عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-08-2006, 09:34 PM
 
تــقــــوى ضــرتــين


[grade=00008B 00008B 00008B]

كان ببغداد رجل بزاز (يبيع البز أي الثياب) له ثروة، فبينا هو في حانوته أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئاً تشتريه. فبينما هي تحادثه كشفت وجهها في خلال ذلك فتحير وقال : قد والله تحيرت مما رأيت

فقالت : ماجئت لأشتري شيئاً، إنما لي أيام أتردد إلي السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه، وقد وقعت أنت بقلبي ولي مال فهل لك في التزوج بي ؟


فقل لها : لي ابنة عم وهي زوجتي وقد عاهدتها ألا أغيرها ولي منها ولد

فقالت : قد رضيت أن تجئ إلي في الأسبوع نوبتين

فرضي، وقام معها فعقد العقد، ومضي إلي منزلها فدخل بها

ثم ذهب إلي منزله فقال لزوجته : إن بعض أصدقائي قد سألني أن أكون الليلة عنده

ومضي فبات عندها وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها، فبقي على هذا ثمانية أشهر .فأنكرت ابنه عمه أحواله فقالت لجارية لها : إذا خرج فانظري أين يمضي ؟

فتبعته الجارية، وهو لا يدري،إلى أن دخل بيت تلك المرأة فجاءت الجارية إلي الجيران فسألتهم : لمن هذه الدار ؟

فقالو لصبية قد تزوجت برجل تاجر بزاز . فعادت إلي سيدتها فأخبرتها فقالت لها : إياك أن يعلم بهذا أحد

ولم تظهر لزوجها شيئاً

فأقام الرجل تمام السنة ثم مرض ومات، وخلف ثمانية آلاف دينار فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلي ما يستحقه الولد من التركة وهو سبعة آلاف دينار فأفردتها، وقسمت الألف الباقية نصفين وتركت النصف في كيس. وقالت للجارية :خذي هذا الكيس واذهبي إلي بيت المرأة وأعلميها أن الرجل مات وقد خلف ثمانية آلاف دينار وقد أخذ الابن سبعة آلاف بحقه وبقيت ألف فقسمتها بيني وبينك وهذا حقك. وسلميه إليها.


فمضت الجارية فطرقت عليها الباب ودخلت وأخبرتها خبر الرجل، وحدثتها بموته وأعلمتها الحال، فبكت وفتحت صندوقها وأخرجت منه رقعة وقالت للجارية :

عودي إلي سيدتك وسلمي عليها عني وأعلميها أن الرجل طلقني وكتب لي براءة وردي عليها هذا المال فإني ما أستحق في تركته شيئاً



فرجعت الجارية فأخبرتها بهذا الحديث





[/grade]