عن القاسم بن محمد قال :
كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي : بأي شيء
فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة : إن كان
يصلي فإنا لنصلي ، ولئن كان يصوم فإنا لنصوم ، وإن
كان يغزو فإنا لنغزو ، وإن كان يحج فإنا لنحج ؟ قال : فكنا
في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت ؛ إذ طفئ السراج ،
فقام بعضنا فأخذ السراج وخرج يستصبح ، فمكث هنيهة ،
ثم جاء بالسراج ، فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع ،
فقلت في نفسي : بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا ،
ولعله حين فقد السراج فصار إلى الظلمة ذكر القيامة .