونا : هيا ربيكا الن تنزلي ..
ربيكا : و اجعل تلك التربة القذرة تمس حذائي الغالي الثمن .. لا شكرا .. اذهبي انتي والعبي بالطين !
تقوس حاجبها بغضب .. ولكنها نادت رجينا ..
يونا : رجينا .. هيا استيقذي كفاكِ نوما ..

رجينا فتاة جميلة ذات شعر قصير ، تحمل ملامح طفولية تأسر من يراها .. بطيئة الاستيعاب لكنها طيبه جدا ..

رجينا : وهل وصلنا !!
يونا : لا لم نصل .. لكننا سنكمل الطريق غدا ..
رجينا : حسنا .. لقد استيقذت ..
نزلت رجينا من السيارة ، لتنفجر يونا ضحكا .. فكانها شعرها منكوش بشكل مخيف ..
يونا وهي تضحك : هل تشاجرت قطتين فوق رأسك ..
قفزت رجينا على يونا وهي تصرخ : اين القطتين !!!!
اغمضت يونا وامست رجينا وتسحبها برقة الى حيث خيمت العائلة : لا تقلقِ لقد ذهبتا ..

جلس الكل حول شعلة من النار ... حيث اخذت احاديثهم وضحكاتهم العالية تشوش سكون المكان حولهم ..
كان سكوت يجلس بالقرب من يونا ورجينا وجيمي ونك الصغير وهو في الرابعه من عمره ..
اما الوالدان والخالة وميلينا يجلسان على مساحة بعيدة نسبيا عنهم ..

قالت يونا وهي تشير بأصبعها امامها : اتساءل ماذا يوجد خلف هذه الاشجار الكثيفة ..
قال سكوت بصوت مخيف : مدينة اشباح وجثث متحركة ..
صرخت رجينا بقوة .. ليندفع نك ويرمي نفسه بحضن يونا ..
صرخت يونا تؤنب سكوت : سكوت .. توقف والا جعلت وجهك خارطة معوقة ..
ضحك سكوت بمرح .. وقال بهمس بعد ان عاد مكانه : هذا ما يحدث دائما ..
يونا : وما الذي يحدث دائما ؟.!
رد سكوت : في افلام الرعب .. تذهب عائلة الى طريق مختصر ينتهي بهم الأمر في منطقة غريبة.. ويقتلون جميعا تحت يد غرباء .. ومتوحشون ..
ازرق وجه رجينا وتوسعت عينيها : هذا صحــ صحــيح ..

قاطعت الخالة حديثهم : هيا يا اعزائي حان وقت النوم .. رجينا ونك اذهبا الى الخيمه التي اعدت لكم هناك .. سكوت انت اذهب الى الخيمه التي بالقرب منهما .. اما يونا .. اذهبي الى السيارة حيث سوف تتقاسمين المكان مع ربيكا في السيارة ..

قاطعت يونا الخالة : خالتي .. لا اريد النوم في نفس المكان الذي تنام فيه تلك الحمقاء ..
قالت رجينا : حسنا سأذهب انا الى السيارة ..
اومأت يونا بمرح وهي تنظر الى الخالة تنتظر ردها ..
فقالت الخاله : كما تريدان ..

اتجهت رجينا الى السيارة ، حيث وجدت ربيا لازلت تقرأ المجلة ، وتمسك بهاتفها وتتذمر لأن لا ارسال في هذه المنطقة ..
فذهبت الى المقعد الامامي ، اغلقت الأبواب ، استلقت حتى غلبها النعاس ..
اما سكوت ، رمى نفسه داخل تلك الخيمة ووضع السماعات في اذنه حيث علت تلك الموسيقى الصاخبة في طبلة اذنه .. لكنه رغم ذلك نام كالطفل ..
اما الوالدان ناما بسرعه في خيمة واحدة مع الطفلة ملينا بالقرب منهما .. والخالة كذلك غطت في سبات عميق ..

وبعد ساعات ليست بطويلة ، امتزج صوت صراصير الحشائش مع صوت سكون الليل .. ليشكل سيفونيه جميلة ..
انكشف القمر .. ليتوسط السماء .. وتبتعد تلك الغيوم المشاغبة ..

كان الكل قد نام في تلك المنطقة الموحوشة ..

اقدام حافية تتحرك بهدوء حول الخيم .. وكأنها تراقب المكان بمسمعها ..
اقتربت من خيمة منارة بنور أصفر ..
توقفت تلك الاقدام الحافية عندها ..

كانت يونا قد اشعلت شمعة ووضعتها بالقرب منها ..
وجلست على الغطاء الذي اعد لها ..وهي توبخ نك الذي ظل يلهو ويضحك بمرح ..
قالت " حسنا .. حسنا .. سأقول لك حكاية .. "
قال نك بصوت طفولي " اريد ان اسمع حكاية ... "

يونا: " كان يا مكان .. في قديم الزمان .. كان هناك فتى مشاغب اسمه نك .."
ضحك نك بمرح وقال " وقوي ايضا .. "

وبعد برهة انطفأ ذلك النور من خيمة يونا .. دالا ان يونا ونك الصغير قد غادرا الى عالم الأحلام ..
تحركت تلك الاقدام الحافية .. حول الخيمة .. لتقف عند مدخلها ..
وتدخل بخفة الى داخل الخيمة ..

استيقذ نك الصغير وابتسم بمرح حيث كان يقف ذلك المجهول صاحب الأقدام الحافية ..
اما يونا فقد كانت نائمة بعمق شديد ..

نزل ذلك الرجل الغريب جسده الى اسفل .. لتصبح ملامحه واضحة لنك .. كان شابا وسيما جدا .. لدرجة انه يسقط الطير من اعالي السماء .. عيناه حادة وبشرته البيضاء الصافية زادته اشراقا ..
اشار بأصبعه لنك بالسكوت .. فابتسم نك ..
ثم اشار يه بأن يأتي له ببتسامة ..
فنظر نك الى يونا ، ثم اندفع الى حيث كان ذلك الشاب المجهول ..

__________________




للاسف اعتزال:"(