ورد عليها آلان ببرود :
ارجوك ابتعدى عن الموضوع , لقد كنتم مندفعين رأسا نحوي . لم يكن أمامى أية فرصة للهرب من طريقكم , سوف يكلف إصلاح اليخت غاليا , وأنت يا أشتون سوف تدفع .
فرد عليه بيتر أشتون بغضب :
- اسمع .. لقد تماديت كثيرا ! وعلى كل الاحوال الأضرار ليست جسيمة , مجرد بعض التحطيم فى الجانب وعلى السطح .
- السطح ! ذلك السطح الذى تتكلم عنه هو من النايلون الصافى , يا أشتون . ويجب ان يصب بواسطة مدفع صب خاص , وعندما أصل باليخت الى انكلترا يجب أن أسحبه الى البر وأعيد طلاءه بالنايلون .
كان حديثهما مسموعا من العديد من الموجودين فى قاعة الاستقبال في الفندق الكبير , ولاحظت نورما الوجوه التى التفتت لتحدق بالرجل الضخم الملتحى , الذى كان الغضب الشديد واضحا عليه , وهو يتحدث للمجموعة الصغيرة على طاولة فى الزاوية . وسألت سينثيا :
- كم سيكلف الإصلاح ؟
- يمكن لكم أن تشكروا حظكم الطيب لان ورشة والدي ستقوم بهذا العمل , فاليخت هو آخر تصميم له . ولكننا سنطالبكم فقط بالتكاليف , وستصل هذه إلى مبلغ ألفين أو ثلاثة آلاف جنيه .
وقال بيتر بوضوح :
- لن أدفع .. لا تستطيع ان تثبت أن ما حدث كان غلطتي ..
- بالطبع غلطتك .. عشرون من أصحاب اليخوت شاهدوك وأنت تصدمني يا أشتون .
- صحيح ؟ إذن عليك بإحضار كل هؤلاء إلى قاعة المحكمة يا آلان , فى لندن.
- إذن لن تعترف بمسؤوليتك عن الحادث ؟
وابتسمت سيثنيا وهي تلعق شفتيها :
- بالطبع لن يعترف , وسيكون أمامك عمل شاق لإثبات صحة ادعائك ضد بيتر يا سيد دي كلير . امامك كلمتك فقط أليس كذلك ؟ ونحن ستة سنقسم على العكس .
وساد صمت متوتر , ومرة أخرى خافت نورما أن يضرب آلان سان كلير بيتر , ولكن بجهد وضبط أعصاب , أبقى آلان يديه فوق الطاولة . وقال بصوت خافت ملئ بالشر :
- إذا الأفضل لك ان تتصل بمحاميك , لان مؤسسة سان كلير للإنشاءات البحرية سوف ترفع دعوي عليك .
وابتسم بيتر :
- افعل ما شئت !
ومرة أخرى شعرت نورما بحرارة الخجل ترتفع الى وجهها بسبب تصرفهم . ونظرت الى سيثنيا بمرارة . كما هم مصممون على إنقاذ انفسهم , وعلى حماية بعضهم البعض وكانوا سيتصرفون نفس التصرف لو أن البحار قتل , بدلا من أن تكون إصابته بليغة.
وقال آلان :
- اتساءل إذا كنت تعرف كم تسبب لي من مشاكل يا أشتون , فاليخت خارج لتوه من حوض البناء , أتعرف هذا ؟ حتى اننا لم نبعه بعد .
ونظر حوله فى الغرفة بعيني مريرتين وقال كأنما يحدث نفسه :
- لقد كنت اجرب اليخت لاول مرة . إنه مركب جديد وأنتم أيها الأثرياء الاغبياء صدمتموه بسفينتكم الحربية الصغيرة .
ووقف وأجال نظره فيهم وقال :
- سنلتقي ثانية يا آشتون . والآن على أن افتش عن بحار آخر كي اوصل اليخت الى انكلترا . والله وحده يعلم أين يمكن ان اجد واحدا فى هذا البلد .
- حسنا , أتمنى لك التوفيق يا آلان .. انا متأكد انك ستجد شخصا مناسبا .
وحدق آلان ببيتر الذى كان يضحك , ثم تفوه بكلمات بذئية واستدار على أعقابه . فقالت جولي بصوت جاف :
- حقا .. بعض الناس ليس عندهم تهذيب أبدا .
