فناهيكم عن الطفل المرعب ولكنني أنظر وأتخيل وأحلم بأشياء حق مرعبة , توقفت عندما شعرت
بأنني ابتعدت عنهم , جثيت على ركبتي , وبدأت بالبكاء , علت صوت الأجراس ليتوجه الطلاب إلى
فصولهم , ويبدأ اليـوم الدراسي " أعتـقد أنـني فوتت بمـا فيه الكفـاية من الدروس , حسنـا ملعونة
ولكـنني يجـب أن أجتهد بدروسي " توجهت إلى دورة المياه لأتخلص من آثار الدموع , "ولكن يبقى
احمرار وجهي وأنفي , لا بأس سأدعي بأنني مريضة أو كنت أركض " , حين خرجت من دورة المياه
شعرت بقلبي يرجف بشدة فهذه أول مرة أخرج من الصف هكذا , توقفت قليلا أمام الصف وأخذت
نفسا عميقا " يجب علي أن أبدو واثقة بنفسي " طرقت الباب , و دخلت , كان أستاذ اللغة الفرنسية
يقرأ وما إن دخلت ,نظر لي وبدأ يخرف بكلامه ولغته أشياء أنا لم أفهمها , لم أستطع أن أخرج
سوى كلمة " هاه " أنفجر الصف ضاحكا علي , صدر من ذلك الجسد صوت عالي وقال وهو يصرخ
" توقفوا " وجه نظراته إلي وقال لي بقسوة وهو في أوج غضبه " إلى مكانك وحالا " , أسرعت
من مشيي وتوجهت نحو مكاني وجلست به وأنا لا أنظر سوى إلى الأسفل , عضضت شفتي السفلى "
سحقا لقد أفزعني بحق " حين جاء موعد الغذاء كان الطلاب مجتمعين حول طالب وهو كان يوزع
ابتساماته , صغرت من نظرت عيني وأنا أحاول التركيز على معالم الفتى , لقد كان أشقر , هذا كل ما
استطعت تحديده , نهضت من مكاني , في وسط استغراب الطلاب , توجهت نحو الفتى ذاك . صراحة
لم أعلم لماذا كنت أتحرك هكذا من تلقاء نفسي فعلا . أنا لم أعد أتحكم بقدمي , لحظت ابتسامة خبيثة
تخرج من شفتيه المغريتان نهض من كرسيه حين استقرت قدماي أمامه , يبدو أطول مني بقليل فقط ,
أمسك بذقني ورفع رأسي ,لتصبح شفتانا متلاصقة تقريبا ولا يفصلها سوى بضع سنتيمترات , أصبح
قلبي يدق بشدة فضيعة , أردت أن أدفعه , أبصق بوجهه على وقاحته , ولكن لم أستطع سوى أن
أحدق بعينيه البنفسجيتين , كانت بهما مسحة حزن . يمكنك أن تلحظ من نظرة واحدة فقط أنه إنسان
عانى بحياته الكثير ولا زال يعاني , لونهما غريب وهذا ما جعله جذاب أكثر يملك شعر مجعد وناعم
الملمس إنه يشبهني بشحوب صوته . حين غير مسيرة شفته لتلاصق أذني ويقول لي " إياك وأن
تفعلي شيء تندمين عليه فعلا , إياك " , وقبل خدي مما جعل القشعريرة تسري في جسدي , لم أشعر
بيدي إلا وقد استجمعت قواي و ألكمه بأسفل عينه لكمة جعلت وجهه يلتف إلى الجهة الأخرى , صدم
جميع الطلاب , ولا أعرف السبب وفي ضوء هذا الحدث لا أريد أن أعرف , أمسكت بـي تونسيا
وشدت قبضتها على ذراعي وقالت لي برعب " حسنا شيلا , لن تموتين , ليس الآن على الأقل . لن
أدعه يمسك بسوء " نظرت لها باستنكار وقلت " هاه . ما لذي تخرفين بشأنه ؟"شدت بقبضتها أكثر
وقالت لي " إنه جادين , إنه أكـثر فتـى بالمدرسة شعبي ..سمعت عنه من أختي حين كانت هنا في
السنة الماضية " لم أهتم أو أبالي , تحركت من أمامه وتبعتني تونسيا و صديقها زايدن
الصامت دوما , توجهت إلى الخارج أريد تنفس الهواء قليلا أشعر بالاختناق فعلا ,
" تونسيا مهلا " , التفتت تونسيا وقالت بعجلة " ماذا أستاذ ؟ " رد عليها الأستاذ وهو يكاد يٌسقط
الكتب من يده " عذرا أحتاج مساعدتك , " تونسيا باعتراض " ولكن .." أمسك زايدن بكتفها وقال
لها بابتسامة " اذهبي أنا سأتبعها " تونسيا بفرح " حقا " وذهبت مسرعة خلف الأستاذ , أما أنا
فتوجهت إلى الكراسي الخشبية المطلية بالبرتقالي الداكن وجلست على إحداها , وكنت مطأطأةً
رأسي إلى الأسفل , رأيت ظل أحدهم رفعت رأسي لأراه زايدن وهو يقول بهدوء " لا تهتمِ به إنه
فاشل " ابتسمت مجاملة وقلت محدثة نفسي " إنني لست حزينة من أجله بل حزينة لأنني أصبحت
ضعيفة للغاية وهيبتي وخوف الناس مني ذهبت حين ذهبا عن الحياة " سحقا لماذا تذكرتهما الآن ,
سأبكي الآن أنا واثقة , احتقنت الدموع في عيني ونهضت ولكنه أمسك بيدي و قال لي بهدوء قاتل "
لا بأس بأن تضعفي أمام شخص واحد على الأقل " لم أتحمل, جثيت على ركبتي و غطى شعري
الأحمر على ملامح وجهي وأصبحت أبكي بشدة كالأطفال
................................
كان زايدن يحدث نفسه قائلا وملامح الحزن والشفقة اكتست على وجهه وهو يرى ملامحها الشجية
" إنها مسكينة حقا ,إنني أشعر بالحزن عليها , ما ذنبها هي , ولكن فعلا هناك أمر غريب بها
وسأكتشفه "
" شيلا سحقا إنه ورائك عليك النهوض " كانت هذه شيلا وهي تحدث نفسها , مسحت دموعها بكلتا
كفيها , أحمر أنفها الصغير و لم تجف دموعها بعد , ليعاود ذلك الوحش الخاص باللعنة بالظهور
أمامها من دون سابق إنذار , زايدن وهو ينظر والدهشة تعلو تقاسيم وجهه " آه , بحق الجحيم ,مم..
مم..ما هذا ؟ " فغر فاهه و حملق بعينيه دهشتا , أما الآخر قال بصوته المتجحرش الخشن " شيلا
كروس , مرت 34 ساعة على علمك بالأمر , أن كنتِ تريدين فك اللعنة قبل أن تصبح أبديه عـليك
البحث عـن العـلاج بنفسـك " واختـفى تماما ,
..
..
..
البحث عن علآج ,,سؤال وآحد فقط برأيكم مآ هو العلآج ...؟
..
.......
ععذرآ على قصر البآرت هذا ماأستطيعه في الوقت الحآلي ...