الفصل الثالث ... انكشاف الحقائق وقف الثلاثة أمام بوابة المدرسة لتصرخ الشابة ذات الشعر الأزرق فجأة : سحقاً لحظي التعس !! كيف نسيت ذلك ؟!
جيرمي بهدوء : نسيت ماذا عزيزتي ؟
قالت بيأس : طلبت من بيير المجيء في الساعة الثالثة .. جيمي سيعود معنا إلي المنزل بعد أن أخبر أمه و ساي كذلك وهكذا ...
صرخ الثلاثة معاً بفزع : سنعود سيــــــــــــــراً !!
سمعوا صوت ضحكة خفيفة من خلفهم فالتفتوا ليروا كايل الذي قال بهدوء : هل خطر لأحدكم أنني قادر علي أخذكم إلي البيت ؟ خاصة وأن وجهتنا واحدة كما يبدو .
ساي و جيرمي بطفولة : آسفان
أما ميزوري فكانت تنظر نحو مايكل الذي رافق شقيقها الاكبر لتقول بهدوء : عذراً ولكن هل أنت قادم معنا أيضاً أستاذ ؟
رد مداعباً : أرجو أنه ليس من مانع عندك ؟
قالت بهدوء : مرحباً بك متي أردت أستاذ مايكل .
***
ركضت ما بين خزانة ثيابها وحقيبة السفر الموضوعة علي السرير تنقل الملابس وترتبها واستمر هذا عدداً من المرات قبل أن تدخل تلك المرأة لتقول متصنعة الدهشة : أماندا ، ما الذي تفعلينه ؟
ردت دون أن تتوقف عما تفعله : أعد حقيبة سفري كما ترين يا أمي .
صرخت المرأة الأكبر سناً بحدة : أنا أري ذلك بوضوح يا فتاة . أتنوين السفر حضرتك ؟
أماندا بهدوء : أجل يا أمي . سأسافر ووالدي علي علم بذلك .
سألت بسخرية جارحة : وإلي أين عزيزتي ؟
تركت ما بيدها والتفتت إلي المرأة الواقفة علي باب غرفتها لتقول بجمود : هل لي أن أفهم منذ متي تبدين هذا الاهتمام بتحركاتي سيدة بريسكوت ؟
ردت الأخرى : منذ طلب يدك ابن رئيس الوزراء يا عزيزتي .
قالت باشمئزاز : إذاً أخبري العزيز ابن رئيس الوزراء هذا أنني مسافرة إلي اليابان لمقابلة أولادي الثلاثة وأخيهم غير الشقيق . أم أنك نسيت إخباره أن ابنة زوجك العزيزة سبق أن تزوجت لمرتين ولها ثلاثة أطفال ؟!
صرخت مستنكرة : ما الذي تقولينه يا حمقاء ؟
أماندا بثبات : كما سمعتي مارلين أنا ذاهبة إلي اليابان لأقابل أولادي وهذا ما يكفيني تماماً والمال الذي خلفه زوجي لي ولأولادي يكفيني تماماً ويزيد وهو أفضل عندي ألف مرة من الزوج الغني الذي اخترته لي ليزيد منصبك لمعاناً . يكفيني أن أكتشف أنك لست أمي وأنني تحملت تسلطك طوال هذه السنوات وأضعت عمري لأجل لا شيء فلا تحاولِ إجباري علي ترك قراري لأنني أنوي الإطاحة بك إن فعلتي .
صرخت مارلين وهي تغادر الغرفة : لم أشاهد من هو أكثر منكِ غباءً في حياتي يا مغفلة .
همست لنفسها : أجل مغفلة ..
عادت لتفكر في أولادها .. تري كيف سيتقبلون عودتها إليهم وبشكل خاص كايل الذي يخيل إليه أنها أبعدته عنها متعمدة ؟؟ .... كيف سيكون لقاؤهم بعد كل هذه السنوات ؟
فكرت بذلك غير ذات دراية بأن القدر ساق إليها مايكل الشاب ليحل لها هذه المسألة قبل أن تعود حتى ....
***
جلس الشبان الثلاثة الأصغر سناً علي أريكة واحدة بينما الآخران علي الأريكة المقابلة ليقول مايكل بهدوء : والآن من أين تريدون أن أبدأ ؟
ميزوري : ربما يخبرنا كايل بالسبب الذي رفض من أجله تنفيذ وصية والدي من البداية وبذلك يصبح من السهل عليك أن تشرح لنا كل شيء أستاذ .
جيرمي : أظن أن ميزوري علي حق .
كايل : لا بأس .. اسمعوا .
~~ رحلة إلي الماضي ~~
كان الوقت ظهراً عندما دخل ذلك الطفل ذو الأعوام الأربع من باب البيت الضخم متجهاً نحو غرفة الجلوس ولكن أوقفه سماع صوت والديه وعلي ما يبدو أنه سيشهد أول شجار بينهما منذ بداية زواجهما ..
سمع صوت المرأة التي لم تكن سوي أمه تصرخ : مستحيل جيمس ! لن أقبل بذلك مطلقاً . مستحيل أن أبقي في هذه الدار ولو للحظة إن لم يرحل . أقسم لك إنك لو لم تبعد كايل من البيت قبل صباح الغد لما بقيت هنا ولو لثانية واحدة .
قال بهدوء : ولكن هذا سيؤثر سلباً علي علاقتكما .
هتفت بانفعال : لا أريد هذه العلاقة ! أريده أن يكرهني ولكن لا تبقه هنا ! لم أعد أطيق رؤية وجهه في مكان قريب مني !
~~ عودة إلي الحاضر ~~
أكمل كايل : يمكنكم تصور صدمة طفل في مثل عمري بسماع هذه الكلام من والدته التي يقدسها . لم أرغب في استعادة ذكري ذلك وهذا كل شيء .
ميزوري بعدم تصديق : أبعداك ؟!!
كايل ساخراً : يا عزيزتي حتى إني لم أكمل الليلة في البيت بل تم إرسالي إلي بيتي في سرية تامة مع كارلوس ولسخرية القدر أعلم فيما بعد أن لي أخوان وليس أخاً واحداً .
جيرمي : أظن أن هناك خطئاً في الأمر
ميزوري : أستاذ مايكل ؟
مايكل : كايل أخشي أن تعاني من سوء فهم شديد والسبب هو أنك لم تستمع إلي حديث والديك من أوله ولم تنهه إلي آخره حتى .
همس مؤكداً صحة ما قاله رفيقه : معك حق فيما قلته .
تنهد مايكل بخفة وقال : أماندا بريسكوت .. والدتكم .. هي سليلة واحدة من أعرق وأغني العائلات النبيلة البريطانية والتي تختلف تقاليدها كثيراً عنا وخاصة فيما يتعلق بالزواج الذي يندر أن يكون مبنياً علي حب عندهم إذ يكون زواجا مدبرا فقط للحفاظ علي اسم وثروة العائلة وفي حالة أمك للحفاظ علي اللقب أيضاً فيزوجون الفتاة لأحد أقاربها أو لابن لأسرة أخري تفوق أسرتهم ثراءً وقد اختير لأمك رجل يكبرها بخمسة عشر عاماً لتتزوجه علي هذا الأساس فرفضت وهربت إلي هنا بعيداً عن نفوذ أسرتها وسلطتها .
ساي : دعنى أحزر ! والتقت بوالدي وأحبته وتزوجا وأنجبا كايل ضاربين بقوانين تلك الأسرة عرض الحائط .
يسأل جيرمي : وماذا عني ؟ لماذا أنا من والد مختلف ؟
مايكل بهدوء : دعوني أولاً أكمل فيما يتعلق بكايل ومن بعدها سأجيب علي سؤالك جيرمي . إنه تعقيد مختلف !
كايل : نحن نستمع .
مايكل : بعد مرور ست سنوات علي قدوم أماندا إلي اليابان اكتشفت أسرتها مكانها عن طريق صديق لهم كان هنا لحضور مؤتمر من نوع ما رآها في السوق المركزي وتعرف عليها فأخبر والدها الذي بعث إليها مهدداً بأنها إذا لم تعد خلال فترة معينة فسيقتل ابنها الذي شوهد معها في السوق .
كايل : وهو أنا !
جيرمي : وهكذا حاولت أمي إبعاد كايل عن البيت حتى لا يصاب بأذى .
مايكل : ولكنها حينذاك اكتشفت حملها بميزوري .
كايل بعدم تصديق : تعقيد جديد !!
مايكل : لم تكن أمك تظن هذا فهم أرادوك أنت لأنك الوريث ولهذا لم تخف علي أختك ولكن بعد ولادة ميزوري عادوا ليهددوها بقتل أختك فاضطرت للرضوخ وطلب الطلاق .
جيرمي : وهكذا نأتي لعندي .
مايكل : جيرمي والدك هو صديق جيمس المقرب .. أكثر مني حتى وقد ظن أنه لو طلب يد أمك للزواج وأبقاها في اليابان لتمكنت من مقابلة أولادها وهكذا كان ولكن أهلها اشترطوا أن تنجب طفلاً في عام زواجها الأول حتى يتأكدوا من أن الزواج ليس صورياً وللأسف بعد أن حدث هذا تقدم أحدهم طالباً يد والدتك فهددوها أو بالأحرى هددتها أمها بالقتل ن لم تعد فعادت لبريطانيا ولكن حسب علمي فهي عازفة عن الزواج إلي الآن .
ساي : وهكذا تزوج والدي من جديد وتزوج والد جيرمي من جديد وبقي هذا السر محفوظاً حتى الآن .
كايل بعدم تصديق : يا إلهي ! أهناك أناس مجردون من القلب هكذا في هذا العالم ؟!!
يتبع ..
__________________ سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~ |