*** ثانياً : الاستواء الوارد في القرآن الكريم كصفة للرحمن عز وجل ورد بلفظين :
- اللفظ الأول : (( استوى إلى )) وقد ذكر في موضعين من القرآن :
أحدهما : قوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات )) البقرة : 29
والآخر : قوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) فصلت : 11
قال أبو العالية : (( استوى إلى السماء )) : ارتفع ..
لأنه قال قبل هذه : (( أأنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) ( فصلت : 8-11 )
وسورة فصلت مكية .. ثم أنزل البقرة وهي مدنية (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات )) ( البقرة : 29 ) فلما ذكر استواءه إلى السماء كان بعد خلق الأرض وما فيها تضمن معنى العلو ... لأن السماء فوق الأرض فالاستواء إليها الارتفاع إليها ...
وقالت المعتزلة : أن معنى قوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء )) أي : قصد إليها بإرادته ومشيئته بعد خلق ما في الأرض ..
وهذا الوجه من أضعف الوجوه وأفسدها .. فإنه قد أخبر سبحانه وتعالى أن العرش كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض .. وثبت ذلك من حديث عمران ابن الحصين رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كان الله ولم يكن شيء غيره .. وكان عرشه على الماء
وكتب في الذكر كل شيء .. وخلق السماوات والأرض )) ..
فإذا كان العرش مخلوقاً قبل السماوات والأرض .. فكيف يكون استواؤه قصده إلى خلقه له ؟!
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |