عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 06-16-2012, 05:43 PM
 
لست جاريتك!


ونهضت نورما عن فجر اليوم التالى,ونفضت الغطاء عنها, ثم سارت نحو النافذة لتنظر الى الخارج.كان البحر الممتد امامها كالفضة،هادىء وساكنوكانة بركة.وكانت (ميليسا) تبحر فى البحر الاحمر مثل طائر البطريق ،
يجرفها الريح.وكل شىء من حولها صامت،وارتدت نورما البيكينى، وغسلت وجهها ،ونظرت الى شعرها فى المرآه,وتذكرت اصابع آلان وهى تمر من خلالة,وصدمتها هذه الذكرى.. ماذا يحدث لها؟ وفكرت برد فعلها ليلة امس بين ذراعية,وطغت عليها موجة من الخجل.. يا الهى!لقد كانت على وشك فقدان السيطرة على نفسها ,
غير قادرة على التوقف عن الاستجابة له.
واسرعت بالخروج الى السطح ,كى تتمتع باخر نسمات باردة للفجر.
كانت الشمس قد بدأت تعلو ككرة ملتهبة على طول خط المشرقالرفيع، ذلك الخط الذى عرفت انة العربية السعودية.وتنهدت,ومالت على الحاجز فوق السطح ,وتأملت فى المياه المتسارعة المزبدة امام مقدمة اليخت.. الامس كان يوما شاقا,صوت رالف عبر الراديو استطاع ان يصدمها اكثر مماتصورت ,
ما بينهما من المؤكدانه وصل لنهايتة.
واخذت تفرك الحاجز النحاسى امامها محاولة ان تحدد بعض اسباب الالم فى قلبها.ومن حقها ان ترتبك لتطور الاحداث .ولكنها مع ذلك لم تكن مرتبكة,فهى اصبحت غير هيابة؟
وماذا عن الآن سان كلير؟
هل اصبح قادرا على تحطيم دفاعاتها,وان يمتلك قلبها؟وكيف تكون هناك عاطفة فى قلبه طالما كل ما يريدة منها هو ..؟ هل ممكنان يكون هذا هو الحب؟ وبعثت الشمس الدفءفيها ,واستدارت لتنظر الى الطريق التى اجتازها اليخت خلفها. البحر كان خاليا وساكنا , صفحة سائلة من الذهب تحت اشعة الشمس,
ونظرت الى جسدها الذى لوحته اشعة الشمس خلال الايام الماضية.وتساءلت كيف ينظر اليها الآن ؟ الكلماتالتى قفزت الى ذهنها كانت بشعة .كل ما ما يشعر بة هو الرغبه فقط .وهى فى متناول يده ,وهذاكل شىء
فبل اى شىء ..يجب عليها ان لاتفكر عاطفيا ب آلان...
فهذا قد يكون خطرا. فهو سيمزق قلبها الى قطع صغيرة , اذا سمحت له بان يمتلكة ,انة ليس من النوعالذى يحب ولا حتى نورما ليستر الصغيرة البريئة .ومع ذلكفكم كان سهلا علية ان يذيبها بين ذراعيه ,كم كان سهلا جدا!ونظرت الى السماء الزرقاء من فوقها وهى تفكر بآلان.
- هل انت من عابدى الشمس؟
منتديات ليلاس

والتفتت لتراه يخرج من باب القيادة وكان يضع المنشفة على رائسه يخفف بها وجهه ثم رمى بالمنشفة وشهقت لقد حلق لحيته.
وقال لها:سيكون الطقس حارا جدا مع اللحية فى الايام القادمة
وحدقت به ,كان قد ترك سالفيه طويلين ولكن وجهه كان نظيفا.وجه جميل بشكل مذهل! وفمه يبتسم بسخرية امام دهشتها. وقالت متنهدة: انت جميل !
ولم تخرج منها الكلمات, وأدار وجهه وهو يبتسم ثم قال:
-ارجوك, لاتقفى هكذا وفمك مفتوح ,
انا اكيد بأننى لست مغريالهذه الدرجة.
وابعدت عينه عنة وحاولت ان تقلد الهدوء فى صوتة:
- لا...انت لست مغريا ابدا. هل تحب تناول الفطور؟ورد علها وهو يتجاهل سخريتها

نعم...ولكن اولا لنرفع مزيدا من الاشرعة. اريد ان استفيد من اى ريح قد تهب.
ورفعا الشراع الاضافى, واستجابت (ميليسا )بقوة غريبة فوق المياه.
ولم تستطع نورما رفع عينها عنة.
انة ليس من النوع المختال.متعجرف اجل , فخوربقوتةولياقت جسدة,فخور مثل جواد سباق,ولكن ليس مختالا بنفسة.ليس مختالابالطريقة التى كان بها رالف بوجهه الجميل كالفتيات,وكم يبدو رالف فارغا مقارنة بهذا الرجل!وتناولا الافطار بصمت.ولم يشر اى منهما لماحدث امس.
وسألتة نورما:كم يستغرقنا من وقت للدخول الى المتوسط؟
فهز كتفة وقال:يتوقف هذا على الريح وامور آخرى,
ولكن حوالى الاربع والعشرين الساعة تقريبا.
-فى وقت قصير كهذا؟
-اذا استمرت الريح هكذا فأننا نسير فى سرعة ممتازة.

ومسح ماتبقى من البيض بقطعة خبز واكلها.ثم نظر اليها متفرسا:
لستر..من اين انتم اصلا؟
فأبتسمت وردت علية:
جدى الاكبر كان تاجرا يونانيااسمة جورجيوس لستر اورس.
ولكن لم يستطع احد ان ينطق اسمة كاملا فتغير تدريجيا الى لستر.
وتطلع الى شعرها وبشرتها الذهبية ثم قال:
لا تبدين لى يونانية.
لا. فجدى كان له شعر اسود ،ولكن اجدادى الاخرون كان شعرهم اشقر.
ووالدتك؟

كان شعرها بلون شعرى.هكذا كان والدى يقول لى.
ربما..اطفالك سيكون لهم شعر اسود وبشرة سمراء

ربما.. سانت كلير اسم غير عادى,
من اين انت اصلا؟
اعتقد انة على اسم القديسة كلير. من مقاطعة فى فرنسا.
اعتقد ان عائلتك جاءت الى انجلترا مع الغزاه
لقد اتو عب ممر دوقر -كاليس. على الاقل والدى جاء من هذا الطريق.انه فرنسى الاصل
حقا.ووالدتك؟
كانت انجليزية التقت بوالدى اثناء الحرب.
كان من رجال المقاومة وكانت قاعدتة فى طولون,وعندما اطر للهرب من النازين .جاء الىالى لندن والتقى بوالدتى واحبها.وبعد انتهاء الحرب تزوجها.
لقد قال بيتر انة من ابرع مصممى المراكب فى اوروبا

وابتسم آلان وقال:سيسعد والدى لسماعه هذا.كان دائما متقدما زمنة بعشرين سنة.وعادتة تستغرق افكارة هذة المدة.وبعد ان اصبح فى الستينيات بدأت عبقريتة تصبح معروفه.
وأنت تصمم طائرات نفاسة للاثرياء.
اجل ..
لسبب ما انجذبت للطيران أ كثر من البحر.
منذثلاث سنوات اسست شركة((طيران كلير)) وقد كلفتنى ثروة طائلة ,ونحن الان ندفع ما تبقى علينا من الديون.ولكن فى السنة القادمة واذا اشترى الالمان احدى طائراتى الهيلوكوبترالمصممة لبوليس السير عندهم سنصبح فعلا فى مقدمة العاملين فى هذا المجال.
وانت آنسة لستر هل انت احد الاثرياء.
وشرحت له عملها فى ترميم اللوحات .ولدهشتها اهتم بالامر.
- لم اكن اعرف ان مثل هذا العمل قد يهمك
على العكس ..ما تفعلينة هام جدا ,
فالماضى ثمين ومعرض للتلف.ويجب ترميمه,والا سيتلف بكل سهولة,ونخسر جميعا الاتصال بالامكنة التى اتينا منها.وهذا يجعل صعبا ان نعرف الى اين نحن سائرون. على كل. علينا ان نقطع الحديث الان فسوف نصل الى ارخيبيل قريبا وامامنا عمل كثير.
ووصلا الى ما بين الجزرعن العاشرة والنصف .
روابى رملية لا تعد ولا تحصى ترتفع من البحر,بعضها مكسو بالعشب الخشن,والاخرى بأشجار النخيل.وانسل اليخت من بينها
واخذت نورما تنظرالى الخارج بحذر خوفا من المياه الضحلة, وبعد نصف ساعة ظهرت جزيرة اكبر من غيرهاكأنها هضبة رملية مكسوة بالعشبتبرز من قلب الماء.

ونظرت اليها نورما بذهول ,فقد ظهر على متنها اثار قصر.فنادت آلان وسألتة .فقال:
هذا قصر ((مارابى))
هل هو قصر حقيقى!
- لست ادرى....يبدو لى طرازة اندلسى....ربما من بقيا الحروب الصليبية.
عنما اقتربوا منه استطاعت نورما ان ترى انه قصر بالفعل.
العديد من جدرانه متساقط,فتحات اطلاق النارمن اعلى اسوارة ذات طراز اندلسى دون ريب .انة مكان مخيف وغريب.واستدارت الى آلان الذى اقبل الى جانبها ليحدق بالقصر.
انستطيع التوقف الان ياآلان؟لنلقى نظرة علية؟

هذه ليست رحلة استمتاع يا نورما .ولكن لدينا وقت كاف,حسنا...تعالى نلقى نظرة.
كان الى جانب الجزيرة خليج طبيعى,وهنا القوا المرساه فى اقرب مكان ممكن من الشاطىء,
وكانت المسافة الى القصر قصيرة وهما يتسلقان المرتفع نحوه.ولسعادة نورماوجدت العشب مليء بالخشخاشالارجوانى والاحمر.جدران القصر ترتفع عالية فوقهما,وهما يدخلان عبر البوابة الضخمة للقصر.
داخل القصر دون سقف كانت مرجة من الخشخاش والعشب الشائك,وكان هادئا ساكنا كالمقابروحدها الريح تتنهد برقةعبر الفتحات فى الجداروبين النبتات المتأرجحة.وسارا بصمت فى القاعات الضخمة يستمعان الى الى الموسيقى الغامضة التى تعزفها الرياح.
ووجدا سلما محطم يصعد الىجانب احد الجدران.
وتسلقاه بحذرالى اعلى القمة,وجلسا معا عند فتحات الرمي فى اعلى السورينظران حولهما.واليخت بدا شكلا جميلا رماديا يقبع فى الخليج الازرق تحتهما, انعكاسة على صفحة المياةالساكنة كأنة جناح نورس.

البحر الاحمر بدا مهجورا من حولهما.يمتد كالبحيرة الواسعة نحو الافق.حيث شواطىء مصر تلوح كطيف,وجزر الارخبيل تنتشر كأنها جواهر صفراءعلى صفحة مياة حريريه.
وتنهدت نورما وقالت:
هذا جميل جدا!
- اجل ..لابد وان هذا المكان بناة المسلمون لمراقبة تحركات الصليبين.
كم تعتقد عمره؟
حوالى سبعة او ثمانمائة سنة...
انة مكان غريب...(( مقدس وقديم كأنة موجود تحت القمر مثل أمرآة تبكى على من تحب))
وأبتسم لها ابتسامة ساخرة .فقالت:
كنت احاول ان اتذكر هذ البيت من الشعر هذا الصباح لمن هو؟

_انة من قصيدة(كلورليدج)(كبولاخان)...هيا بنا لنعد الى اليخت. امامنا طريق طويل
وتبعتة الى اسفل وهى مازالت مأخوذة بجمال ووحشة (مارابى)
وهمايسيران عبر الخشخاش توقف آلان فجأة وألتقط شيئا,
كان طوقا من معدن ما,مدفونا فى التراب وفركة فوق العشب لينظفه,واخذ يتفحصه.انه سوار.. ..سوار من فضة.
وتقدمت منه نورما وهى تصيح من الفرح:
-آلان ..انه جميل.. ما هو؟
انة سوار عبيد كما اظن,انة على الارجح قديم كالقصر,الم يكن اقدم.
وتفحص تصميمه,وراقبت وجهه وهو يقلبه بين اصابعة,كان ثقيلا من الفضة الصافية.ومزين بالزخارف العربية.وبسبب صفاء معدنة لم يؤثر علية الزمن.
كما قد يفعل بالفضة الحديثة.وفتح قفلة تحت ضغط اصابع آلان,فقالت نورما:
-انه من صنع يدوى اليس كذلك؟

_اجل لابد وان احد اسياد الحرب قد صنعه لعبدته المفضلة.... ولابدانه كان يحتوى على قفل صغيرعلية للتأكد انالفتاةلن تخلعة لتبيعه
كم هو جميل ...ايمكن ان يكون مصنوعا لجارية عادية؟
انت احيانابريئة جدا يا نورما,هل انت فعلا بريئة ,ام ممثلة بارعة؟
اتعنى انها كانت.............
-المحظية المفضلة ,اجل.ولابد انه كان مكافأة لها...لبعض الخدمات الخاصة.
وأمسك آلان يدها وبأبتسامة غير مريحة,اقفل السوار على يديها فحدقت به غير مصدقه .فقال:انه لك.

فشهقت نورما وركضت وراءه بعد ان عاد للسيرمسرعا هابطاالتل نحو الخليج حيث ترسوا(ميليسا).
-آلان ززهذا لايقدر بثمن!لايمكن ان تتخلى عنه هكذا...
-ولماذا؟اتخافين ان اجعل منك جارية لى؟هيا لنصعد الى المركب.
وسبحا فى المياه الدافئة المنعشة نحواليخت وصعدا اليه.وكان السوار الفضى ثقيلا فى يدهازوجود ثقل اضافى الى جسدها ,ونظرت الى السوار بغبطة ,
سوف تلمعة ليصبح براقا.
وسارا فوق السطح متوجهين الى المرساة ليرفعاها.وفتحت لة القفل وأخذ يرفع السلسلة,ثم استدار اليها,وعيناه تتجولان فى جسدها الذهبى والتقى بعينها فى نظرات حامية كالنار.
وشعرت بشىء يتقلص فى معدتها,تقلص قوى من العاطفة جعلها تتنهد بصمت.واخذها بسرعة بين زراعيه,والتقى جسدهما المبتلين.
وحاولت المقاومة,ولكن آلانشدها اكثر فلم تعد تستطع المقاومة .وهمست له,وهى تشعر بضعف فى ساقيها: لا!
-انت تعنين نعم..
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~