الجزء الثاني ... في صباح اليوم التالي وفي غرفة الصف الثاني /ب .
هيمي : إن الآنسة سايا لطيفة جدا .
كارولين : هاذا صحيح أنا أحبها .
تشارلي : وجميلة أيضاً .
نايت : نعم هذا صحيح ..جميلة جداً .
هيمي وكارولين ينظران لبعضهما ومن ثم ينظران لـ نايت وتشارلي ويهزان رأسهما ويتنهدان
،،ثم يدخل جون الصف .
تشارلي (بضجر) : أنظروا من جاء .
هيمي : كارولين إنه خلفك إبتعدي عن طريقه .
كارولين تلتفت ورائها ثم تبتعد عن طريق جون بسرعة ،، ويمر جون بالقرب منها ويجلس على مقعده .
تشارلي : اكره هذا الفتى من يضن نفسه ...
نايت : أصمت وإلا سمعك .
تشارلي : وماذا إن سمعني ؟
هيمي : هل تريد أن يحل بك ما حل بذلك الطفل في الصف الخامس السنة الماضية .
فيصمت تشارلي و تدخل المعلمة ويسرع الجميع إلى مقاعدهم .
سايا : صباح الخير يا أطفال
الأطفال : صباح الخير يا آنسة سايا .
سايا : وااو ما هذا النشاط ؟؟!! إذا هيا لنبدأ الدرس .
وبدأت الدرس بوجه باسم ،، وبعد أن انتهت الحصة وخرج جميع الأطفال إلى الفسحة ، حملت سايا كتبها واتجهت إلى الباب ،، ثم توقفت أمام الباب قبل أن تخرج و كأنها تذكرت شيءً ما ،، فلتفتت ونظرت إلى المقعد الموجود آخر الصف على الزاوية فإذا بذلك الطالب الذي يدعى جون يحمل حقيبته ويخرج من الصف .
سايا : هييه جون ...... إنتظر ..إنتظر قليلا .
لكن جون لم يلتفت لها وكأنه لم يسمعها وذهب .
سايا : يا له من طفل غريب .
وبينما هي ذاهبة لغرفة المدرسين وتمشي في الممر نظرت من النافذة التي تطل على حديقة المدرسة حيث الطلاب يلعبون ويمرحون ويتناولون طعامهم ويضحكون ويتسلون ،،فلفت انتباهها جون الذي يجلس في زاوية بعيدة عن الأطفال على كرسي طويل تحت شجرة كبيرة ،، وظلت تحدق به وتفكر للحظات حتى قاطعتها الآنسة شارلين وذهبتا إلى غرفة المدرسين معاً ،، وبعد انتهاء الفسحة عادت إلى الصف لتكمل اليوم الدراسي مع طلاب صفها ، ولاحظت أن المقعد الذي يقع في آخر الصف على الزاوية فارغ .
سايا : هل غادر ذلك الطفل الذي يدعى جون مجددا ً ؟؟؟؟
هيمي : نعم يا آنسه إنه ليس هنا .
نايت : يا آنسة إنه عادتاً لا يحضر الحصص بعد الفسحة .
سايا : ولكن ...لماذا ؟؟؟؟
الأطفال يهزون أكتافهم مشيرين لها بأنهم لا يعلمون .
سايا : آآه ....... هكذا إذاً .. حسننا فلنكمل الدرس .
وبعد إنتهاء اليوم الدراسي وفي منزل سايا .
سايا : لقد عدت
كرستين : مرحبا ..... هل اشتريتي البيض في طريقك ؟؟؟؟؟؟
سايا تضرب رأسها بيدها : آآآآآآه .....آسفة لقد نسيته .
كرستين : ساااااياااا .... كم مرةً ذكرتك هذا الصباح بأن تشتري البيض في طريق عودتك .
ثم تضع يدها على بطنها : آآآآآآآآآخخ يا بطني إنني جائعة وعصافير بطني تزقزق والثلاجة فارغة
سايا : حسننا حسننا لا تبدأي بالتذمر لآن سأذهب وأشتري البيض .
وخرجت سايا لتشتري البيض وعند مرورها من الجسر رأت الطفل جون يعبر الجسر وينظر للأرض عندما يمشي ،، ومرَ بالقرب منها فلتفتت سايا خلفها وحدقت بجون وهو يمشي مبتعدا ً عنها .
سا يا : أليس هذا جون ذلك الطفل الغريب ؟؟!! ما الذي يفعله في هذا الوقت المتأخر !!!!
ووقفت سايا للحظات وهي تنظر له حتى ابتعد عن ناظريها وهي تفكر ،، ثم هزت رأسها وقالت : آه ... البيض لابد أن كرستي غاضبة عليَ الآن يجب أن اسرع
وذهبت إلى المتجر وأحضرت البيض وأعدت البيض المقلي لها ولـ كرستي ،، وبينما هما تتناولان البيض المقلي .
كرستي : سايا .... ما بك شاردة البال ؟؟؟؟؟؟؟
سايا : كرستي .... لا أظن أنني إستحوذت على قلوب جميع الأطفال في الصف .
كرستي : ماذا تقولين ..إنه اليوم الثاني فقط من السنة الدراسية ...أمامك الكثير من الوقت كما أن الأطفال يتأثرون بسرعة بمعلميهم .... لا تفقدي الأمل من البداية .
سايا : ومن قال لكي أنني فقدت الأمل ...أنا سايا التي لا تعرف شيئاً اسمه المستحيل .
كرستين : نعم نعم سايا التي لا تفقد الأمل هكذا أنتي دائماً .
بعد مرور بضعة أيام وفي غرفة المدرسين .
المدير : اسمعوا يا معلمي الصف الثالث اليوم هناك حقن لجميع صفوف الثاني هو تلقيح ضد مرض شلل الأطفال لذا أرجوا أن تتأكدوا من عدم خروج أي طفل من الصف .
المعلمين : حاضر .
المدير : شكراً على تعاونكم .
ثم يخرج المدير .
ماري : يا له من أمر مزعج ...لا أشعر برغبة في سماع بكاء الأطفال .
شارلين : ومن يريد سماع بكائهم .
توماس يتنهد بقوة : سيكون يوماً متعباً .
كيث : يجب أن نذهب إلى الصفوف من لآن .
ماري : هذا صحيح يجب أن نسرع .
نهض الجميع وخرجوا إلى صفوفهم ،، وسايا جالسة على مكتبها .
سايا : لما هم منزعجين هكذا .؟؟؟؟ لا أظن أنه سيكون أمراً صعباً .
وجلست سايا إلى أن رن الجرس فحملت كتبها وخرجت ،، وما إن خرجت من باب الغرفة حتى رأت الأطفال يركضون في ممرات المدرسة ويصرخون ويصدرون ضجة عالية ،، فلتفتت يمينها فإذا بالسيد بتوماس يركض خلف طلاب صفه .
توماس : عد إلى هنا أيه المشاغب الصغير .
الطفل : لا ....لن أعود لا أريد أن آخذ الحقنة .
توماس : هل تريد أن تصاب بالمرض ؟؟؟ هيا عد إلى هنا وخذ حقنتك .... إنها مجانية ...ستندم فيما بعد إن لم تأخذها لآن .
الطفل : إذاً فلتأخذها أنت بدلاً مني .
توماس (بصراخ) : ماذا !!!! عد إلى هنا.. يا لك من طفل غير مؤدب .
ويركض خلفه ،، وتلتفت سايا إلى يسارها فتجد السيد كيث واقفا أمام أحد الأطفال .
كيث : لا تخف لن تؤلمك الحقنة فقط أغمض عينيك بقوة ولن تحس بشيء ....هيا تعال معي إلى الصف .
الطفل (يبكي) : لا لا .....لا أريد الحقنة .
ووقفت سايا أمام الممر وهي فاتحة فمها وعينيها وتراقب المعلمين وهم يطاردون الأطفال محاولين إدخالهم إلى الصفوف ليأخذوا الحقن .
سايا : أرجوا أن يكون طلاب الصف الثاني/ب في الصف لآن .
واتجهت إلى غرفة الصف ودخلت .
سايا : صباح الخير يا أطفال .
وتغيرت ملامح وجهها من ابتسامة مشرقة إلى وجه مصدوم عندما رأت الصف فارغ لا يوجد أحد فيه سوى الطفل جون الذي يجلس آخر الصف .
سايا وهي مصدومة : أ... أين باقي الطلاب ؟؟؟؟؟
جون يرفع رأسه وينضر لها : ألا يجب عليكي أن تبحثي عنهم في المدرسة كباقي المعلمين .
سايا وهي تبتسم إبتسامة غبية : آآآآه ....هكذا إذاً .
وتتجه إلى الباب لتخرج ،، ثم تقف وتنظر إلى جون .
سايا : ولكن .... لماذا لم تهرب كباقي الأطفال ؟؟؟؟؟؟
جون : ولماذا أهرب ؟؟؟؟؟؟
سايا : ألا تخاف من الحقن ؟؟؟؟؟؟
جون : وما المخيف فيها ؟؟؟؟ كما أن الخوف للأطفال فقط .
سايا : ألست طفلا ؟؟؟؟
جون يقرأ الكتاب .
سايا : لماذا تتصرف كالكبار ؟؟؟؟
جون ينظر لها بنظرة باردة ليست وكأنها نظرت طفل في السابعة من عمره
جون : أنا لست طفلا ...
سايا وهي تفتح فمها : هاااااااااه
جون :ولا أستحق أن أعيش طفولتي
سايا : مـ...مـ....ماذا ؟؟؟!!!!!!!
جون لا يعيرها إهتماما ويعود ليقرأ الكتاب .
.................................................. ........................................
بعد ساعة وفي الصف يقف الأطفال طابوراً ليأخذوا الحقن بعد أن أدخلتهم سايا إلى الصف بمساعدة المعلمة ماري ،، وكان بعضهم يبكون وبعضهم خائفون وبعضهم ما يزالون لا يريدون أخذ الحقن وسايا تحاول تهدئتهم وبينما هي كذلك وقع نظرها على جون الذي يقف في وسط الطابور هادئاً .
سايا (تهمس لماري ) : ماري ما بال ذلك الطفل ؟؟؟
ماري : تقصدين جون ؟؟؟؟
سايا : نعم ..... لقد قال لي ....
ماري :لا تقولي لي أنه كذب عليك أنتِ الأخرى .
سايا : ماذا ؟؟؟؟!!!!
ماري : إنه دائماً يكذب على المدرسين الجدد ...مهما كانت كذبته هذه المرة لا تفكري بها .
سايا : لكن... لماذا يفعل هذا ؟؟؟
ماري : لا أعرف لربما أنه لا يريد من أحد أن يتقرب منه .
سايا في نفسها وهي تحدق به : يبدو صغيرا بحجم حبة الفستق وبريئا جداً ...أتسائل لماذا يفعل هذا ؟؟؟
وعندما وصل دوره وقف أمام الممرضة بهدوء وحقنته في ذراعه .
سايا : أحسنت يا بطل ...أنت شجاع
جون يتجه لمقعده ويجلس دون أن ينظر لها حتى .
__________________ صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " . فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني . ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!! كم كانت موجعة .
.. "أميرةالانمي": . |