وأحست نورما بالاختناق فى حنجرتها , والتقطت حقيبتها , وخرجت وراء آلان , ولم يبال الاخرون بخروجها , لأنهم كانوا يضحكون لقيام سينثيا بتقليد غضب آلان , ولحقت نورما بآلان عند مدخل الفندق وأمسكت بذراعه , واستدار مستعدا للشجار وواجهت وجهه الغاضب بهدوء , فصاح بها :
- أنت ثانية ؟ ماذا تريدين منى بحق الشيطان ؟ لقد سئمت من سماعى للهجتكم المتكبرة .
- هل يختك ... متضرر جدا ؟
- يستطيع الابحار , مع أننى قد لا اجد أحدا يساعدنى فى الإبحار للخروج من هذه البلدة اللعينة .
- ألايمكن أن يبحر على يد شخص واحد ؟
- ليس هذا آمنا , انه بحاجة الى اثنين على الأقل , والافضل ثلاثة , على كل ماذا يهمك ؟
- اشعر بمسؤوليتي
- يجب عليك هذا
وتقدمت لتسير الى جانبه , ثم توقفا عند باب الفندق , وسألته :
- هل أنت مستعجل للعودة إلى بريطانيا ؟
- أجل ... مستعجل جدا . هناك مشتري ينتظر وصول اليخت في لندن . وهو مستعجل يريد أن يشترى اليخت للاشتراك به بسباق اليخوت عبر الأطلسي . وإذا لم أعد به الى لندن , واصلحه خلال اثني عشر يوما سوف يخسر والدي هذه الصفقة أمام اكبر منافسيه .
- لقد أفسد هذا الحادث عليك الكثير , أليس كذلك ؟
وقال آلان بحزن :
- لن يفسد علي اليخت هذا , بل عدم وجود بحارة .
- أنا أسفة , استطيع ان افهم بأنك تكرهني .. سأتركك بسلام .
فحدق بها للحظات وهي تستعد لتنصرف . ثم قال :
- هذا اليخت هو أفضل ما بناه والدي .
ولاحظت نورما بأنه تعب . يقاوم الإرهاق بكل قواه :
- تصميم مراكب متقدمة مثل هذا اليخت وبناؤها يكلف آلاف الجنيهات . ووالدي فى ضائقة مالية الآن . ومن المهم ان يحصل على صفقة مبيع فى وقت قريب , وإذا لم يباع اليخت ليظهر للمحترفين كيف يعمل فسيذهب سدي جهد الأشهر والسنين . أجل ... لقد دمر أصدقاؤك كل شئ .
- وماذا ستفعل ؟
هز كتفيه :
- ليس لدي أية فكرة , فى الوقت الراهن أحضر الترتيبات لسفر البحار المصاب إلى انكلترا حالما يسمح له الاطباء , وبعد ذلك سأنتظر هنا لأجد بديلا عنه .
وتأهب ليذهب , فسارعت للقول :
- آلان ..
وتوقف ..
- ماذا تريدين الآن ؟
- آلان .. إذا وجدت لك شخصا يستطيع الإبحار معك .. هل استطيع ان اتصل بك فى مكان ما ؟
- أجل .. تستطيعين الاتصال بي فى نادي اليخوت . اطلبي قبطان اليخت المصدوم فقط .
وهزت نورما رأسها وقالت :
- حظا سعيدا .
وراقبت جسده الطويل وهو يسير نحو الظلام فى الخارج , ووصلت إلى سمعها قهقهة بيتر أشتون عبر غرفة الاستقبال , الى حيث تقف . وكأنما الصوت صدم جسدها ووجدت نفسها تسير بسرعة بين الجموع على الرصيف وتفكيرها مشوش , مومباسا فى الليل مدينة مرحة مليئة بالألوان , عابقة بملايين العطور والأصوات . واشترت لنفسها " آيس كريم " وتابعت السير فى الشوارع , تتأمل فى واجهات المحلات . وأحست بالمرح والسعادة يملآن الجو , وتمنت لو أنها تستطيع الانضمام الى هذا الجو .
وجلست تحت قدمي تمثال لذكري الحرب , تتأمل الخليج المظلم والأضواء المنبعثة من المراكب . وكالعادة اتجهت افكارها نحو رالف كلارك , وشعرت بأن الحادثة التى جرت بعد ظهر هذا اليوم , مقدرا لها أن تزيد الخلاف بينهما وكانت تعلم أن رالف سيقف في صف بيتر, مهما كانت الوقائع , فرالف واصدقاؤه دائما مرتبطون ببعضهم البعض . انها قضية طبقية , فالناس أمثال رالف وبيتر يشكلون جماعة متراصة على حساب الآخرين , من أمثالها . وبدأت تكتشف أن عالم رالف ملئ بالأسلاك الشائكة غير المنظورة ورالف هو كما هو , ولن يتغير ليرضيها . فهل فقدت حبه لها ؟ وتساءلت برعدة عما إذا كان قد فقد هو حبها له .
على الأقل , هناك عزاء لها فى تفكيرها بالعودة إلى العمل . إذ تستطيع إلهاء نفسها في رسمها , وفى اعادة تنظيف واصلاح اللوحات الثمينة . كانت تسعد فى إعادة ترميم الاعمال الفنية الكبيرة التى يتلفها الزمن , لتصبح شيئا جميلا ومبهجا . فالرسم الزيتي كان اختصاصها , واسم نورما ليستر أصبح مشهورا فى عالم الفن , فبعد نجاحها فى ترميم اللوحات المشهورة " لروين " نشرت بعض المقالات فى الصحف حول عملها , وحتى انها أجرت بعض المقابلات التلفزيونية . وكان أحد المجانين قد مزق احدى اللوحات الثمينة بسكين , وطلب منها المعرض ان تفعل ما بوسعها لإصلاحها . واستغرقها ذلك شهر من العمل المضني , وعملت وكأنها جراح تجميل , ونجحت فى عملها حتى أدهشت الجمهور . ولكن بعد ذلك تلاشت شهرتها بالتدريج . وتمكنت فى النهاية من ترك العمل في المؤسسة الفنية لتفتح استوديو خاص بها حيث نجحت تماما فيه .منتديات ليلاس
والتقت برالف في منزل ذويه عندما كانت تتفحص مجموعة لوحات مائية جمعتها السيدة كلارك , ظانة أنها لوحات اًصلية .
وتنهدت نورما ووقفت تنفض ثوبها .. وعادت الى الفندق , إلى غرفتها . واستلقت على سريرها , وهي تشعر بالبؤس دون ان تعرف لماذا . واخذت تفكر بالوجوه على ظهر المركب , وجوه بشعة أنانية جبانة , كانت تعلم بأنهم اناس سطحيون , يستخدمون قناعا من التعاطف والسحر ليغطوا شخصياتهم غير المكتملة , ولكنها الآن تراهم بصورة أوضح , تراهم كأطفال فاسدين يستخدمون ثراءهم وامتيازاتهم , ليشقوا طريقا لا رحمة فيه على حساب حياة الناس الآخرين .وبدافع فجائي , التقطت الهاتف لتطلب من عاملة السنترال إعطاءها الخط الدولي . ثم طلبت رقم هاتف رالف في لندن . وعندما سمعت صوته , علمت بأنها اتصلت به في وقت غير مناسب , فقد كان صوته متوترا وظاهر عليه نبرة السكر , مع عدائية ظاهرة .- رالف ... هذه أنا .- أهلا .. أنت .. كيف حال كينيا ؟وتنهدت , إذ لم تعد راغبة فى الكلام معه , وخاصة عندما يكون سكرانا , ولكنها قالت :- أردت سماع صوتك .. لن أزعجك .- كلام سخيف .. ما آخر الأخبار ؟وترددت , ثم أخبرته عن الحادثة , واستمع اليها بصمت , ثم سألها بعدائية :- إذا ؟ ماذا كنت تنتظرين من بيتر أن يفعل ؟فتنهدت , وهي في الحقيقة لا ترغب في مناقشة الامر معه .- حسنا . كان عليه الاعتراف بخطئه , كبداية , ولكان هذا اكثر تهذيبا ..- منذ متى انت خبيرة بالتهذيب ؟وحاولت ان تتجاهل ملاحظته , فقالت :- على كل حال , هو مدين لآلان بتكاليف الإصلاح .ورد عليها رالف بحدة :- فهمت .. أنت إذا خبيرة بالقانون ايضا . أليس كذلك ؟وقالت بهدوء :- قد لا اعرف شيئا عن القانون , ولكننى اعرف اشياء كثيرة عن الابحار , وبيتر كان مخطئا , لا .. بل أسوا . لقد كان مهملا بشكل إجرامي , وكان ثملا .- قبل أن ترمى الاتهامات جزافا , تذكري ان بيتر منحك رحلة مجانية يا نورما , فلا تعضي اليد التى تطعمك يا فتاة .- استطيع دفع مصاريفي الخاصة , وانت تعلم اننى كنت افضل السفر بالطائرة , لم اكن ارغب فى السفر معه . اما بالنسبة له فكان يمكن ان يقتل آلان !- آلان ؟ يبدو أنكما على وفاق تام , كائنا من يكون ؟- على الاقل هو مهذب , لقد انقذ حياتي في " سيرنجيتي " إذا كنت تريد ان تعرف .- حقا ! اخبريني .واخبرته القصة باختصار , وضحك :- هاه .. يبدو لي انك وقعت في حب هذا المقال فى الاخلاق يا عزيزتي , ألست كذلك ؟- أنت ثمل يا رالف . ولا اظن اننى سأتكلم معك بالمزيد .- انتظري ..وسار صمت طويل , وعندما عاد الى الكلام , كان فى صوته رنة غريبة حيرتها :- نورما , يا فتاتى .. هل قال لك أحد شيئا عني ؟- طوال الوقت , كنت الأول دائما فى لائحة الحديث . لماذا ؟- اوه ... حسنا لا شئ .- رالف .. ما الأمر ؟- حسنا , كنت اتساءل ما إذا كان لديك .. ولكني لا .. لاشئ .- انت تغيظني يا رالف . إلى ماذا تشير ؟ هل هناك ما يقلقك أنت .لابد ان هناك شئ ما فى ذهنه , وهي تعرف هذا . وكان يحاول استدراجها للاستعلام عنه .. انها لعبة قديمة تعرفها عنه .- بالطبع انا منزعجة يا رالف . انا منزعجة حول الحادثة , واخاف من فكرة السفر معهم في المركب .- لماذا يا نورما ؟ هل .. حدث شئ آخر ؟وكان هناك توتر غريب في صوته , فقطبت جبينها وقالت بهدوء:- إلى ماذا ترمي ؟- ألم يقل لك أحد شيئا إذا ؟- حول ماذا ؟وضحك بصوت غريب جعلها تجفل :- أوه .. أنت تعرفين .. الناس تتحدث بالإشاعات .. اليس كذلك ؟- ولماذا يشيعون عنك شيئا ؟- لست ادري . إنها مجرد فكرة يا نورما , فى حال حاول احدهم التحدث عني وعن جولي ..- جولي ؟ وأنت ؟ ما هي هذه الإشاعات ؟- هل تحاولين إثارتي ؟كان صوته لايزال متوترا , وادركت نورما لسبب ما , انه يظن انها علمت شيئا . شيئا حوله وحول جولي ..- رالف .. هل حدث بينك وبين جولي أي جدال ؟- لايعد ما جري جدالا يا فتاتي .. اسمعي ... كان هذا مجرد صدفة !بدأ الامر عند قضائنا نهاية أسبوع فى اسكتلندا , عندما كنت تظنين اننا ذهبنا لرؤية سباق الخيل .. لايجب ان تتظاهري . ذلك الوغد سيلك كان دائما يغارعلي جولي مني . ولابد أنه هو من أوصل الخبر لك .. كي ينتقم مني .. ماذا قال لك بالضبط ؟- رالف . منذ متى كانت هذه العلاقة مستمرة ؟- قلت لك , منذ ذهابنا إلى استكلندا , ربما منذ سنة الآن .- وهل كنتما .. تتعاشران ؟- لاتكوني طفلة هكذا . بالطبع كنا نتعاشر . نورما ؟ أنت وأنا .. لم نكن نفعل شيئا كهذا . والرجل يجب ان يمرح قليلا فى حياته .- أنت لا تعرف شيئا سوى المرح .. لقد كنا على وشك الزواج!- ولا زلنا سنتزوج .. إذا رغبت فى هذا .- إذا رغبت ؟- أعتقد انك جربت نفسك مع سان كلير , لتستطيعي استرجاعي . ليس عليك ان تفعلي هذا يا نورما ..- استرجعك ؟ انت تتحدث كالأطفال .- اتعنين .. انه لم يحدث شئ .. لم تمنحيه نفسك ؟- وهل هذا ما تظنه بي ؟- ليس بعيدا عليك أن تفعلى هذا , أنت احيانا كالقطة المتوحشة ..- فى الواقع .. آلان عشيقى ! وسأسافر معه على متن يخته !وقال بهدوء , وبلهجة منتصرة :- وهل أستطيع أن أفهم من هذا ، ان كل شئ بيننا انتهى ؟وقالت بصوت مرتجف :- رالف .... لقد خططت لكل هذه المحادثة .. أليس كذلك ؟ أردتنى أن أعرف ! كنت تموت شوقا لتخبرنى عن علاقتك بجولى ...وقاطعها رالف ن واستطاعت سماع الذنب فى صوته :- تمالكى نفسك .- إذا كنت تريد التخلص من علاقتنا ، فلماذا لم تقل لى هذا بصراحة . لم يكن يجب عليك أن تنتظر طويلا !- اسمعى يا نورما .. ليس من التعقل أن تتصرفى كطفلة ..وأقفلت السماعة ، ودفنت رأسها بين يديها ، وانفجرت بالبكاء .عندما استعادت ربأطة جأشها ، عادت إلى التقاط الهاتف ثانية .. وتفكيرها مضطرب . هل سيقبل بها آلان على يخته ؟منتديات ليلاس
