فضل الله المجاهد ين باموالهم وانفسهم على القاعد ين درجة
بقلم : الدكتور غالب الفريجات الاسلام دين جهاد ، والجهاد عبادة ، بدأ به الاسلا م ولن ينتهي الا به ، حتى يوم الدين _ يوم القيامة _ ، والعرب اصحاب الرسالة الاولى وتلاميذها ومعلميها ، منهم رسول الله (صلعم) وفيهم كتاب الله القرآن ولغتهم لغة اهل الجنة ، كانت العقيدة العسكرية في صميم حياتهم ، والرجل يقاس بفروسيته ، فقد قال رسول الجهاد علموا اولا د كم الفروسية وركوب الخيل ، صد ق هذا النبي العربي الامين . بدات الرسالة بجهاد النفس على الصبر وتحمل الاذى في سبيل العقيدة والمبدأ ، وتطورت حياة المسلمين عندما اشتد ساعدهم وقويت عزيمتهم الى مواجهة اعدائهم في ساحات المعا رك ، فكانت بدر ، وأحد........الخ وكان المسلمون يتسابقون شيبا وشبابا نساء ورجالا في صفوف الجهاد لان الايمان كان يغمر قلوبهم ، وفتح الاسلام ابواب الجهاد ، فكان الجهاد بالنفس و بالمال ، وكما اصبح الجهاد بالكلمة مصداقا لقول رسولنا الكريم _ ان من اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر _ ، فهكذا لم يترك الاسلام لمسلم ان يتحلل من مسؤولية الجهاد ، خاصة اذا كانت بلاد المسلمين تتعرض لعد ان من اعداء المسلمين ، ولغزو ممن استهانوا بالمسلمين وارادوا لهم الذل والعار. في الوضع الذي نعيش فيه ليس هناك ظرف او حال اسوا مما نحن فيه ، ارض العروبة والاسلام محتلة بشكل خاص ، والعرب يملئ ضجعهم الدنيا كطنين الذباب دون فعل يرتجى ، حيث الارض محتلة والاعراض منتهكة ، والخيرات منهوبة والحياة في مذلة ومسكنة ، والقادة منهم مرتعدة فرائصهم من الخوف على ملك زائل ، وهم الذين صنعوا هذه الهياكل الهزيلة عندما تخلوا عن شعوبهم ، وعن عقيد تهم ، فالقائد هومن يؤمن بعزيمة جنده، وهو من يملك سياسة واستراتيجية تذهب به الى تحقيق الهدف الذي يود تحقيقه ، فالجهاد اغلقت ابوابه كحقيقة واستراتيجية للوصول الى الهدف والاداة _ جنود الجيش _ وهم الشعب سلطت عليهم كل انواع القهر والذ ل والظلم ، فلم يعد المرء يشعر بالانتماء لهذا الوطن الذي يعيش فيه ، حتى يتوجه الى الدفاع عنه ، والعقيدة لم تعد هي حياة الانسان في حله وترحاله ، في صبحه ومسائه ، بل اصبحت اما مسألة تخلف في نظر البعض او تمارين رياضية عند البعض الآخر، خالية من معانيها وما ترمي اليه ، وهي لدى فئة قليلة جدا تعني ان مفهومها لا يستقيم الا في ظلال السيوف ومحاربة الاعداء حتى يستقيم الامر لله وعباده المؤمنين . المقاتلون ، المجاهد ون ، الفدائيون ، هم سد نة الامة واولياء امورها ، وهم المؤمنون حقا والقاد رون على تمثيل الامة عند ما تكون الامة امة جهاد ، وعند ما ياخذ الاسلام حقه من نفوس مريد ية ، وعند ما يتابط المسلم سلاحه ليدافع عن وطن وعرض وكرا مة ، والا ما كانت كل هذه الجموع التي تاوم المساجد والامة على حالها الا ان الاسلام لم يتوطن في النفوس ، وان الرياء والكذ ب والنفاق حتى في اداء الفريضة تغطى على القلوب وتغشى النفوس فوهنت نفوسنا وضعفت عزائمنا وخارت قوانا ، واصبحنا نخلق الاعذار الواحدة تلوى