وجذبت نورما ذراعها من المراسلة، وعادت لتخترق الجموع باتجاه آلان ، وبرز ميكرفون آخر تحت أنفها:
- هل كان لديك أية أفكار عن الاهتمام التى تابع فيه البريطانيون أخباركما آنسة ليستر؟
- لا . . أبدا.
وحاولت الابتعاد، وشاهدت والد آلان يحاول الوصول اليه وسط حلقة من المراسلين، ووضع أحدهم نسخة من جريدة يومية بين يديها، ونظرت اليها بذهول: ((العشاق الضائعون)) وكان المقال يحتوي على صورتين: صورة لها بالبيكيني، كيف حصلوا عليها بحق الله، والأخرى لآلان يخرج من الهليكوبتر . . .وتقول المقالة: ((يخشى أن يكون العاشقان الهاربان، آلان سان كلير و نورما ليستر، قد ضاعا ليلة أمس بعد عاصفة قوية كانت تضرب أوروبا، وقطعت أي خبر عن مكان وجودهما)). . .
وتطلعت بالتاريخ. . . انه الأسبوع الماضي. ورمت الجريدة، وشاهدت عنوان جريدة أخرى: ((العاشقان الهاربان يعودان اليوم بسلام)).
ولوحت امرأة جميلة متوسطة العمر، ليس بمايكرفون واحد أمامها، بل بأثنين، وقالت:
- أرجوك، قولي شيئا لمشاهدينا.
وصاح مراسل شاب من خلفها:
- ما هو برج ميلادك يا نورما؟
وأجابت بارتباك وهي تنظر من حولها تبحث عن آلان:
- لا أريد أن أقول شيئا.
وكان آلان يحاول تخليص نفسه من مجموعة مراسلي التلفزيون. ثم برزت من بين الجموع امرأة طويلة لها شعر كستنائي طويل، ورفعت النظارة لتكشف عن عينين زرقاوين. . وصاحت بصوت مثير:
- آلان. !
واستدار آلان، وغلى وجهه تعبير غريب. وسقطت يداه الى جانبه وقال بهدوء:
- مرحبا جودي.
- آلان !
وأسرعت اليه، وأوقعت النظارة لتنكسر على الأرض. ورمت بذراعيها حول رقبته، وضمته بجنون.
وراقبتهما نورما وقد تجمدت. وشهقت: ((آلان. .)) ولكنه لم يسمعها وصاح أحد المراسلين:
-استديري الى هنا آنسة ويلفورد. وبدأت الكاميرات تركز عليهما بسرعة. ولمع نور كاميرا في وجه نورما من جديد، وكانت لوليتا باترسون الى جانبها، وقد أمسكت بمعصمها وهمست وعيناها تلمعان.
- الوغدة الغادرة! أليس كل الرجال سواء؟ هذه جودي. .أتعرفينها يا نورما؟ لا تهتمي. .اسمعي! سنجعل المبلغ ألفين وخمسماية للمقال الواحد. اضافة الى مقال آخر: ((عودتي المريرة الى الوطن)) كي ننهي بها السلسلة، ما قولك؟ هذا سيقارب الثلاثين ألف جنيه بالمجموع النهائي. عدا عن حقوق الصور و. . .
ولم تكن نورما تصغي. فقد كانت عيناها مثبتتان على الأثنين الرائعين أمامها وهما يتعانقان أمام عدسات التصوير وكاميرات التلفزيون. وكأنهما جائعان لبعضهما بعد طول فراق. مبعثرين بهذا كل آمالها، وأحلامها، وحياتها.
********
عندما بدأ جرس الهاتف يرن عند الساعة السادسة ونصف صباحا في اليوم التالي، عادت نورما بذاكرتها الى الوراء، بالكاد تذكرت رحلتها بالقطار الى لندن، أو ما فعلته ليلة أمس، كل ما تذكره هو الألم الذي بدأ صباح الأمس، والذي كان يؤلم أكثر اليوم.
وخرجت متنكرة وهي تخفي وجهها بوشاح لتشتري عدة أغراض من بينها العديد من الصحف، التي كانت منقسمة في ردة فعلها حول عودة اليخت. البعض منها التزم بالمقولة السابقة: ((العاشقان الهاربان وصلا الى الوطن أخيرا)) وآخرون قالوا: ((العاشقان فى الميناء. . .فتاة آلان السابقة تظهر معه)) ونشرت صور العناق، واحداهما نشرت صورة وجه نورما المذهولة وهي تنظر الى جودى تعانق آلان.
في غياب أية قصة متما***، معظم الصحف لجأ الى نشر الصور فقط. مع تعليق عن آلان ((البلاي بوي)) وامرأتيه.
ووضعتهما ((التايمز)) في الصفحة الأولى مع عنوان بسيط: ((بريطانيان يعودان الى الوطن بسلام)).
