الفصل التاسع ( حلم له أجنحة )
- نورما ؟
- اهلا ... الان .
و جف فمها فجأة ، فجلست ،
و قد أحست بضعف ساقيها .
- أنا أسف لأنني لم أتصل بك منذ فترة طويلة .. ولكنني ..
- أوه .. أنا أفهم تماما .. فلديك سمكة أخرى تصطادها الان .. أليس كذلك ؟
- تبدين و كأن بطلة إحدى الروايات المأساوية .
- صحيح ؟ يجب أن تكون خبيراً يا الان بالمأسي .
- اسمعي نورما ..
أنت وأنا سنخرج الليلة معاً .
- أوه و هل سنخرج حقاً ؟ حسنا ، عليك أن تفكر بالأمر مرة ثانية يا الان ! فانا مشغولة جداً .
- لست مشغولة كثيراً لما سأقوله لك .
- لديك أعصاب باردة يا ألان !
لقد رميت بي كما ترمي البطاطا الساخنة بعد لمسها .. لم أسمع منك لأسابيع ثم ...
- إنه أسبوع واحد .
- ولديك الجرأة بعدها لأن تتصل بي و تأمرني بالخروج معك ! من تعتقد نفسك ؟
- هيا نورما ، خففي من كبريائك .
- و لماذا هذا الاهتمام المفاجئ بالمسكينة الصغيرة نورما ليستر ؟
هل انتهت منك جودى
و ساد بينهما صمت متوتر .
. و قال الان بصبر ظاهر .
- اسمعى نورما .. أعلم أنك تألمت و تكدرت .. ولكن ..
- تألمت ؟ لم أتألم علي يدك يا الان ، أنت مغرور بنفسك لو ظننت أن أي شيء تفعله قد يؤلمني !
- لم أتوقع أن تكونى غاضبة لهذه الدرجة .
- إذاً ، أنت لا تعرف شيئاً عن النساء .
ليس بقدر ما تظنه بنفسك . أو، ربما تغيرت النساء منذ كنت شاباً !
- نورما !
- عد إلي جودى يا الان ، أم أنها لا زالت تدعو نفسها باسم زوجها تمبل ؟
- لست أدرى بماذا تدعو نفسها .. و لست أهتم .. نورما ..
- أنت كبير السن بالنسبة لي يا الان . لقد قلت هذا بنفسك ، ألم تفعل ؟ أنت كبير و قاس ، ومتشكك ،
مع أنني أعترف أن تقديري لقسوتك قد انخفض كثيراً منذ أخر مرة رأيتك فيها .. و أنت تعانق جودى اللعينة أمام عشرين مليون مشاهد !
- كان هناك العديد من المرات خلال رحلتنا كنت فيها علي وشك وضعك فوق ركبتي لأضربك و أوذيك .. و أنا نادم لأنني لم أفعل ..
ولكتتي أعدك .. أيتها السيدة الشابة .. إذا تكلمت معي بهذه اللهجة ثانية ، فسوف تندمين كثيراً و بمرارة !
- دعنى و شأني يا الان . أنا لست مهتمة بك .
و قال بصوت ثابت :
- ولكنني مهتم بك يا نورما .
- فعلاً ؟ حسناً .. أنا ليس عندي رغبة في من علكته جودى ثم بصقته يا الان ..
- نورما .. سوف أحضر لأخذك عند السادسة والنصف مساء . من منزلك . هل فهمت ؟
منتديات ليلاس
- لا تحاول أن تأمرني يا الان .
أنا لست ...
- في السادسة و النصف يا نورما .
- و إذا قررت أن لا أكون موجودة ؟
- سأبحث عنك إذاً .. و بالمناسبة .. ارتدي ثياب سهرة .
- لن أكون موجودة في المنزل . أنا ..
و أقفل الخط في أذنها ،
وضربت السماعة مكانها بغضب و صاحت :
( ليتني أكسر الان شيئاً ، أحتاج لشئ أكسره ! )
و خرجت كالعاصفة من منزلها ،
إلي حديقتها الصغيرة ، ثم باتجاه المنتزه ... الخنزير المتعجرف ! إذا كان يظن أنها ستركض إليه عندما يصفر لها ، إذا فهو مخطيء ، مخطيء كثيراً ! ماذا يظنها ؟ و اهتز السوار في معصمها الرقيق . و بغضب مفاجيء انتزعته و رمته إلي أبعد ما تستطيع في دغلة قريبة . وعلي الفور ندمت علي عملها ، و التوى قلبها بالألم بعدما ارتطم السوار اللماع بالعشب . و عضت شفتها ، واستدارت علي عقبيها و انصرفت ،
مرددة لنفسها بأنها سعيدة ، سعيدة ، سعيدة ، وتتساءل أين يمكن لها أن تختبيء الليلة لتتهرب من الان سان كلير ..
كان جوناثان ، بائع الجرائد ، يقف عند طرف المنتزه ، يمسك برزمة من الجرائد تحت إبطه . و التفت إليها و هى تتقدم نحوه .
- لقد كنت أنتظرك يا أنسة .
- صحيح يا جوناثان ؟ .. ولماذا ؟
- أنا أسف لإعطائك تلك الجريدة يا أنسة . لم أكن أعلم أنها ستدفعك إلي البكاء . أنا حقا أسف يا أنسة ..
صدقاً !
- أوه يا جون ، أنا لم أقصد أن أزعجك ببكائي الغبي . كنت تعبة تلك الليلة .
- تعبة ؟ هل كنت في أفريقا يا أنسة ؟ و هل رأيت النمور يا أنسة ؟
- أوه .. أجل ..
كانت مخططة و لها عيون خضراء . ولها أسنان بهذا الحجم ..
و رسمت شكلاً في الهواء بأصابعها ففغر جوناثان فمه بدهشة غبية .
و أكملت طريقها نحو منزلها الصغير ، و قد بدأت تحس بالهدوء . و قررت أن لا تخرج مع الان ، لا الليلة و لا في أي وقت أخر ، فقد بدأت لتوها تتغلب علي مشاعرها نحوه ، و هى بكل بساطة لن تكون في المنزل عندما يصل .
و تذكرت أن اليزالبيت مانسفليد ستأتى لزيارتها و تناول الشاي بعد الظهر ، و ستقضي الليل عندها ، وسرت لتذكرها زيارة ليز . وخرجت من المنتزه و دخلت محل حلوي و اشترت بعض الحلوي بالمربي . وصلت ليز عند الثالثة ، نورما كانت دائماً مولعة بصديقتها و صداقتهما كانت تعود إلي أيام الدراسة ،و أخبرتها نورما بالقصة كاملة ، وأخذت ليز تنظر اليها متفهمة . و عندما انتهت نورما قالت لها مفكرة : - هكذا .. ماذا ستفعلين الأن ؟
كنت أرجو أن تقضي الليل معاً في شقتك يا ليز .أنا لا أريد أن أكون هنا عندما يصل .
- و لماذا لا ؟ أنت تحبينه ، أليس كذلك ؟
السؤال المباشر فاجأ نورما ،
فرمشت عينيها باضطراب : - لا .. لا أحبه !
- بل تحبينه . أنت تحبي رالف يا نورما ، كنت دائما أعرف هذا . و لكن مع هذا الرجل الأمر المختلف ، أستطيع رؤية هذا علي وجهك ، نظراتك ، في كل شئ تفعلينه ، اذهبي و اشتري ثوباً جميلاً ،
سأتي معك لأساعدك في اختيارك .
- ماذا ؟ هل أقبل ، ثانية ، بعد أن كان عاشر تلك .. تلك المخلوقة!
