الجزء الثالث ...
الطفل الغريب .. وبعد انتهاء الحصة وفي الفسحة خرجت سايا وهي تمشي في الممر ونظرت من النافذة ورأت جون يجلس في نفس المكان تحت الشجرة ،، نظرت له باسغتراب ثم أكملت طريقها .
ومرت عدة أيام وفي كل يوم يمر يزيد انتباه سايا لذلك الطفل وفضولها حوله ،، كل يوم بعد الفسحة لا يعود للصف ،، كل يوم في الفسحة يجلس في نفس المكان بعيداً عن الأطفال ،، كل يوم تراه جالسا ً على سطح المدرسة ينظر للأطفال وهم يلعبون ويمرحون ويضحكون من أعلى السطح ،،وكل يوم تعبر فيه سايا الجسر عائدةً إلى منزلها تجده جالساً على السور يراقب أمواج النهر ،، وفي ذلك اليوم وبينما كانت سايا تمشي في الممر في الفسحة نظرت من النافذة فإذا بجون يجلس في نفس المكان تحت الشجرة الكبيرة على الكرسي الطويل يضع رجلاً على رجل و يمسك كتاباً ويقرأ ،، فقررت أن تذهب إليه في ذلك المكان ونزلت من الطابق الثاني متجه إلى حديقة المدرسة وما إن وصلت عند تلك الشجرة الكبيرة حتى اختفى جون ..
سايا (بصوت منخفض) : أين ذهب ؟؟!!!
ثم نظرت للكرسي ووجدت الكتاب الذي كان يقرأه قبل قليل فأخذته وجلست على الكرسي .
سايا(تقرأ الغلاف) : بائعة الكبريت (عنوان الكتاب ) ما هذه القصة ؟؟
سايا لم تكن تعرف قصة بائعة الكبريت ،، ثم فتحت الكتاب وبدأت تقرأ ،، وبينما هي تقرأ امتدت إليها يدين صغيرتين باردتين وسحبت الكتاب من يديها ،، فرفعت سايا رأسها ووجهة نظرها إليه ،، كان يحدق بها بنظرة حادة تختلط بها مشاعر الحزن فهبت رياح باردة تخلخلت من بين خصلات شعره الأسود فتطاير بشكل متبعثر،، ثم أدار ظهره لها وذهب .
وظلت سايا تنظر له بشرود إلى أن اختفى من أمام ناظريها و ظلت جالستاً مكانها حتى نهاية الفسحة ،، وفي طريقها للعودة إلى البيت توقفت أمام ذلك الجسر ونظرت إلى المكان الذي يقف فيه جون دائماً ونظرت إلى أمواج النهر و غروب الشمس ،، نظرت إلى ضوء الشمس الذي بدأ يتلاشى شيئا فشيئا فاجتاحتها مشاعر غريبة لم تعرف سببها ،،
......وفي المنزل ....
سايا وهي تأكل بشرود : كرستين ....
كرستين تنظر لها : ماذا ؟؟؟؟
سايا : هل تعرفين قصة بائعة الكبريت ؟؟؟
كرستين : نعم إنها قصة مشهورة ...ولكنها حزينة
سايا : ما هي نهايتها ؟؟؟؟؟؟
كرستين : ألا تعرفين قصة بائعة الكبريت ؟؟؟
سايا تهز رأسها بشرود وتقول : لا ............ولكنني قرأت بعض منها اليوم ولم أقرأ نهايتها
كرستين : من الأفضل لكي أن لا تعرفي النهاية
سايا ترفع رأسها وتنظر لكرستين : ما هي ؟؟؟
كرستين تتنهد : حسننا بما أنكي مصرة على معرفة النهاية
سايا : هيا قولي ما هي ؟؟؟؟
كرستين : لقد ماتت
سايا : مــــــــاذااااا ؟؟؟!!!!!!!!
كرستين : نعم لقد ماتت تلك الطفلة في النهاية بعد أن تجمدت قدميها وجسدها الصغير من البرد القارس وكانت تطرق الأبواب وتنادي بصوتها المخنوق من يريد الكبريت من يريد الكبريت لكن الناس لم تكن في قلوبهم رحمة لها و تركوها في العراء فأوت إلى زاوية باردة في ذلك الظلام الدامس وفي البرد القارس وحاولت أن تشعل كل أعواد الثقاب التي معها لتدفئها لكنها ماتت في النهاية .
سايا تنظر لكرستين بعينان حزينتان وهي تفكر بجون : لماذا يقرأ قصة حزينة كهذه
كرستين وهي تحدق بسايا : ماذا ؟؟؟
سايا : آه .....لا شيء.........
...... لكن أتسائل من الذي يستطيع أن يكتب قصة حزينة كهذه .
كرستين : آآآآه أرجوكي لا تبدأي......لا تبدأي بتسائلاتك العجيبة تلك .
سايا تنظر لكرستين ..
كرستين : لا تنظري لي هكذا أنتي من طلب مني أن أخبرك النهاية .... هيا فلنذهب للنوم لقد تأخر الوقت .
.................................................. .................................................. .........
وفي مكانٍ ما بعيد ،، مكان مظلمٍ جداً ،، كانت سايا تقف وحيدة وتتلفت من حولها
سايا : بخوف : أين أنا ؟؟؟؟؟؟!!!
وكانت تسمع صوت بكاء طفل ،، وتبحث عن مصدره وتتلفت يمينها وشمالها باحثتاً عن مصدر الصوت ،، ومن ثم لمحته هناك في الزاوية البعيدة المظلمة يبكي وحيداً ،، كان طفلاً صغيراً يجلس وركبتيه قريبة من صدره ويضع رأسه بين ركبتيه و يبكي ،، فاقتربت سايا منه ونظرت له ، ورفع الطفل رأسه ونظر لها فإذا به جون ذلك الطفل الغريب .
سايا : لماذا تبكي ؟؟؟؟
الطفل (جون) : بسبب قسوة قلوب البشر ...
سايا : وما بها قلوب البشر ؟؟؟
جون : انها قاسيه ... قاسية جداً...
سايا : وما دخلك بقلوب البشر ....... دعهم لشأنهم ...
جون : وكيف لي ذلك ........ كيف لي أن أدعهم وأنا أعيش معهم ؟؟
سايا : بلى....... يمكنك ذلك ......... يمكنك أن تعيش وحيداً ...
جون : وهل سأبقى وحيداً طوال حياتي ؟؟؟؟؟
سايا : .............................
جون : إنَي أحتاج لهم كما هم يحتاجون لي ........ فكيف لي أن أعيش بعيداً عنهم ....
سايا : ولكنك.. قلت أن قلوبهم قاسية كالثلج ....
جون : والثلج نقيَ ......فهل رأيتي في حياتك ثلجاً أسود .....؟؟
سايا : من أنت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جون : أنا ؟؟؟!!! ......أنا واحد من هذه القلوب القاسية .........
أنا قلبك .......قلبك الذي يسكن بين أضلاعك ...
.................................................. .................................................. .............
وفتحت سايا عيناها بخوف ونهضت جالسة على السرير .
كرستين تلتفت لسايا : هل استيقظتي ؟؟؟؟
سايا (تفكر بشرود ) : لقد حلمت حلماً غريباً ...
كرستين : لست في وقت يسمح لي بسماع أحلامك الغريبة لقد تأخرت .......إلى اللقاء سأذهب
ثم خرجت كرستين من المنزل ،، وفي المدرسة سايا تمشي في الممر والأطفال يلقون التحية عليها بينما تمشي وبينما هي كذلك التقت بالمدير .
المدير : يبدوا أنكي أصبحتي محبوبة بين الأطفال .
سايا تبتسم وتضع يدها خلف رأسها : لا تبالغ ...ليس جميعهم .
ويمر أحد الطفال بالقرب منهم .
الطفل : صباح الخير يا آنسة سايا صباح الخير يا أيه المدير .
المدير وسايا : صباح الخير ما هي توقعاتكم بالأحداث القادمة ؟؟؟
انتظروني ...:kesha:
__________________ صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " . فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني . ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!! كم كانت موجعة .
.. "أميرةالانمي": . |