مقـدمة:
تخبطت تلك الجدران بتلك الأصوات العالية .. وقفت بضيق وخوف معا ماذا افعل ؟
الفصـل الثاني
(ذهاب بلا عودة)
استيقظت صارخة فسمعت صوته القلق يقول: ماذا هناك؟
قلت وانا اتنفس بصعوبة:مجـرد حلم سيء.
انزل رأسه إلي وقـبل رأسي و أخـذ يمسـد على شعري بنعومة ثم قال:علي الذهاب للعمل الأن.
نهضت بسرعة ووضعت يدي على شعري لأرجعه إلى الخلف ونظـرت حولي فوجدت انني قد غفوت عليه ونحن على الأريكة في وسط عيد مولدي..
قلت بإستياء:لا أصدق اني قد نمت..اعذرني انا اسفة..
قال بهدوء وهو ينظر إلي مبتسما:لاتقـلقي بهذا الشأن..أعتذر علي الذهاب..
قلت متفاجئة:لاتقل لي انها السابعة.. نمت كل هذا الوقت .. لماذا لم توقظني؟
قال مبتسما:كنت متعبة جدا.
اتبعت بهدوء:اسفـة حقا...
أجابني مقاطعا:انا من يعتذر هنا سأتركك في هذه المناسبة المميزة..آسف.
نظرت إليه بعيني البنيات واردفت :اذا سـارع وارتدي ثيابك كي لا اسجنك هنا .
علت ضحكته المنعشة في المكان ثم نهض من الاريكة ودخل لغرفة النوم.
نهضت أنا الاخرى وذهبت لغرفة الغسيل لأغسل ثيابنا فالعيش في شقة دون والدين يتطلب القيام باعمال منزلية لكني اعتدت على ذلك.. وريثما كنت اضع تلك الثياب البيضاء في غسالة الملابس اذا به يفاجئني من الخلف بقبلة على وجنتي..
ألتفت نحوه فقال بهدوء:وداعا عزيزتي.
قلت منبهة:لا تنس ان تأخذ معك سترة جيدة ومظلة فالشتاء على الأبواب ويمكنه ان يفاجئنا.
قال ضاحكا:نعم بكل تأكيد لا اريد ان اعود إليك مبتلا.
أمسـكت بربطة عنقه و اعدت ربطها جيدا ثم قلت :ان عدت مبللا ستنظف انت الأرضية.
قال مبتسما:لهذا سأخذ مظلة.
قبلني على جبهتي ومن ثم اردف:احبك..وداعا.
ابتسمت له وقلت:وانا ايضا..اتمنى لك يوم عمل جيد.
سرعان ما ذهب من أمـامي وسمعت صوت أغلاق الباب الخشبي.
بقي لي سنتان في الجامعة هـذا متعب..لم أظن ان دراسة الفنون ستكون بهذا الطول..
أكملت وضع الثياب في الغسالة و جعلتها تعمل بعدما وضعت الصابون.
خرجت من غرفة الغسيل لغرفة النوم رميت بنفسي على فراشنا الناعم بتعب , رغم انني قد نمت لكني أزال مرهقة.
شقتنا صغيرة جدا عبارة عن مدخل وصالة في آن واحد .. ركن مطبخ صغير مفتوح على المدخل وغرفة الغسيل الصغيرة تلك مع غرفة النوم والحمام..في الحقيقة انها شقة إيفن ولكني انتقلت للعيش معه منذ سنتين تقريبا بعدما امضيت سنة قبل ذلك في التعرف عليه جيدا..
رن هاتفي النقال وقطع حبال تفكيري نهضت بسرعة إلى الصالة فلعله إيفن يحتاج شيئا..
قفزت فوق الأريكة وسحبت الحقيبة من الأرض فتحتها وأخرجت الهاتف مجيبة:مرحبا.
ليرد علي ذلك الصوت المرحر:عيد مولد سعيد.
قلت سعيدة:آهلا جيمي..
أجابني بإستياء:لقد تأخرت صحيح.
قلت منكرة:لا.. ما يهم هو انك تذكرت.
جيمي هو صديقي من المرحلة الثانوية فقد كنت أتسكع في الأغلب برفقة الفتيان عندما كنت اصغر سنا..اما الأن فأنا لا اكون إلا مع إيفن وحده.
سأل:كيف هي الجامعة معك؟
أجبته بإنزعاج:آآه كم أكرهها انها متعبة حقا..ماذا عن دراسة القانون؟
قال ضاحكا:لا عليك بقي لك سنتان صحيح؟
قلت بتذمر:صحيح.
قال مناكفا:هيا يالك من كسولة.. كيف حال إيفن؟
أجبته:أفضل حالا في الشركة الجديدة..لكنه مازال يكد في عمله .
قال بهدوء منفر:جيد..ابلغي تحياتي له , وداعا.
أجبته باستغراب:شكرا لأتصالك .. وداعا.
قال بنبرة غريبة: على الرحب والسعة.
من ثم أغلق السماعة..ماذا به؟ تغير صوته فجأة..
=========
اصبح القلق ينتابني لماذا تأخر كل هذا الوقت من المفترض ان يعود في الواحدة صباحا لكنها الثانية..هذا ليس جيدا..صحيح انه قال انه سيتأخر لكنني قلقة كما انه لا يجيب على هاتفه النقال..
جلست على الأريكة الجلدية الحمراء..وفي يدي هاتفي النقال..اتصلت به اكثر من 20 مرة
لكن دون إجابه..ماذا حدث له؟
أخذت احرك أصابعي على الطاولة القريبة وعيناي لا تغادران الهاتف النقال اللذي وضعته في الطاولة نفسها.
بدأت السماء تغيم على المكان ولم ألبث حتى سمعت وقع قطرات الماء على الأرض الاسفلتية..
هيمن قلق حاد على تفكيري تأخر إيفن .. السماء تمطر..لايجيب على هاتفه..
فبدأت الوساوس تعبث برأسي هنا وهناك.
سمعت صوت خافت قادم من الباب لكني ميزته انه صوت المفتاح لقد عاد ..
نهضت سريعا لفتح الباب قبله لكنه سبقني إلى ذلك..
فتح الباب على مصرعه واذا بصوتي يعلو المكان رهبة : يإلهي ..~
مخرج:
هـذا ما توقعته .. لكن لماذا ؟ لماذا حصل ذلك..
ارتميت ارضا مذهولة من هول ذلك المشهد ..||~
ترقبوا الفصل الثالث
(صرخـات الآهـات) |