توالت الايام خلف بعضها البعض ولم يتقابل احدهما مع الاخر او يرى كلاهما الاخر .. كانا يمران بجانب بعضهما ولكن لا يلاحظ احدهما الاخر فهو يكون مشغولا بلاستماع الى الموسيقى التى تنسيه همومه لوهلة من الوقت او يكون تائها فى افكاره او يكون مندمجا فى قراءة كتاب ما ... وهى تكون مع صديقاتها بروحها وعقلها وجسدها فلاتنتبه له على الاطلاق لا اعلم لماذا .. لعلها المصادفة او الحظ ولكن لا اظنهما السبب على الاطلاق ... اظنه القدر لايرغب فى ان يلقيا بعضهما الان لعله يحتفظ لهما بلقاء نادر وفريدا من نوعه .
الثوانى اصبحت دقائق والدقائق اصبحت ساعات والساعات اصبحت ليالى والليالى اصبحت ايام والايام غدت اسابيع ... مالذى يرغب فيه القدر وماذا ينتظر .. من يدرى .. لعله انا ولكنى اتثاقل عليكم قليلا .
كان يوما كبقية الايام .. نهضت كالعادة نظفت اسنانها بالفرشاة ثم اخذت حماما سريعا ولعلها تعلم ان المجهود والوقت الاكبر سياخذه شعرها فى تجفيفه وتمشيطه وبالفعل بعد عشرين دقيقة من اللف حول نفسها بالمشط والفرشاة والشرائط االوردية تمكنت اخيرا من تمشيطه وتسويته كما تريد .. كان منسدلا على طول ظهرها والشرائط قد عملت عملها فى شده وتقصيره ولو قليلا وقد تماثلت اجزاء منها على طول شعرها تتمايل مع خصلاته وارتدت ملابسس المدرسة بحذر وحذائها المعتاد الذى يريحها ويسهل عليها الحركة كليا .. كانت امورها جيدة فى المدرسة عدا نظرات الفتيات الحاقدة اليها التى لا تلقى هى اليها بالا وطبعا نظرات الفتيان التى لا تطيقها .. ولعلها لم تكن منتبهة على ما يدور فى المنزل من خلفها والسبب فى ذلك يرجع الى قضائها معظم الوقت بل الوقت كله مع اصدقائها فى مشاهدم المدينة والتجول والتسوق والضحك واللعب المستمر والكلام الدائم الذى لا مثيل له .. ورغم تجوالها هذا سيفاجئكم انها حتى الان لم تحفظ الطريق جيدا الى منزلها بل ما زالت تخطأ وتضيع .. ولكن على اى حال يبدو ان الامر الذى يدور فى منزلها متعمد اخفائه عنها .. اليوم خرجت كالعادة قابلت اصدقائها كالعادة ( الذين يستيقظون باكرا منهم وياتون لمقابلتها ) وتذهب معهم الى المدرسة ( ما المتاخرون منهم فتقابلهم فى ساحة المدرسة ) ..
مر اليوم كاى يوم وكالعادة لم يقابل بطلانا بعضهما البعض اما بالنسبة لاصدقاء ابطلانا فكان الامر معهم يسير ببطأ غريب كأنهم ينتظرون امرا او شيئا يشعل الحماسة والحب والشوق فيما بينهم ولكن البداية بينهم كانت نظرات لا يلاحظها الاخر او من حوله .
ديانا تفكر فى ذلك الفتى ذى الشعر البنى والعيون العسلية وهالة الدفء الغريبة التى كانت تحيطبها وهو يضمها مخففا عنخت والذى اخرجها من مشكلتها مع انيا التى كانت هى السبب فيها .... ومارك يخفى نفسه عن ديانا فهو الان مصدوم من مشاعره نحوها وضمه لها وليس مستعد لحب جديد يطرق ابوابه ولكنه حاليا يقنع نفسه ان ما فعله كان شفقة على حالها وليس حبا لها ويحاول ان يزيف مشاعره نحوها .
مارى تفكر باستمرار فى تصرف مايك ودفاعه المفاجىء عنها بالرغم من انهما اصبحا متنافسين وبالكاد يعرف كلاهما الاخر او يهتم احدهما بالاخر وتستغرب برودته وهدوئه معها الذى ينكر دفاعه عنها ويثبت حدة وشدة المنافسة بينهما .... مايك يبرد اعصابه بقدر ما يستطيع حين بينه تقابل بين مارى فى شتر الظروف ، يظن هكذا انه يحميها من نفسه ومن مشاكله المستمرة فى اسرته ومع عائلته ولكنه لا يعلم ان برودته المصطنعة معها تزيد حيرة مارى ورغبتها فى معرفة السر خلف دفاعه عنها وبرودته معها .
ديما مازالت كما هى مجنونة بمقالبها ولا تتوقف عن ايذاء الاخرين بتجربة المقالب بهم وطبعا انيا هى اول اولئك الاخرين هى والفتيات وايضا لا توانى عن تنفيذ ما يدور فى بالها من مخططات جهنمية والفتيان من حولها واللذين يكنون لها اعجابا خفيا بجمالها ومقالبها المرحة يخافون الاقتراب منها حتى لا يزعجوها وتبدأ هى فى الانتقام منهم ... ولؤى مازال حليفها وصديقها فى مقالبها ولكن حين تشتد المنافسة بينهما .. تبدأ فى عمل المقالب به لازعاجه كما يزعجها وهى لا تشعر بقوة المشاعر التى يكنها هو لها بل بالكاد تشعر هى بشىء نحوه وهذا ما يلاحظه لؤى ولكنه متهاون معها ولاياتى بردة فعل حاليا .. وديما تعامله كما تعامل اصدقائها عادة وتتحدث معه بعفوية ولا تتأثر فى وجوده على عكسه الذى يتأثربحضورها بشدة ولكنه يخفى تأثره ببراعه ..آه انه مثابر جدا.. اتمنى ان يتجاوز مشاعره لانه وكما يبدوا ديما لن تعتز مشاعرها له ابدا .. تمنوا له النجاح فى الوصول الى قلبها .
لورا تقابل جيك كثيرا فى السينما ويشاهدان الافلام سوية ثم يوصلها الى منزلها لان الوقت يكون متاخرا واحيانا يصر والد لورا على ان يدخل جيك ليقدم له شيئا ويستضيف عنده تعبيرا عن امتنانه الشديد لمرافقة لورا المجنونة بالافلام الى المنزل ولورا تكون ميتة من حرجها امامه وهو يتحجج ويقول انه مشغول او لديه عملا يقوم بع او سيزور صديقا له فيقول ساعوضها لكم مرة اخرى ويشكر والد لورا على كرمه ويذهب .. بينما لورا تصيح فى وجه والدها لانه يحرج جيك ويحرجها بتصرفه ذاك بينما والدها يغمز لها بعينه ويتركها خجله تستشيط غضبا وتشد فى شعرها من شدة الغيظ والاحراج .... اما جيك فاثناء عودته الى منزله تتراءى اليه صورة لورا وهى خجلة ومضطربة من دعوة والدها له وعيناها تضيقان بغيظ فيمشى يضحك بصمت دون وعى منه على منظرها والفتيات فى الشارع ينظرن له ويغمزن باعينهن ظنا منهم ان تلك الابتسامات الصامتة لهن وهو حين يلاحظ ذلك ينفجر ضاحكا بصوت عال ويسير فى الطريق غير مبالى بهن كانهن اشباح ويعود ليتذكر صورة لورا ومنظرها الذى لا يماثله منظر وهى متوترة ومرتبكة بشعرها الاخمر القصير وعيناها ذات اللون الفضى فيختلج فى قلبه شعور غريب ويعود للضحك مجددا دون وعى منه وعندما يعود الى منزله يكون فى حال غريبة من السعادة والبشاشة والى الان لايعرف لماذا وعندما تقابله اعين اخوته وامهبالتساؤلات يزيح بوجهه عنهم ويقول لا شىء على الاطلاق ويذهب الى غرفتهم بينما هم الشك والرغبة فى معرفة سبب تلك الحالة التى يكون فيها دائما بعد عودته من السينيما تمزق فضولهم بشدة .
ترتبك كلارا بشدة وذلك لرؤيتها المستمرة لزاك فى انحاء المدرسة فهى مازالت مضطربة ومتوترة من الحادث الغريب الذى جرى بينها وبينه فى (............) وذلك اثناء الاجازة الصيفية وزاك يرمقها بنظرات باردة وغاضبة تجعل جسدها يهتز من رأسها لاخمص قدمها وهى لا تفهم السبب خلف نظراته تلك ولا تعلم لما يكرها الى هذه الدرجة ..... اما زاك فهو مت}ثر جدا بما جرى معه وكلارا ويشعر بالمقت والازدراء الشديد منها لانها خدعته وكذبت عليه وينوى تلقينها درسا لن تنساه ابدا .. فماذا سيخدث مع كلارا ومعه؟ هذا مالا ندرى به تابعوا لتعرفوا . |