- إنها ليست مسألة قبول به ثانية . فأنت لم تكوني تمتلكينه أصلاً . أليس كذلك ؟
و ترددت نورما ، أكملت ليز :
- أعني أنكما لم تكونا عاشقان ،
أليس كذلك ؟ و إذا لديه شيء لم ينته بعد مع هذه الجودى ، فهذا ليس من شأنك .
- و لكن .....
- أين رميت السوار الذي أعطاه لك ؟
- هناك .
و أشارت نورما إلي الدغل الذي كان بادياً من حديقتها .
- يبدو الدغل شائكاً ، هل لديك قفازا واقية ؟
- اليزالبيت ! لن أذهب لأبحث عنه ،
و لن أخرج مع الان ، الليلة ، مجرد التفكير بالجلوس معه في نفس السيارة .
- ماذا ؟ هل تثير الفكرة ؟ لنخرج و نجد ذلك السوار ، ثم نخرج لنصرف بعضاً من مالك علي ثوب طويل حريري و مثير .
- أنت لا تصغين إلي يا ليز . أنا أكره الان ! و لا أريد رؤيته ثانية!
- وهل تعنين هذا ؟
- بالطبع .
- إذا قوليه له .
- ماذا ؟
و ابتسمت ليز ، و التقطت أخر قطعة حلوي في الطبق .
- قلت لك .. قولي له هذا بنفسك ،
وجهاً لوجه . و ليكن لديك بعض الكرامة . نورما ، لأجل السماء .. لا يمكن لك أن تجبني و تهربي بينما هذا الرجل يركض خلفك . إنها أجبن طريقة للهرب .
- و لكن ....
منتديات ليلاس
- من دون و لكن .. هل انت امرأة أم فأر ؟
- ليز .. أنا ....
- لا تسطيعين التهرب الان يا نورما ، و اختباءت منه فلن تعرفي حقيقة مشاعرك نحوه أبداً ، صدقيني . ولماذا ، فأنا لم أسمع قصة مثيرة كهذه أبداً .
التقيت به و أنت تتجولين بين الأسود و الفيلة ، وقصصت شعرك لتتسللي إلي مركبه ، ومررتما معاً عبر عاصفة هائلة .. و الأن تريدين أن تهربي و تختبئ عندما يجيء إليك ليخرج معك !
و حدقت بها نورما مفكرة ، وتابعت صديقتها :
- استمعي إلي يا نورما .. إذا أردت نسيان الان سان كلير ، فعليك أن تقابليه للمرة الاخيرة ، مرتدية أجمل الفساتين ، لتظهرى له كم أن جمالك باهر !
اجعليه يشعر بالدوار ، قفي في وجهه ، ثم تخلي عنه ، إذا أردت هذا .
- و لكن .. و لكن يا ليز .. أنا .. أنا لا أثق ...
- لا تثقين بمن ؟ أنت لا تثقين بنفسك ..
- أنت تجعلينني أرتبك يا ليز .
- أنت من تربكينى . هل أنت نفس نورما ليستر التي تسلقت شجرة التفاح معي لننزل قطتنا عنها ؟ و التي ضربت أنف قبضاي المدرسة؟ ووقفت اليزابيت بكامل طولها الذي يبلغ أربعة أقدام و أحد عشر إنشاً فقط . و جذبت تنورتها إلي الأسفل و قالت : هيا بنا نخرج لنفتش عن تلك الاسوارة .
عند السادسة و النصف ، كانت نورما لا تزال تجلس أمام المراة ، و كانت قد اختارت الثوب الأكثر إثارة ، و الأغلي ثمناً ، في البوتيك .
وحدقت بالحرير الليلكي اللماع فوق كتفيها الذهبتين . هل هو مكشوف كثيراً فهو يكشف الكثير من جمالها بدل أن يخفيه . لم تكن تحلم أن ترتدي مثل هذا الثوب . وعلقت ليز علي ذلك قائلة :
- لو أنك تريدين أن تجعلي لسانه يتدلي ، فعليك أن تذهبي إلي أخر الطريق
__________________ سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~ |