الاخرى ، مرة الخوف على الرزق واخرى خوفا على الحياة وما علموا ان الاعمار والارزاق هي بيد الله ولا شان لغير االله فيما يصيب الانسان من رزق وحياة ، فالجبن لن يطيل العمر ، والسكوت عن كلمة حق عند سلطان جائر لن تطيل العمر او تزيد من الرزق ، وكذ لك هو الجهاد في سبيل الله فالشهادة لن تكون الا لمن يريدها الله له من عباده المجاهدين ، وكلنا يعرف معرفة حقيقية قصة سيد نا خالد بن الوليد الذي خاض معارك الاسلام ، وما في جسده شبر الا وفيه ضربة من سيف او طعنة من رمح ، وكان يتمنى الشهادة ليلحق بركب الشهداء ، ولكن الله ما اراد له ذلك . على ارض فلسطين و ارض العراق فتيان آمنوا بالله وامتشقوا سلاحهم ليدافعوا عن الامة وليكونوا طليعة هذه الامة في العودة بها الى ينبوع الحق ، ينبوع الجهاد ، الى العودة بد ين الجهاد الى حقيقة هذا الد ين انه د ين عمل وجهاد ، وليس د ين صوامع وحركات رياضية يروح بها الانسان عن نفسه ، فقد قيل بالجهاد كثير وهو باب من ابواب الجنة ، وهذا الشهيد الاكر م منا جميعا له منزلة كثير من ابناء امتنا لا يفهمها ولا يعرف معناها لان الجهاد في عصر الردة ، هو ا رهاب ، والارهاب هو سياسة الحمقى والاشرار فهذا هو القاموس الامبريالي الامريكي والصهيوني ، في الوقت الذي يسمح هؤلاء لانفسهم بالقتل والتد مير لشعوب الارض وفي مقد متهم العرب والمسلمين ، كما يجري على ارض فلسطين والعراق . فضل الله المجاهد ين بانفسهم واموالهم على القاعد ين درجة ، نعم لا يستوي من يبذ ل د مه ونفسه في سبيل الله ، في سبيل الوطن ، الارض والعرض والنفس ، مع اولئك القاعد ين عن اداء فريضة الجهاد ، فهي فريضة عين على كل مسلم ومسلمة عند ما تحتل الارض وتنتهك العرض ، وتقتل النفس البشرية التي كرمها الله والجهاد غير مقتصر على النفس ، فالمجاهد ون لد يهم احتياجات القتال ومعدات المعركة بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والعسكرية والاعلامية ... الخ وهذه تحتاج الى من ينفق عليها ، بالاضافة الى حاجة اهل المجاهد وتقديم العون والدعم والمساندة الماد ية والمعنوية ، لذا فالجهاد بالمال لا يقل عن الجهاد بالنفس خاصة اذا كانت هذه النفس غير قاد رة على اداء الواجب لان الجهاد بالنفس اعلى د رجات الجهاد في سبيل الله المقاومة على ارض فلسطبن ، وانتفاضة اطفال الحجارة ، والمقاومة على ارض العراق ، والبطولات التي تسجلها هذه المقاومة كل يوم في صفوف الصهاينة والامريكان ، تحتاج الى دعم ومساندة ، دعم بالمال والاعلام ، تحتاج الى ان تكون المقاومة ديد ن كل اسرة في حديثها ، والى تخطيط في سبيل الوقوف خلفها بكل ما تملك الامة ، فالامة غنية بكل شيء وهي قاد رة على ان تقد م كل سبل الصمود لايصال هؤلاء الابطال الى تحقيق النصر ، الذي هو نصرنا جميعا ، لان العد و ، هو عد ونا جميعا ، فالامبريالية الامريكية ، والصهيونية العالمية لا يهمها الا القضاء على امتنا وتمزيق شملها ونهب خيراتها ، لان هذه الامة هي التي اراد الله لها ان تضيء شمعة الحياة في ظلام المعمورة الدامس ، فهم يريد ون ان يطفئوا نور الله ، لانهم اعداء الله واعداء البشرية ، والا ما كانت هذه الاعمال البربرية في حق شعبنا على ارض فلسطين والعراق ، وما كانت هذه البوارج البحرية تمخر عباب البحار من حولنا ، وما كان النهب الاستعماري المستمر لثروتنا ، حتى يتمكن هؤلاء من ان يحققوا اهدافهم ومراميهم الخبيثة في حقتا وحق مبادئنا ، وعلى مر التاريخ كان هذا الحقد الصليبي واليهودي لارض العرب والمسلمين ، ونحن غافلون وفي احيان كثيرة نحن اد وات هذاالحقد ومنفذ يه ليحقق الاهداف الشريرة للامبريالية والصهيونية ، وقد اصاب العرب والمسلمون من انفسهم اكثر مما اصابهم من اعدائهم ، واليوم نرى ان نظامنا الرسمي على الصعيد ين العربي والاسلامي اداة في يد هؤلاء الاشرار ، ينفذ لهم ما ما يريد ون في حق هذه الشعوب التي فقد ت الد ين والد نيا . فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم ، وجعل الشهداء الاكرم منا جميعا في منزلة الانبياء والرسل والمصلحين ، فالرسالة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ، فلماذا لا نفهمها ولا نعمل بها ، ولماذا لا نسير على هدي عقيد تنا ، وهي التي جاءت لنا بالحق وفتحت الابواب جميعها مشرعة امام طريق الحق والصواب ، فالحق والصواب في الاتجاه نحو ابواب الجنة ، وبابها الحقيقي في مثل حالتنا هو باب الجهاد ، ومن لم تكن نفسه قاد رة على الجهاد بالنفس فالجهاد بالمال لابطال المقاومة والجهاد ، ومن يكن قاد را على ذلك فعليه ان يباد ر ومن لا يملك مالا يملك كلمة حق ، ورسالة تقد ير، واعتزاز مكانة ورفع معنوية لهؤلاء الابطال، انهم ابطال الحق والحقيقة ، فالعد و على ارض فلسطين وارض العراق ترتعد فرائصه ويخسر ا لكثير في رجاله ومعنوياته امام صمود ابطالنا وضرباتهم ونحن قاعد ون . القعود عن الجهاد هو خيانة للامة ولعقيد تها و لمبادئ الحياة فيها لان الامة لا يمكن ان تنهض وتتجدد الا بالجهاد ، ولا يمكن لها ان تكون في مستوى الامم التي تستحق الحياة الا بالجهاد ، فكيف اذا كان هذا الجهاد امر رباني ود ستور اسلامي يامر عباده ومريد يه ومنتسبيه ان يسيروا على نهجه وطريقه ، واي مكان للعرب خاصة وللمسلمين عامة اذا تركوا الجهاد والاعداء يتربصون بهم ، فاذا اراد العرب والمسلمون تجارة رابحة في الد نيا والآخرة فما عليهم الا بالجهاد ، عند ما يملكون نصر النفس ونصر الله ، لان الانتصار على النفس في الاخذ بها نحو طريق الحق والصواب وطريق الجهاد وهو طريق الحق والصواب لعلاج ما اصاب الامة ، عند ئذ ن يصلون الى نصر الله ، وعندها يحققون قول البارئ عز وجل ((ان ينصركم الله فلا غالب لكم )) ، وبنصر الله يملكون الدارين ، دار الدنيا ودار الآخرة . ان الله ناصر لعباده المسلمين ولكن هذا النصر مرهون بالعمل على تحقيقه ولا يتم ذ لك من خلال القعود والعمل بالاتجاه الذي لا يخد م مصلحة الامة او تنفيذ مخططات اعدائها ، فالعملاء والجواسيس والخونة ليسوا من هذه الامة وهم في مصاف اعدائها ، فالجهاد في اعداء الامة ، وكل من يقف ويتخند ق بخند قهم وبشكل خاص في ساحتي الصراع مع العد و بشكل مباشر على ارض فلسطين والعراق .