عرض مشاركة واحدة
  #131  
قديم 06-09-2012, 05:28 PM
 
وفي (الدليل والبرهان 2/149-150) لأبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني ،
طبع وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان 1403هــ - 1983م :

"ولقد سألت الشيخ يحيي بن أبي بكر ، رضي الله عنه،
عن هذه المسألة المذكورة في الجملة التي يدعو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا.

فقلت له : فمن أين وجبت علينا الشهادة : (أن ما جاء به حق) ؟

قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو المشركين إلى الإيمان
فمن أظهر الإيمان وقبله ودخل فيه اجتزأ عنه ، أو قال : صدقت . أو قال : نعم يا رسول الله.
أو سأل عن فريضة أو حاجة ، فمهما ظهر منه القبول لهذه الدعوة ، قبل عنه.

فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأظهر أهل الكتاب أنه رسول إلى الإميين دونهم ،
خرج المسلمون [كذا] من أراد الدخول إلى النطق بالشهادة على الله :
أنه لا إله إلا هو ، وأن محمدا رسول الله ، (((وأن ما جاء به حق من عند الله ))).

وقد ذكر في كتاب الترمذي ، وهو من الكتب الصحاح في الحديث.
وروى عن ربعي بن خراش عن علي بن أبي طالب :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله لا يؤمن أحدكم حتى يؤمن بأربع :
شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ،
ويشهد أن الذي جئت به هو الحق من عند الله ،
ويؤمن بالقدر خيره وشره.

وفي قول الله عز وجل بعض الإشارة إلى القول : بأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق ،
قال الله عز وجل : (لتجدن أشد الناس عدواة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا )
إلى قوله : ( وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا )
فأثبتوا لهم القول في أن الذي جاء به محمد هو الحق .

وذكرت فرز ما لا يسع الناس جهله ، وقد تقدم القول في الإيمان بالله اعتقادا وقولا.
وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا ونطقا ،
وقد قرنه الله تعالى عند ذكره معه بقوله : ( ورفعنا لك ذكرك ) ،
وقوله في التشهد : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله.

وقوله في الأذان : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله !!!!!

وربما كان هذا في أول الإسلام كما قال الشيخ يحيي بن أبي بكر رضي الله عنه ،

وحمل الأمة [كذا !] لا يرون النطق بالشهادة على أن ما جاء به حق .
ويجتزئون بقولهم : أشهد أن محمدا رسول الله .

فهذه الكلمات الثلاث عندنا : هي الجملة التي يدعو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في أيامه وعلى عهده."

=======

وفي هذا النص يظهر التناقض بين القول بأن الزيادة على الشهادتين كانت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
وبين قوله في الأخير أنها هي الجملة التي يدعو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيامه وعلى عهده.

وكذلك إقرارهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتفي بما هو أقل من هذه الجملة ممن أسلم
سواء كان من قبل مشركا أو يهوديا أو نصرانيا.
ومع ذلك لم يسعهم ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم .!!!!
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !