عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 06-16-2012, 05:43 PM
 
فتأوهت محاولة مقاومة الرغبة التى تتصاعد فى داخلها.والتوت من زراعيه لتفلت منه.
-ارجوك ياآلان..لقد قلت لك الليلة الماضية..ارجوك لاتفعل هذا بى.
-لاافعل هذا بك يا نورما؟
وماذا تريدنى ان افعل؟
هذا شىء لا اريده

-لاتريدينه ولكن عيناك تقولان شيئا مختلفا.
واغمضت عينيها وقد ادركت ان الرسالة فيهما واضحة.
-ارجوك توقف هذه ليست تصرفات رجل مهذب.
- ومن قال اننى رجل مهذب ؟
- وامسكت بمعصمية لتبعد يدة عنها.....
-سأدخل الى غرفتى.
-فقال بسخرية: فهمت ....... انت تلعبين دورالطهاره من جديد,اليس كذلك؟ لايجب ان تدعى يا نورما.
- وقالت همسا:
أنا أدعى...لقدقلت لك يا آلان........أنا لست مستعدة!
- لا؟

- هل هكذا تغوى جميع صديقاتك؟
-لاتكونى كثيرة الفضول. وللحظات ضاعت فى عالم آخر,عالم آلان,وامتلأت عينيها بألوان ناعمة براقه,لم تكن تحلم بها من قبل,
ونظرت الية بعد قليلوعيناة تلمعان وقالت وهى ترتجف من الغضب:
-هذه مجرد لعبه لك .اليس كذلك؟أنت لاتهتم ابدا!كل ما تريده هوأن.............
- وماذا لديك لتقدميه غير هذا؟
- أنا لن اقدم لك شيئا,أتركنى آلان... لقد سئمت من هذا!
- لم نبدأبعد........ لاتتلاعبى معى نورما,لقد قلت لك مرة...لاتتلاعبى معى!

- أنا لااتلاعب معك. أنت من تتلاعب بى! اتظننى نوع من التحدى تود التغلب عليه.؟
- اى تحد ممكن ان تقدمية قد تم التغلب عليه منذ زمن.
- اللعنة عليك !
- وانفلتت منه بساقين مرتجفين ,
ثم ألتفتت اليه ,والدموع التى لم تستطع كبحها تنهمر من عينها
- اللعنة عليك حتى الجحيم يا آلان سان كلير!
- ونظر اليها بزهول وقد ارتفع حاجباه وقال بصوت خافت:اظن انك تعنيه ما تقولين!!!

وأستدارت نورما ثانية ودخلت الى كبينتها,وأخذت تنتحب بأحباط وخجل.ونظرت من النافذة الى البحر.وقد حولت الدموع البحر فى عينها الى ملايين من القطع اليلكية المتراقصة,ومسحت وجهها المبلل بأصابع مرتجفة,
وكان آلان يقف عند الحاجزمستندا بيدة,يحدق فى البحر.وانزلق السوارمن زراعها الى معصمها مصطدما بالحاجز النحاسى,ونظرت اليه برعب .
واحست بمعدتها وحلقها يتقلصان ببؤس,وتقدم منها آلان وقال:أنت فعلا تعنين ما تقولين.
ولم ترد عليه ورفعت نظرها الى القصرالمدمر.والتفت آلان قائلا:؟ أنت لازلت عذراء اليس كذلك؟
- واحنت رأسها موافقة .فتنهد محبطا والغضب على وجهه.
- كان عليك ان تقولى لى هذا منذ مدة طويلة يا نورما.
كنت وفرت علينا الكثير من الازعاج.
- أنه ليس من الامور التى يقولها الناس لبعضهم,لمجرد انك اعطيتنى السوار الفضى اننى اصبحت جاريتك ياآلان.
- نورما..

وللمرة الاولى لاحظت انه يتردد,وتابع:
- يجب ان تعترفى ان الطريقة التى تسللت بها الى يختى تعنى فقط انك......
- اننى آلاحقك ؟واننى بأنتظار ان تغوينى ؟
وتقريبا فالفتيات الطيبات لايقصصن شعرهن ليخدعن رجلا غريبا للصعود الى يختة.والفتاة التى تفعل ذلك يكون فى ذهنها شىء واحد فقط
- حسنا لم يكن هذا فى ذهنى..
-لا .. اذا اخبرينى ...
ماذا كان في ذهنك؟
- ونظرت اليه بأرتباك وللحظة طويلة نظرا لبعضهما ,ثمهز آلان كتفيه وقال:
- الامر لايهم ..اليس كذلك؟

- واستدار ليذهب نحو الحبال ليرفع الشراع الرئيسى.ووقفت نورما صامته وسؤال يدور فى ذهنها مرات ومرات.
بحلول بعد الظهركانت شبه جزيرة سيناء تلوح امامهما.وكان اليوم حارا.وعندما اصبح الحر لايطاق,ضخا الماء من البحر ليصباة علي بعضهما.بصمت ودون أبتسام.ولكن بحلول الشفق الغربى من حولهما ادركت أنها مرتبكه .
مرتبكة أكثر من أى وقت مضى حتى خلال تلك الايام السوداءبعد فقدان ابيها.
- وبقى سؤال آلان يرن فى رأسها... لماذا تصرفت بهذا الجنون؟لم تكن تصرفت فى حياتها بمثل عدم الاتزان هذا.

وكان قريبان من اليابسه حتى اشتمت رائحتها عطرثقيل من نبات الصبارواشجار الصمغ كان يحملة الريح الساخن من ارض سيناء الى البحر.وكان الغسق بنفسجيا وقرمزياو باردابما فيه الكفاية لارتداء( تى شرت وجينز).واصبحت الريح تهب ضد اشرعة اليخت.
فآدار آلان المحركات,وتنهدت ثم نزلت الى المطبخ لتحضير شىء من الطعام.ونظرت فى الثلاجه واكتفت بأخراج بعض من أضلاع الحمل والخضار.
وكان آلان يستخدم الراديو عندما احضرت له الطعام.
والسماعات على اذنيه وهز رأسه شاكرا وهى تضع طبقه امامه.وأخيرا نزع السماعات وبدأ يتناول طعامة.وقال:
كنت اتلقى التقرير عن الطقس ,هناك ضغط جوى يمر فوق المتوسط الان
- وهل هذه اخبارسيئه؟

لا انها أخبار جيدة فى الوقت الحاضر.ولكن قد يتغير الطقس بعد بضعة ايام.وبقليل من الحظ سوف نبتعدفبل تغير الطقس.
واكمل الطعام بصمت ونظر اليها بعينين هادئتين وهو يدفع طبقة بعيدا عنه.وقال لها:
- سنكون فى خليج السويس بعد نصف ساعة ,
وفى المتوسط بعد الظهر اذا سار كل شىء على ما يرام.ووقف قائلا :
لنخرج الى السطح ونراقب اقترابنا من السويس. ووقفا يتأملان صخور شبة جزيرة سيناءوهما يمران بها,كانت الشمس قدغابت تاركتا نورا قرمزيا فى السماء التى كانت تظلم لتصبح قاتمة الظلمة فوق رأسيهما.وبرزت اولى النجوم.فقال لها آلان:
اخبرينى عن والدك؟
- وألتفتت اليه ولكن وجهه كان الى الامام وعيناة تراقبان السماء المعتمة امامة.
فقالت مترددة:
حسنا .لقد كان رجلا ضخما ملتحيا على الدوام .ولم اشاهده ابدا بدون لحية...اظن انة كان بحارا فى صميم قلبة ,ولكن كان عليه ان يفى بألتزاماته لاسرتة.
- تابعى........
كان يحب البحر..
وكان يبحر كل نهاية اسبوع,وكان لدية مركب تدعى(نورما ),كان يعمل فى هندسة المدارس والمستشفيات,وما شابة ولكن كان يبدواانة لا يجد عملا كافيا . ربما لم يحاول ان يعمل بجهد.كان يقنع عندما يكون معة ما يكفى لعيشنا ,ولأبقاء المركب مجهزا.
- هل أعتدت على الخروج معه ؟منتديات ليلاس

- نعم.. غالبا كان يحب الابحار لوحده.ولكننى كنت ابحر معه كلما أستطعت.
ايام عطلى المدرسية كنا نذهب الى كل مكان( النرويج,الدنمارك-فرنسا )
حتى اننا ذهبنا الى ايطاليا
- ولكنك لم تكونى معه فى آخر رحلة له ؟
- هزت رأسها متذكرة تلك الايام المرعبة.
- لا لقد ابحر ظهر الجمعة وبحلول الاحد لم نسمع عنه شىء.وهبت عاصفه هوجاء,وكان علينا الانتظار للجمعة التالية قبل ان يجدوا قاربة.وعندما وجدوا القارب استمروا بالبحث عنة.
أنا آسف.
- الامر من الماضى الآن.
- كم كان عمرك؟
- ستة عشر .
وساد الصمتزومرت (ميليسا)بمركب شراعى,
وكان الرجل على الدفه يغنى لحنا جميلا وغريبا,لحن يعود الى آلاف السنين.ووصل اليهما الصوت الحزين عبر المياه.صوت عربى صبور.مستكين..ميال للحزن.وما ان تلاشت الاغنية وراءهما حتى امسكـها آلان بزراعين حنونين بشكل مذهل وشدها الى الخلف حتى ارتاحت الى صدره ,فوضعت رأسها على كتفه واستراحت بين زراعيه بهدوء.
- وقال لها كيف تدبرت أمورك؟
- بشكل سىء ,
لقد بكيت للاسابيع حتى جفت دموعى,ثم صدمت أننى لن آره ثانية,وعدت للبكاء مجددا لايام.لم يكن له قبر لابكى عليه.ثم أدركت ان البحر قبرة..وضريح ذكراه.
- ووالدتك؟
كل ما أعرفها عنه قبر رخامى... الامر مثير للاحزان ..اليس كذلك؟
وضحكت لم تكن ضحكتهابعيدة عن البكاء ذراعاة كانتا دافئتين حولها,وصدره العريض كان الوسادة لكل آلامهاوأرتباكها.واصبحت (ميليسا )فى خليج السويس الآن.ورائحة الارض تعبق بأتجاههما,رائحة نار المخيمات والبيوت المعزولة.
هناك فى ضوء الغروب الخافت لابد من وجود عندليب يغنى,والرجال يسكنون الى زوجاتهم,والبعض يلتقى والبعض يفترق.والحياه تستمر.
-وأحست بمشاعر فى قلبها لم تعرفها من قبل,حنين يملأ كيانها.وسألته:
آلان....ألست متزوجا؟
وبعد لحظه تركها فألتفت اليه.وفى الضوء الخافت استطاعت ان ترى عينيه باردتان وصافيتان, وقال ببرود:
اسمعى يا نورما...لقد قلت لك لاتفكرى بأفكار رومانسية حولى..الم أفعل هذا؟
منتديات ليلاس

وهمست وقد ازعجتها لهجته ..........بلى
وأنا اعنى ما قلتة لا تتورطى معى.اما بالنسبة لسؤالك ..
نعم لم أتزوج أبدا..هل رضيت؟
فهمست ثانية اجل .
- جيد علينا ان نتناوب الحراسة,فالمنطقة مليئه بالقوارب الصغيرة.ولا اريد ان يحدث اى اصتدام قبل الوصول الى أنجلترا,وسوف تتناوبين عند الصباح من الثالثة الى السابعة.
ولو كنت مكانك لذهبت الى النوم الآن..أفهمت هذا؟
نعم....فهمت.


سأوقظك عند الثالثة...تصبحين على خير يا نورما
تصبح على خير.
وسار الى غرفة القيادة ليشغل الاضواء على متن اليخت.
واخذت الاطباق وغسلتها فى المطبخ,
ثم تمددت على المقعد.وهى تحس بالتعب.
ولكن أمضت وقتا طويلا قبل ان تنام.....................
( نهاية الفصل الخامس)
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~