عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 06-18-2012, 06:23 PM
 
7- سنكون على مايرام
ومد الان يده الى الخزانه وراءه واخرج سترتي نجاه برتقاليه اللون واعطاها واحده وقال
-ارتدي بنطلون جينز وكنزه سميكه ثم ارتدي ستره النجاه ولا تخلعيها حتى اقول لك من الان وصاعدا ستعيشين وتاكلين وتنامين وانت ترتدينها ..
هل فهمت هذا؟
وهزت راسها نورما وخرجت نحو كابينتها لتفعل ما قاله لها كانت ستره النجاه ضخمه ولكن خفيفه الوزن وضغطها على صدرها اعطى نوعا من الطوارئ في نفسها تحضيرا لما قادم وعندما عادت الى غرفه القياده قال لها الان وهو يشير الى عقده في الستره
-ما ان ترتطمي بالمياه اجذبي هذه
وسوف تنتفخ في خمس ثوان واذا بدا الهواء يخرج انفخي في هذا هل فهمتِ؟
واشار الى انبوب قصير الى جانب العقده ثم مد يده حول خصرها وربط حزاما من النايلون حولها وقال
-عندما تخرجين الى السطح علقي هذا هنا

وعلق الطرف الاخر للحبل في حلقه مثبته في ارضيه السطح
-تعالي ...
.لننزل بعضا من الاشرعه
الريح الشديده كانت تجعل من انزال الاشرعه امرا صعبا واحرقت
الحبال الفولاذيه يدي نورما وهي تنزلق بسرعه وانزل الان الشراع الكبير وربطه الى الساريه واصبح البحر هادرا الان وتحول الى اللون الاسود
وفي الظلام بدات الريح تعوي وتنثر الرذاذ المالح على سطح ميليسا
وكانت نورما شاكره لوجود الحزام الذي يربطها بارضيه اليخت لقد مرت بها عواصف من قبل في المانش ولديها فكره كافيه عما سيحدث واذا تم كل شئ بسلام فسوف تتغلب ميسليسا على العاصفه دون صعوبه

-سوف اشغل المحركات الان ولا يعود امامنا شئ نفعله سوى ان نجلس متيقظين
وبدات تحس بضجيج المحركات المريح تحت قدميها واخذت ميليسا تعلو وتنخفض وهي تشق الماء من جديد تحرك مخيف غير مريح لكنه لم يصل بعد الى درجه الرعب
وضغط الان على زر في لوحه القياده المعقده الى جانب المقود وقال لها باختصار
-انه الرادار معظم الالكترونيات في اليخت من صنعي هل لاحظت الشبكه على الصاري؟ سوف يرسل اشارات الى اي رادار في المنطقه فيظهر اليخت على شاشتهم ليقول لهم اننا هنا وساستخدم رادارنا ايضا ..
.لما هو اسوأ
وتقدمت لتقف الى جانبه واخذ الخط الشعاعي يدور بانتظام وكانه عقرب الساعه وسيظهر اي شئ اكبر من زورق تجذيف كنقطه ضوء عليه
-في هذا الطقس الردئ يمكن للامواج العاليه ان تظهر ايضا من وقت الى وقت واذا حدث اي اضطراب الالكتروني سيظهر على الشاشه الاله جيده فقد صممتها بنفسي وستعطينا انذارا بوجود اي شئ في المنطقه على بعد خمسين ميلا منا
وهزت نورما راسها ثم جلست على المقعد ولفت نفسها ببطانيه وامسك الان بالمقود وراقبه ويداه القويتان تستندان الى المقود هذه الرحله على متن ميليسا كانت كرحله الى داخل حياه شخص ما كذلك كرحله الى داخل قلبها كم من توقعاتها واحلامها تغيرت منذ ذلك اليوم الذي التقيا فيه! وضحكت بصوت خفيف فسالها الان دون ان يلتفت
-مالذي يضحكك؟
منتديات ليلاس

-كنت افكر بما قلته لي منذ بضعه ايام ..
.ليس في البحر الاحمر ورود يبدو الامر مضحكا الان
وازدادت حده الريح تدريجيا واستيقظت من اغفاءه خفيفه لتجد ميليسا تتطاير مع الريح كورقه الشجر وشعرت بالقلق الان كان لا يزال يمسك بالمقود ووقفت الى جانبه
-اتريد بعض الكاكاو؟

ورد عليها وهو يلوي رقبته من التعب
-فكره جيده
ونظرت اليه بقلق الساعه تقارب التاسعه وهو وراء المقود منذ وقت طويل نزلت الى المطبخ وكانت تفقد توازنها عندما يغوص اليخت ثم يرتفع ثانيه
وهناك وجده عده اشياء تتحرك بغرابه ثلاثه زجاجات عصير انقلبت واخذ ما فيها ينساب الى المغسله عده اشياء غير ثابته في الثلاجه بدت تضرب بعضها البعض وطار الحليب فجاه من الوعاء في الهواء لينتثر على الارض ونظفت نورما المكان وبحذر نجحت في صنع كوبين كبيرين من الكاكاو وحملتهما عبر السطح وانسكب نصف محتوياتهما على الطريق
تحرك المركب بدا يقلقها وارتشفت الكاكاو ومعدتها تتقلص لا يمكن ان يسبب لها شرب الكاكاو الغثيان؟ ربما الحليب فاسد؟ وشمت الحليب اجل. له رائحه غريبه .
.مثل ..مثل..
ووقفت بسرعه واحساس غريب يتصاعد في داخلها وتوجهت نحو الباب واسرع الان للامساك بها وقال
-الى المغسله بسرعه...
واسرعت عائده الى المطبخ ومالت فوق المغسله واخذت تتقيأ بقوه اهتزاز اليخت كان مرعبا اهتزاز كان يجعلها تشعر بالالم وراء عينيها ووقع طبق كبير عن الرف وانكسر فوق الارض
مهما كلفها الامر يجب ان تتغلب على هذا الدوار.
.لا تستطيع ان تترك الان يصارع العاصفه وحده وبدات تدور في المطبخ محاوله تثبيت كل ماتستطيع من الاشياء وتضع الباقي في الخزانه ..ثم عادت تتقيأ من جديد
وغسلت وجهها وهي تشعر بالحراره ثم عادت الى غرفه القياده وعلى الضوء الاصفر هناك كانت مع الان في عالم منفصل عن الكون بوجود النوافذ مغلقه والعتمه من حولهما لولا ان برق العاصفه وبعض الموج كان يظهر من النوافذ
-هل سنكون بخير؟
-هذا لاشئ ..
ميليسا مصممه لمثل هذا الطقس
ولكنه بدا متعبا فقالت له
-الان دعني امسك بدفه القياده لفتره


ولكنه تردد ثم هز راسه وقال
-لا...انا بخير واستطيع ان استمر هكذا طوال الليل
-وفي الغد...طوال يوم الغد ؟
دعني اساعدك يا الان كنت اجيد هذا دوما
ونظر اليها بسرعه ثم تراجع ليترك لها الدفه وشهقت وقد احست بالمقابض الخشبيه تتحرك بقوه تحت اصابعها لقد اصبحت الان وكان لها حياه خاصه بها وقال الان بهدوء
-انه قاربي بين يديك فلا تفعلي به شيئا مخيفا
واحست بالدفه بين يديها تشد وتنحرف بقوه غريبه تهدد بجرها الى جانب واحد ثم تغير اتجاه الضغط فجاه مما جعلها تترنح

-التيار قوي ...وهذا مسارنا
واشار الى خط فوق البوصله
-ابق اليخت ثابتا في مساره اتظنين ان بمقدورك فعل هذا؟
وهزت راسها بالايجاب ثم شهقت وقد احست بالمقود يجرها من جانب الى جانب ووقف الان وراءها وضغط كوعيها الى الاسفل قائلا
-لايتوجب عليك ان تمسكيه بهذه القوه اعطيه قليلا من الحركه
وافتحي ساقيك اكثر

واطاعته نورما وفتحت ساقيها بالطريقه التي شاهدت الان يفعل وارتاحت ذراعاها وسالها بعد لحظات
-مارايك بهذا؟
-افضل كثيرا
-جيد انا ذاهب الى المطبخ لاصنع بعض القهوه اذا احتجت لمساعده فاصرخي
وحدقت من النافذه امامها لو انه كان يعرف كم هي خائفه لما تركها لوحدها ابدا وقاومت خوفها بغضب وركزت على المقود الخشبي الثقيل
الشعور بالمسؤوليه كان مقلقا في البدايه ولكنها نسيت نفسها اثناء سيطرتها على المقود وادركت انها ممسكـه بقلب ميليسا
تحاول ان تفرض ارادتها على روح اليخت الجامحه وتحول خوفها الى اثاره فهناك فن للقياده للتحرك واستخدمت قوتها ومرونتها للتكيف معها وتفحصت البوصله بعنايه تدير المقود بحركات ثابته خفيفه كي تبقى مقدمه اليخت الى الامام
ولكنها كانت مهمه قاسيه وبدات تشعر بكل عضلاتها جسدها تشتد وتتلوى وبعضلات جبينها تؤلمها وبمعصميها يتوتران ووصل الان وتمتم من وراءها

-اسلوبك وكانه مولود معك...
وتقدم ليشغل المقود الالي .
-لندعه يعمل قليلا بينما نتناول قهوتنا ولكننا لا نستطيع تركه طويلا
في مثل هذا الطقس فقد يغير الاتجاه
وجلسا على المقعد الخشبي .
.يدها التي امسكت بالفنجان كانت ترتجف وابتسم الان بسخريه
-يبدو انك كنت تتمتعين بهذا العمل
-فعلا..قياده ميليسا تشعرني بالاثاره
-لنامل ان تستمر هذه الاثاره عندما تنفجر العاصفه الفعليه
ونظرت اليه مشدوهه

-اتعني ان العاصفه ستصبح اسوأ من هذا؟
-اسوأ؟ بالطبع ستكون سوا بكثير هذه مجرد مقدمه
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~