ربما لا . وبدأت تتكون فى ذهنها خطة مجنونة . وطلبت السنترال وطلبت منه الاتثال بنادى يخوت مومباسا ، وجاءها صوت آلان جافا وباردا .- نعم ؟- أظن أننى وجدت لك من يرافقك ، متى تريد مغادرة مومباسا ؟- فى أسرع وقت ممكن ، بالطبع . هناك مد فى البحر عند الثالثة صباحا . وأستطيع أن أبحر عندها . لماذا ؟وقفز قلبها ، الثالثة صباحا ! وفكرت بآلان ، هل تستطيع أن تخدع هذا الرجل ؟ وانقبضت معدتها ، ربما تستطيع خداعه لساعات قليلة :- هناك شاب التقيت به ، تلميذ ، كما أظن . وذكر انه يفتش عن طريقة للسفر إلى وطنه . لقد سرق كل ماله ...- حسنا من هو ؟ ما اسمه ؟- أوه .... طونى ... ربما طومى .... لا أذكر تماما .- لا يهم .. اتعلمين أين أجده ؟- أجل .- أين ؟- حسنا ، لقد قال إنه سيسهر الليلة ، ولست أدرى أين .. أتريد أن أتصل به عندما يعود ؟- لا .. سأتكلم معه أنا . أين يقيم ؟- لا أعرف أين يقيم . انظر .. سأراه عندما يعود ، وأرسله إليك فى اليخت .. هل ينفع هذا ؟- أعتقد هذا .. انظرى ، هذا الشاب اليس مصدر مشاكل ؟ مخدرات ، أو شئ من هذا ؟- أوه .. لا . لاشئ من هذا النوع أبدا .- وكيف تعرفين .وقالت بحزم :- إنه لا يبدو من هذا الصنف . ولكننى أعرف أنه تواق جدا للحصول على طريقة سفر للعودة إلى وطنه .- إذا .. أبلغيه أننى سأدفع له الأجر المتعارف عليه . وحاولى أن ترسليه إلى اليخت بأسرع وقت ممكن .. اوكى ؟- أوكى ...- إذا وصل عندى قبل الثالثة ، سنبحر فى الحال .. هل فهمت ؟- ساقول له .وقال آلان بصوت أقل عدائية الآن :- اسمعى .. لقد نسيت إسمك .- نورما ليستر .- صحيح ، لقد سمعتهم ينادونك نورما . إذا استطعت إرساله إلى اليخت الليلة ، سأكون سعيدا جدا .- سأفعل نا بوسعى .- أجل .. حسنا .. انا آسف إذا كنت جافا معك .- أتفهم هذا . سأذهب لأفتش عنه الآن .وودعته ، وأقفلت الهاتف . ثم ركضت خارجة لتنزل فى المصعد . وهى تعد ما لديها من مال . هل ستستطيع ان تذهب إلى اليخت ؟ سيكون ظلاما فى الخارج ، وهذا من مصلحتها . والخداع لن يستمر أكثر من ساعات . وما إن يصبحا فى عرض البحر ، لن يستطيع ان يعود ثانية .وجدت صيدلية مفتوحة فى الشارع التالى ، وأخذت سلة وبدأت تفتش عن ما ستحتاج إليه . مقص ، صباغ شعر ، أسبرين ، بعض مستحضرات التجميل ، اقراص لدوار البحر ، قد تحتاج فى اليخت الكبير ... بعض الصمغ ...وعادت إلى الفندق وهى تحمل مشترياتها ، وفى المصعد ، نظرت إلى ساعتها لتجد أنها العاشرة والنصف . فهمست " اللعنة " لم يعد أمامها الكثير من الوقت !
( نهاية الفصل الثاني )
__________________ سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~ |