تهادى حين سارَ على فؤادي = وأنشدَ لحنَ قافيةِ السُّهادِ
وأبطأ في الخطى وبه دلالٌ = على كرهي وبالغَ في عنادي
وداسَ على الجراح ولم يراعي = هيامي بعده في كل وادي
ومرَّ على رفاتيَ في غرور = تجاهلني وأبخسني التنادي
فيا لله ما أقسى حبيبي = عليَّ وما أشدّ له ودادي
يزيدُ تجبرا وأزيدُ شوقاً = وأدنو وهو يرغب في ابتعادي
وكم سافرتُ في صحراء وجدي = غريبا ظامئاً من غير زاد
وكم ناديتُ في ليلِ الأماني = تبدد في المدى صوت المنادي
وكم شيدتُ من عذب القوافي = بروجا شامخاتِ بلا عماد
ألستُ جعلتُ حسنكِ لي مروجاً = أنسِّقها فخالفني حصادي
فما ذنب الذي أضناه وجدٌ = وطاف العمر باسمكِ وهو حادي
أليس الحبُّ أن ألقى حبيبي = على شوقٍ وساعِده وسادي
وينجزني الذي أرجوه طوعاً = ويشبعني العناق بلا عدادِ
فهل ميعاد وصلك يوم موتي = وهل يجدي الوصال على رقادي ؟