الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
إخوة الحق و الإيمان : " السنة شجرة ، والشهور فروعها ، و الأيام أغصانها ، والساعات أوراقها ، و الأنفاس ثمرها ، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمره شجرة طيبة " .
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، و شبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك )) صححه الألباني .
و لنتعظ بقوله صلى الله عليه وسلم : (( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )) .
ومن كلمات الحسن البصري رحمه الله : " ما من يوم ينشق فجره إلا نادى مناد من قبل الحق : يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة " .
و قال أبو الدرداء رضي الله عنه : " ابن آدم : إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك "
إخوة الحق و الإيمان : ومن المؤسف أيضا أننا لا نبالي بإضاعة أوقاتنا سدى بل نضم إليها جريمة السطو على أوقات الآخرين وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ )) الشيخان .
ومن استغلال الإسلام للوقت بأفضل الوسائل حثه على مداومة العمل و إن كان قليلا وكراهيته للكثير المنقطع ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا ، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام و إن قل )) الشيخان .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من بني أسد ، فقال من هذه ؟ قلت : فلانة ، لا تنام الليل ، فقال : مه ، عليكم من الأعمال ما تطيقون ، وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه )) مسلم .
فلنتق الله عباد الله ، و لنعد العدة للقاء الله ، و لنحذر التسويف فإن الموت يأتي بغتة .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها ، و خير أعمارنا أواخرها ، و خير أيامنا يوم لقائك ، اللهم وفقنا لشغل أوقاتنا و أعمارنا بطاعتك ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين ، فاستغفروه يغفر لكم و توبوا إليه يتب عليكم
وصلوا وسلموا على نبي الرحمة والهدى كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال سبحانه: (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما ))[الأحزاب:56].
اللهم صلّ وسلم وبارك على إمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين يا رب العالمين!
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم وفق المسلمين قاطبةً إلى ما تحب وترضى يا رب العالمين!
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك، اللهم وفق المسلمين قادة وشعوبا، علماء وعامة، شبابا وشيبا، رجالا ونساء إلى العودة الصادقة إلى دينك القويم يا رب العالمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون.