واستيقظت نورما ولديها شعورا بان شيئا مرعبا قد حدث كانت قد نزلت الى كابينتها لتنام حوالي منتصف الليل تاركه الان عند المقود كم ياترى نامت؟
ونظرت الى ساعتها انها تقارب السادسه صباحا لقد مكث واقفا عند المقود طوال الليل ووقفت على قدميها متثاقله وشعرت بتجدد الغثيان ثم احست وكان ميليسا هبطت من حافه العالم وخفق قلبها فاسرعت راكضه الى فوق وتحرك اليخت يصدمها بجوانبه وهي تسير
ظلمه الليل حل مكانها ضوء رمادي مخيف ودخلت الى غرفه القياده لتجد الان لايزال ممسكا بالمقود بالقوه وعضلات ذراعيه البرونزيه منتفخه واسرعت نحوه ارضيه الغرفه كانت مليئه بمياه البحر وانزلقت فتمسكت بقوه بخصره ثم نظرت الى خارج النافذه برعب وهي تشهق للمنظر الذي التقطته عيناها قطعه افقيه من مياه البحر الخضراء
تعلوها زبد ابيضتتجه نحوهما اول ما استوعبته انها غرقا ثم عاد اليخت الى الصعود وانحسرت الموجه العملاقه عندما وصلا الى قمتها وتعلقت بالان عندما صدمت الموجه ميليسا وانتشرت فوق سطحها وحدقت بذهول كان اليخت على قمه واد طويل لايصدق من مياه البحر منحدر اخضر يفتح فمه وكانه رؤيا من الجحيم في لوحات القرون الوسطى وبدا اليخت يهبط بسرعه خارقه نحو وسط العاصفه في الاسفل وهما يتجهان الى قعر جهنم
ودفنت راسها في كتف الان تحدق بعينين مرتعدتين بجبل الماء وهو يتجمع فوقهما واغمضت عينيها بقوه وهي تشعر بالامتنان في اعماق قلبها لانها مع الان ولانهما سوف يدفنان معا تحت هذه الكتله الضخمه من الماء
وارتفع السطح ثانيه تحت اقدامهما واخترقت ميليسا جانب الموجه وكانها زورق ورقي في مجرى مياه طاحونه وشهقت قائله وهي تمسك بذراعه
-اين نحن الان؟
-في مكان ما قرب اليونان من الصعب تحديد المكان فالبوصله لا تعمل جيدا
والتفتت لتنظر الى وجهه فابتسم وقال
-هل انت خائفه؟
-بل مرتعبه ...هل سنموت؟
منتديات ليلاس
-ليس في هذه السنه ...يالهي كم انا تعب...وجائع
-ساحضر الشاي اتريد اللحم والبيض؟
-انت ملاك ..وانتبهي لدي استخدامك الطباخ..
.للزيت الساخن
وانتظرت نورما لتصل ميليسا الى قمه احدى الموجات اسرعت نحو المطبخ ..تحضر الافطار كان مهمه صعبه جدا واكتشفت ان افضل ما تفعله هو الامساك بالمقلاه فوق النار لتوازنها حسب تحركات اليخت وبهذه الطريقه استطاعت تحضير خليط غير متجانس من اللحم والبيض وقطعت الخبز ووضعت الطعام بين طبقين ثم انتظرت اللحظه المناسبه
وركضت عائده الى غرفه القياده وقالت
-ساخذ عنك الدفه الان
ولكن الان هز راسه
-انها قاسيه جدا ولن تتمكني من الامساك بها سنجرب تشغيل المقود الالي
وشغل المحرك الالي وتراجع قليلا ليختبره وشقت ميليسا طريقها عبر الموجه التاليه فجلس على مقعده بارتياح واخذ يتناول الطعام ببطء وجهه تعب وساكن
-الن تتناولي طعاما...؟
-الافضل ان اترك معدتي فارغه الى ان اتحسن قليلا
-لاالومك
-هل هذا شئ عادي
واشارت الى البحر الهائج في الخارج فاجاب مفكرا
-ليس بالضبط لم اعرف شيئا كهذا في المتوسط من قبل هذه ظروف نادره هذه العاصفه سوف تحدث اضرارا في كل اوروبا
ولاحظت ان وجهه قلق فقالت متوسله
-خط قسطا من الراحه ساراقب الدفه بنفسي
وفرك الان مؤخره عنقه وقد بدا عليه الارهاق
-حسن جدا لاتحاولي الامساك بالدفه وايقظيني عندما تلاحظين اي شئ خاطئ ...اوكي؟
وهزت راسها واخذت الطبق منه ثم ساعدته كي يقف ورمتهما حركه البحر عبر غرفه القياده ووقعت على المقعد وركزت نفسها مسنده المقعد وفتحت ذراعيها لالان وارتمى راسه على صدرها فامسكت به قريبا منها وضاعت تحت ثقل جسده
وبعد لحظات احست به يرتاح وبدا يتنفس ببطء ونظرت فوق راسه الى البحر الواسع عبر الزجاج الصغير الذي يفصلهما عن العاصفه وحاولت ان تحميه من تقلب اليخت ...ونام
وسط العاصفه في مكان ما قرب اليونان بدا افعالها تحيرها العديد من الاسئله راودت فكرها لماذا قصت شعرها؟ لماذا كانت يائسه هكذا لتهرب من بيتر ورفاقه ؟ وعندما اعترف لها رالف بعلاقته مع جولي كيف شعرت فعليا ؟ العجب الارتياح؟
الان هو الوقت المناسب لبدء البحث فياعماق روحها في هذه اللحظه المخيفه التي قد تكون اخر لحظات حياتها ورقدت حيث هي محتاره فيافكارها لما يقارب الساعه والان نائم وميليسا تشق طريقها الى الامام عبر الشقوق والجبال من مياه البحر
وتحرك الان بين ذراعيها وهزراسه فسالته وهي ترفع صوتها فوق صوت العاصفه
-كيف تشعر الان؟
-بشكل افضل.
ووقف ليمسك الدفه واقفل المقود الالي وعادت نورما الى المطبخ لتحضر المزيد من القهوه وما نا عادت حتى كانت الامواج قد اصبحت قاسيه وعاتيه وعندما تصل ميليسا الى قمه الموج لم تعد تنزلق بسهوله فوق حافتها بل كانت تغوص تحتها وتهتز بعنف وعند كل هجمه جديده كانت تصدر اصواتا مرعبه وكان الان يصارع الدفه وجهه يلمع من العرق
وارتفع اليخت فوق موجه ضخمه وتهادت نورما وهي تحمل القهوه وكادت تقع واستطاعت ان ترى قسما من الحاجز النحاسي امام موجه ثانيه اعقبت الاولى مباشره وسمعت صوتا رهيبا جعل اسنانها تصطك ثم اخذت الدفه تدور بين يدي الان من غير فائده وانجرفت ميليسا الى جانب الوجه الابيض لارتفاع الموجه الذي تلا فصرخت
-ماذا حدث؟
والتفت اليها بوجهه المصفر من التعب والاحباط
-لقد تعطل المقود لقد فقدنا السيطره على الدفه
وحدقا ببعضهما وبدا قلبها يخفق بقوه بين ضلةعها
-اتعني...انك لم تعد قادرا على اداره اليخت؟ وماذا سيحدث لنا؟
-علينا ان ننتظر لنعرف النتيجه
وبصمت راقبا اليخت وهو يرتفع فوق الموجه ثم يهبط على غير هدى الى الاعماق ووجدت نورما نفسها بين ذراعي الان
-نورما ...انا اسف...لم يكن يجب ان تكوني هنا ..
-لقد اخترت هذا بنفسي الافضل لي ان اغرق معك على ان اعيش من دونك الان
-نحن لم نغرق بعد...لايزال هناك...
وتوقف وسمعا صوت انذار الكتروني وركضا نحو الرادار ليشاهدا بقعه خضراء تلتمع فوق الشاشه تاركه وراءهما شهبا اخضر وعادت الاشاره ثانيه ولمعت البقعه الخضراء مره اخرى
-انها سفينه
-اجل ...سفينه كبيره
-هل هي قادمه باتجاهنا؟
-انتظري...
واطفا جهاز الانذار ثم ضغط على عده ازرار في لوحه الرادار
وقال بهدوء
-اجل ...انها قادمه باتجاهنا
-وهل سيروننا؟
-ربمالا... فهذه الامواج اعلى من جسم ميليسا وسوف نظهر على شاشتهم وميضا خاطفا هذا اذ ظهرنا
-سارسل لهم اشاره ناريه فقد يشاهدونها
واخرج المسدس الاطلاق من الخزانه والتفت الى نورما...
-تمسكي جيدا
وفتح باب غرفه القياده ودخلت العاصفه اليهما غضب ريح ومطر غطت الرؤيه واصمت السمع واخذت مياه البحر تضرب قدميها وهي متمسكـه بحبل النجاه ومد الان يده الى الخارج واطلق النار نحو العاصفه وفي بضع ثواني شع النور الاحمر في السماء القذره فوق راسيهما ثم انجرف مبتعدا الى الامام واطلق النار ثلاث مرات متتابعه بنفس النتيجه
ثم عاد الى غرفه القياده وهو يكاد ان يقع ارضا واغلق الباب وراءه
-هل سيرون الاشارات؟
-اشك في هذا فالريح قويه انها تحمل الشعله الى البعيد حتى ولو راوها فلن يستطيعوا معرفه مكاننا..انت شجاعه جدا..
.ولن يستطيع احدا ابدا ان يفعل ما فعلتيه ...اخشى ان لا يكون بامكاننا عمل شئ الان ياعزيزتي علينا فقط ان نصلي ..كي لا يصطدموا بنا ..اوكي؟
-اوكي
وامسكت به بشده وتمنت لو ان ستره النجاه لا تفصل بينهما
واراحت راسها على ذراعه وامسكا ببعضهما بشده وراقبا الضوء الاخضر على شاشه الرادار يقترب منهما بسرعه ولم يكونا قادرين على الرؤيه لاكثر من بضع ياردات امام اليخت
وفتشت نورما في ذهنها عن صلوات تتلوها محاوله السيطره على الرعب الذي يملأ قلبها وراقبت الضوء الاخضر على شاشه الرادار ثانيه
وكانه نبض منتظم مخبرا بان الخطر زاحف اليهما في قلب العاصفه قد اصبح قريبا منهما واحست بخوفها يتلاشى وكانه حلم ردئ وعلمت ان مشاعرها نحو الان قد اصبحت واضحه انها تحبه كان امرا واضحا بسيطا حتى انها احتارت لعدم تمكنها من ادراكه من قبل
ونظرت الى وجهه...كانت عيناه ثابتتان على المطر في الخارج ومدت يدها لتلمس خده وفتحت فمها لتقول له ما اكتشفت لتوها لكنه سبقها ليقول
-سنكون على ما يرام
ثم اظلم المكان في الخارج فجاه
منتديات ليلاس
وبدا لهما شئ خضم عند المقدمه ,مقدمه عملاقه فولاذيه وبين انيابها زبد ابيض ودفعت الموجه ميليسا الى الخلف وتوجهت المقدمه السوداء والحمراء نحوهما تشق البحر المجنون كانا قريبان منها لدرجه رؤيتهما المسامير تلصق الواحها ببعضها والصدأ الذي يكسوها ولم تعد قادره ان تنظر فدفنت راسها في صدر الان ومالت الدنيا بها وارتجفت ثم وقعت
...
وعادت الى رشدها بذعر ورئتيها مليئتين بالملح الذي كان يحرقها كالنار وكان الظلام دمسا واحست بالام مختلفه اين هي ياترى؟
وادركت انهاممده على جنب اليخت قريبا من النوافذ المستديره ونصف طن من الماء المالح مع مجموعه من الحطام حولها لقد كانت ميليسا منقلبه على جنبها
ثم بدا اليخت ببطء يستدير على نفسه ثانيه مرسلا نورما لترتطم بالمقعد
ووقعت على السطح بقسوه كادت تحطم عظامها وكان باب غرفه القياده مفتوحا ودخلت موجه قويه اليها من جديد لترميها الى الخلف وتندفع من الخارج الى قلب اليخت ثم شاهدت الان وهو يثبت نفسه بحبل النجاه في غرفه القياده وركضت نحوه وهي تبكي وساعدته في اقفال باب غرفه القياده لتمنع العاصفه من الدخول .ثم القت بذراعيها حوله وبكت فقال لها بخشونه
-هس...سنكون على مايرام
*********
نهايه الفصل السابع
__________________ سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~ |