عند الظهر، سمعت قرعا على بابها، وذهبت لتفتح دون حذر.
- أنا فرانك أدامس. . . من مجلة ((الفتيات الشهيرات)). . .نرغب في أن نعقد معك عقدا لسلسلة مقالات أنسة ليستر. . .
وصفقت الباب بوجهه، وقررت أن لا تفتح لأحد بعد الآن.
وكان عليها أن تنتظر. . .كما انتظرت الأنباء عن والده خلال ذلك الأسبوع الرهيب، وبداخلها شعور بأنه رحل، ولن يعود، ولن يجده أحد.
وخرجت بعد الظهر لتتمشى بالحديقة العامة، خلال تجوالها مفكرة لمحت جوناثان، صديق قديم لها. وكان بائع جرائد، أبله بالمولد في أواخر الستين من عمره. عيناه دائما تنظران الى الدنيا بلطف، وفمه المفتوح دائمأ، يبدو وكأنه يبتسم. وكانت نورما تفضل الحديث معه، لأنه لا يضجرها أبدا.
فسارت نحوه فحياها بضحكة واسعة فرحة، فابتسمت له:
- مرحبا جوناثان.
- لقد رأيتك في الجرائد يا أنسة. أنت والسيد ملاك الغيوم.
- صحيح يا جوناثان. أنا و السيد ملاك الغيوم.
- أنت أيضا في الجرائد الليلة.
ولف جريدة وقدمها لها.
- ثمانية عشر بنسا.
فابتسمت وأعطته جنيها.
- خذ الباقي لك يا جون، لأنك الوحيد في بريطانيا الذي استقبلني بابتسامة.
- اقرأي كل شئ. . .سوف تسرين بها !
وأخذت الجريدة منه وفتحتها، وشاهدت الصورة التى أصبحت مألوفة لها الآن: صورة العناق، وتقول العناوين: ((جودي ويلفورد ستتزوج آلان سان كلير)) وتراقصت الكلمات أمام عينيها وهي تقرأ ما قالته جودي المثيرة: ((لقد حاولت الابتعاد عنه، ولكنني لم أستطع. انه أعظم رجل في العالم، وأنا أحبه كثيرا)).
((جودي، التي هي الآن تحاول الطلاق منذ ستة أشهر من بيتر فولروك، رئيس مجلس ادارة شركة ((تمبل للتصميم الجوي)) المتوسط العمر. وهي تشق طريقها الآن في عالم التمثيل في أحد الأفلام. . .)).
وقال جوناثان:
- أليست أخبار جيدة يا أنسة.
منتديات ليلاس
وامتلأت عيناه بالدموع استجابة لدموعها، ورمت الجريدة، ثم عادت الى منزلها، غير عابثة بجوناثان أو بالناس الذين توقفوا ليحدقوا بدموعها.
حسنا، لقد جاء الرد على السؤال القديم الذي طرحه آلان بنفسه: (( هل سأعود راكضا اليها لو دعتني؟ هذا سؤال لم أجد الرد عليه بعد يا نورما !)).
كان هناك سياره جاغوار مالوفه امام منزلها وما ان وصلت حتى فتح الباب وخرج رالف كلارك
-نورما حبيبتي ..!هل كنت تبكين ؟
-كيف تجرؤ على منادتي حبيبتي ؟وماذا تريد؟
-كنت احاول الاتصال بك طوال النهار ويبدو ان جميع اهل لندن عندهم نفس الفكره اسمعي نورما لندخل الى المنزل ...وساصنع لك فنجان شاي اذا رغبت ...اوكي؟
-اوكي...
واحست فجاه بالسعاده لوجود من تتكلم معه حتى ولو كان رالف كلارك وجلست لوحدها بينما ذهب رالف الى المطبخ واراحها الشاي الساخن ونظرت الى رالف من فوق فنجانها
-ماذا اتى بك الى هنا رالف؟ اعتقد ان كل ما بيننا قد انتهى...
-انظري نورما ...اننا حقا لم نكن ملائمان معا...اليس كذلك؟
-لا ... اعتقد هذا
-انظري ...لقد عاملتك بطريقه شريره وسيئه ...وانا اسف يا نورما
-لايهم...لقد انتهى كل شئ
-وهل انتهى كل شئ؟ اخبريني ...هذا ...الان سان كلير ..هل يعني لك شيئا؟
وحدقت به محاوله ايجاد طريقه لتخبره بها وكلمات لتصف له شعورها عن الرجل الذي ارادت ان تتزوجه وارادت ان تنجب اطفاله ..وقال بهدوء
-لاباس...استطيع قراءه الرد في وجهك ..اسمعي...كل هذه الضجه في الصحف كانت غلطتي...كما اخشى
-غلطتك؟وكيف؟
-حول جودي فولروك
-وكيف عرفتها؟
-انها شهيره جدا واصبحت صديقا لها لقد شدتني اليها..
-اتجمع بين جولي وجودي؟
-لست ابلها لاكتفي بجودي فولروك لمده طويله
-ولكنك اخبرتها عني وعن الان ؟ وهي اخبرت الصحف؟
-الامر كله بسبب فلمها الجديد يبدو انها كانت تتوق لتحقيق هذا الحلم منذ زمن بعيد واخيرا اقنعت غبيا يدفع المال واقحمت نفسها كبطله والفيلم يصور منذ اشهر واحتاجت لبعض الدعايه للترويج للفيلم اللعين .على كل جو الفيلم يرتكز على البطل والبطله وهما معزولان على متن يخت في وسط جنوب الاطلسي ..اجل... وهذا كان قريبا مما حدث لك ولالان على متن ميليسا
-اتعني؟
-لديها الكثير من المعارف في الوسط الصحفي بما يكفي لان تبقى قصه ميليسا في عناوين الاخبار الاولى وللتاكد من ان وصولكما سيكون محور الاهتمام لكل صحيفه وشركه تليفزيون في البلاد
-ولكن...لماذا؟
-فكري بكل هذه الدعايه المجانيه يانورما وبالتغطيه الاعلاميه في كل البلاد كلها دعايه مجانيه للفيلم سيعني هذا لها الملايين عند شباك التذاكر
وتجمدت في كرسيها
-لقد قرات المقال لتوي تقول فيها انها والان سوف يتزوجان
وهز رالف راسه
-وهذا ايضا جزء من المشروع الاعلاني يافتاتي... ولست ادري اذا كانت تنوي المضي بمشروع الزواج هذا ام لا وعلى الارجح ستتخلى عن كل شئ وعن الان عندما تحس بانها قطفت افضل الثمار هذه المساله ..لاتجعلي الاسى يسيطر عليك هكذا .سوف تستعيدينه في النهايه
-الان يحبها ولهذا استطاعت ان تعمي بصيرته هكذا يارالف
-اوه ..هل الامر سيئ الى هذه الدرجه؟
-الامر كان سيئا من ايام كان في سيرنجيني يارالف وربما قبل ذلك بكثير يالهي ...اشعر بالبؤس
-تماسكي ...لن يدوم الامر وانت تعرفين لقد قفزت جودي الى طريقكما لتستفيد ...وربما يعود يوما اليك...
-ما ان تنتهي منه؟لا ..لست لقمه سائغه لهذه الدرجه يارالف
-لن يكون الامر سهلا يانورما
-اوه...بل سيكون فانا لا اهتم بما تتركه باقي النساء يارالف فلدي كبريائي واذا كان الان قد عاد الى جودي ..كائنا ماكان اسمها فليبقى هناك معها
وصاح بها قلبها ...كاذبه ...كاذبه..
ونظر اليها رالف وقال وكله امل
-بامكاننا الزواج في اي وقت او على الاقل لنمنح بعضنا فرصه اخرى.مارايك؟ لنخرج الليله معا كما في الايام الماضيه؟
-الايام ليست ماضيه لهذه الدرجه
-نورما..انظري... كنت خنزيرا قذرا معك واعلم هذا وعندما قلت لي بانني خططت لاخبرك عن جولي كنت على صواب ولسبب مجنون كنت ياس كي اتركك
-ولكن جودي فولروك ليست ذلك السبب المجنون
-لو يكن الامر هكذا فقط يانورما كنت مشوش الفكر ولم اكن ادري ما اريد بعد ان..
-بعد ان تخلصت مني؟
-بعد ان افترقنا على الهاتف ظننت اني فعلت ماهو مناسب ولكن الان...
-بدات تغير رايك؟
-حسنا ..انت الان مختلفه بعض الشئ بشرتك اصبحت بلون جميل وشعرك انه يناسبك جدا بهذا الطول لست ادري اين قصصته ولكنه جميل ..وجسدك يانورما.. وكانك من حوريات هيوليوود
منتديات ليلاس
-هذا اطراء جيد...انظر يارالف ..لوني اسمر سيزول وجمال جسدي كذلك...وعاجلا ام اجلا سيطول شعري ولايمكنك ان تقيم علاقه على مجرد المظهر الخارجي للناس يجب ان يكون هناك اكثر...
-ولكن هناك اكثر...لقد كنت افكر مؤخرا يانورما ولقد تحسنت شخصيتي كثيرا..صدقا فلنحاول من جديد ...ما قولك؟
وتفحصته مقارنه اياه بالان بقوته بحيويته وصدقه وروحيته
وقال بلطف
-لا اظن هذا يارالف ..ولكن شكرا لعرضك هذا على كل الاحوال
-ارجوك يانورما لنذهب ونركب الخيل عبر السهول كما كنا نفعل لمره واحده؟
-الافضل لا..
وتنهد رالف والحزن على وجهه
-اعتقد انني استحق كل هذا لقد كنت غبيا واعتقد انني استحق العقاب..
-انا لا احاول معاقبتك يارالف بكل بساطه لا ارغب في بدء اي شئ جديد معك ...او مع اي انسان اخر
-انت تحبين الان هذا فعلا اليس كذلك؟
-لا تسالني هذا طبيعي ..يبدو انه شاب ممتاز ..لقد سمعت بعض المعلومات عنه من جودي ..انه الافضل في كل شئ ..على ما يبدو ..
واجابته بحده وهي تقف
-لااريد ان اعرف
ووقف رالف وزر سترته
-انا اسف اتمنى لو استطيع ان افعل شيئا لمساعدتك ربما اذهب الى الان لاقول له..
-ارجوك ..لاجل الله ...لاتفعل ..اتعلم يارالف ...سوف تحطم قلبه مره اخرى ..عندما يكتشف انها تستغله من اجل مستقبلها الفني.. سوف يحطم هذا قلبه
-ولماذا لاتقوليه له؟ اكتبي له اتصلي به اخبريه كل شئ عن جودي قولي له ما قلته لك...
-قلت لك يارالف لدي كبريائي ولن اعود الى الان ولو عاد الي جاثيا على ركبتيه ..فلتحطم قلبه اذا كا غبيا لدرجه ان يتركها تفعل وهذا لم يزعج نومي
وصاح قلبها ..كاذبه ..كاذبه..كاذبه.
...
ولكن غضبها استمر..واصبحت غاضبه اكثر عندما لم يتصل بها ..وامتد هذا اليومين ثم ثلاثه واربعه وخمسه.وانطفا الامل فيها ببطء وفي اعماق نفسها كان صوت يقول:انها غلطه بشعه...وسوف يعود
ولكن الصوت بدا يخف ثم مات
وذهبت في مهمه عمل لثلاثه ايام امضتها في منزل ريفي يملكه رجل يدعى دونكان كانيعتقد ان اللوحات على جدران منزله لوحات اصليه وامضت الساعات في اصلاح المجموعه لتكتشف مجموعه غير معروفه من الكلاب غير المتجانسه وبعض الطيور الحجل واسلاف قدامى بشعين بشكل لايصدق واطفال كئيبي المنظر واواني مليئه بالفاكهه غير الصالحه للاكل
وتنهد السيد دونكان وهو يوقع لها الشيك باتعابها وقال
-كنت افضل ان تبقى كما كانت
وعادت نورما الى لندن
انباء عدم ارتباطها مع رالف كلارك وافتراقها عن الان سان كلير جلبت لها العديد من المكالمات الهاتفيه المتكرره من اصدقاء قدمى لها على امل مصادقتها من جديد واستاءت قليلا عندما اكتشفت ان العاطفه المشكوك بها قد تحركت في صدور عده معارف لها من الرجال ولكنها كانت ترفض باستمرار واصرار دعواتهم الى ان حذرتها صديقه لها
-الافضل لك ان تنسيه يانورما احرصي قليلا .اخرجي وقابلي الناس.. وانفضي غبار ذكراه عنك
وقررت ان تقبل الدعوه التاليه وكانت من شاب صيني جذاب يدعى شونغ بول كان ساحرا مهذبا مسليا مثيرا ولكنه لم يكن الان سان كلير
وفي نفس الوقت كانت تبقى عينيها على الجرائد منتظره اي نبأ عن الان وجودي...الا تستطيع الاعتراف بينها وبين نفسها بانها تنتظر ان تسمع اخبار انفصالهما .ولكنها لم تقرأ مثل هذا النبأ
ووصلتها طلبات لمهمات جديده واخذت تدرسها عند الافطار ولكنها لم ترد على اي منها
في مانشستر دخل تلميذ فنون مخبول الى معرض وثقب احدى اللوحات الفنيه الحديثه واتصل المدير بنورما فقال له بتوتر
-اجل..اظن ان بامكاني ان اصلحها سوف احضر الى عندك لنقل..يوم الخميس ؟...من دواعي سروري ...اجل ..شكرا لك...وداعا
ووقفت قرب الهاتف ومررت يدها عبلا شعرها الاشقر الذي بدا يعود تدريجيا الى طبيعته واحست بشئ ثقيل يهبط الى معصمها وهي تنزل يدها وكان السوار الفضي الذي وجداه في ركام القصر الاندلسي في تلك الجزيره في البحر الاحمر.ونظرت اليه...وضاعت في ذكرى دافئه مهتزه ..ورن جرس الهاتف ...فاجفلت ...ورن الجرس ثانيه...
فالتقطته ..وكان الان
***نهايه الفصل الثامن
__________________ سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~ |