أريد آرائكم حول أصحاب الأقنعة التي تخفي الدمار ورائها في البداية ارجو أن لا يفهم عزيزي القاريء أن هذه المقالة موجهة لخص بعينة بل هي نتاج لواقع معاصر من منظور وجهة نظر شخصية بحته.
كنت إلى وقت قريب انظر لكل فرد تعرفت عليه من خلال ظاهره لي أثناء التعارف، وما بعده بصرف النظر عن بعض الممارسات التي تظهر منه بين فينة وأخرى.... وكنت التمس العذر له عندما يفاجئني بتلك السلوكيات غير المرغوبة عل الأقل في نفسي.. فتارة اعذره بالضغوط العملية والحياتية .. وتارة أخرى ربما يمر بمواقف نفسية أو أسرية .. وثالثة أقول لعله فهم حديثي على غير وجهته المقصودة..
لكن سرعان ما يظهر لي حقيقة هذا الفرد وأن ما عرفته من خلاله كان قناع وتغطية لباطنه السيئ بل هي التركيبة الحقيقة لأخلاقياته وسلوكياته... عندها يصيبني صدمة .. كيف استطاع إيجاد الدور التمثيلي؟ وكيف استطاع رسم تلك الصورة بإتقان ؟ ولماذا مادام أنه سيكشف عن أوراقه ووجهه الحقيقي في ساعة لاحقة؟ وما يلبث أن يختفي من أمامك بعد أن تكتشفه وتصارحه بواقعه الحقيقي..
عجب يصيبني كلما تعمقت في معرفة الناس.. وألم يشتد وخزه عندما اعرف ذلك متأخراً.. والأسواء عندما يعلن لك أنه لم يختلف ولم يتغير فهذا وجهه الذي عرفك به منذ أول لقاء.. لكنك أنت المخطئ في فهمك الأخير عنه...
تعلمت الكثير .. وما زلت أتعلم ..لكنني لم استوعب أولئك اللذين يحملون وجهين مختلفين في آن واحد... فتجده ساعة في عباءة ناسك عابد يعجبك قوله وفعله ... وما يلبث أن تراه في ساحة المجون والفسق يؤلمك تصرفه ونهجه... يتلون حسب الموقف...ووفق المكان ورواده... ومع هذا إن سألت عنه النساك والعباد أشادوا به ورفعوه في منزلة رفيعة ... وإن سألت عنه الفساق والزنادقة وجدتهم يمجدونه ويعتبرونه زعيمهم وقائدهم وملهمهم...
سؤالي : لماذا هذا التلون العجيب ؟ وهل يعي أنه يلعب على الحبلين ؟ ثم ألا يُدرك أن الناس تراه بوجهيه ؟؟ وهل متطلبات الحياة المعاصرة تطلب منه هذا ؟
في الضفة الأخرى من تعارفي بالناس، وجدت الصورة الحقيقة والوجه الواحد لمن تعرفت عليه، ومهما تنوعت الاختلافات بيننا يبقى بوجهه الحقيقي، مما ولد عني الاحترام التام لهذا الفرد والتقدير الدائم بصرف النظر عن توافق أو اختلاف بيننا ..يكفيني أنه لم يتلون أو يلبس قناعاً يخفي خلفه حقيقته.
أخوكم نبيل المجهول
__________________ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {...فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}(الرعد : 17) |