الوقفة الأولى :
فالنفس تنعم بكثير مما أحله الله لها، تماماً كما كانت الجنة بطولها وعرضها حلالاً لأبينا آدم عليه السلام، غير أن الشيطان استطاع أن يزين له شجرة واحدة فقط!!من بين مليارات الأشجار التي تمتلئ بها الجنة، وهنا لابد لنا من تساؤل!!
ما الشي الذي استطاع الشيطان به أن يقلل الحلال على كثرته، ويعظم الحرام على ندرته في عين نبي الله آدم؟!
إنه المفتاح الأول الذي نكاد أن نضع أيدينا عليه الآن . . فبمعرفته يمكننا الحذر من تكرارا نفس السيناريو المؤلم معنا . . إذاً . . أتدرون ما هذا الشيء؟! إنه الأماني!!!!
التي تمثل خيالاً لا حدود له!!
وأوهاماً لا أرض لها!!
ونسيجاً لا ملمس له!!
ووعوداً لا وفاء لها!!
وأحلاماً لا يقظة منها سوى بالموت الذي ليس منه فوت!!
فبالأماني يستهوي الشيطان العبد لإدراك متعة وهمية سريعة الزوال!!
وبالأماني يُسوِّف الشيطان التوبة لدى العبد أملاً في عمر مديد طويل المآل!!
وبالأماني يُزهَّد الشيطان العبد فيما بين يديه من الحلال أملاً في الحصول على لذةٍ أكثر متعة في الحرام!!
وبالأماني يَدفع الشيطان العبد إلى الإفراط في إحسان الظن بنفسه؛ حتى يقع فيوحل الغرور بالله . . فيكون هلاكه عياذاً بالله !!
وبالأماني يُوهمُ الشيطان العبد أن بإمكانه تأخير الحقوق، ريثما يوسع الله عليه بالمزيد، لعله يكرم أصاحبها بزيادة على حقوقهم، فتتخطفه سياط الموت على حين غرَّةٍ، فيقضي؛ ولما يوف ما عليه من حقوق العباد!!
الأماني . . إنها أخطر سلاح يستخدمه الشيطان لإهلاك بني آدم، حيث تنتشر خلاياها في النفس البشرية تماماً كما تنتشر خلايا السرطان عياذاً بالله؛ لتهوين كل معصية، وإضعاف العزيمة عن القيام بأي طاعة!!
فضعها دوماً نصب عينيك يرحمك الله . . وابذل وسعك في البحث عنها بين خبايا نفسك. . فحيث تكون؛ يكمن الشر عياذاً بالله!!
وهذا هو مفتاح الخير الأول الذي أمكننا بفضل الله الوصول إليه، ووضع أيدينا عليه؛ للحيلولة دون خداع انفسنا بهذه الآفةالعظيمة . . ألا وهي الأماني الكاذبة!! فتابعوا معي بقية المفاتيح خلال الحلقات القادمة أحبتي في الله
. . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . .