مقـدمة:
حبيبي ومُنيـرحياتي .. ألمـه هو ألمي ..~
الفصل الثالث
(صـرخـات الآهــات)
فتح الباب على مصرعه وإذا بصوتي يعلو المكان رهبة : يإلهي!!.~
ما الذي حدث له ؟ أخذ قلبي يخفق بسرعة.. ما كل تلك الدماء ..
ركضت نحوه مسرعة.. ثيابه رثة ممزقة تغطيها تلك الدماء دمائه هو.. إضافة إلى وجهه الشاحب المصفر..
أمسـكت بذراعه بفزع .. لكنه صرخ متألما ابتعدت عنه ..
وقلت بخوف شديد:مالذي حل بك؟
أجابني بذلك الصوت الذي لم اعتد منه صوت ضعيف اجش:أنا بخير..
قلت معاتبة:انت بخير ؟! تعال معي إلى الحمام سريعا..
أسندت جسده الواهن بكلتا يدي وقدته للحمام نزعت قميصه برفق لأعرف مصدر تلك الدماء..
العديد من الجروح هنا وهناك على جسده الابيض الناصع..
هرعت نحو تلك الخزانة البيضاء الموجودة في الحمام أخرجت علبة الأسعاف..
وبالكاد حملتها إليه بسبب ارتجافي الشديد..
أمسك بيدي وأخذ يقبلها قائلا:لاتقلقلي أنا بخير.
نظرت له بتلك الملامح الخائفة ليعلم انه مخطئ..
نظر إلي هو الأخر وقال : على الأقل سأكون بخير.
أخذت اضمد جروحه بعدما عقمتها.. بينما سألته:من الذي فعل بك هذا؟
قال بهدوء:لا أعرف .. اعتقد انه حيوان ما..
قلت بوضوح:اسمعني جيدا سأخذك للمشفى ريثما انتهي.
قال نافيا:لا انها مجرد جروح طفيفة..
نظرت بغضب رافضة للأمر لكنه طمأنني :حسنا غدا سأذهب..
قلت مستنكرة:مستحيل الأن سأخذك..
أجاب:انظري إلى الجو .. غير مناسب..والحافلات العامة لن تعمل الأن بسبب هذا البرق.
ارجعت شعري إلى الخلف بهدوء وقلت:حسنا..غدا.
تابعت بقلق:لا أفهم ..جروح غريبة .. اهم من قطاع الطرق؟ .. اريد قتل من فعل بك هذا..
وضع يده على صدري ببطأ وقال:لا اذكر تماما ما حدث..لكن المهم انني لازلت حيا .
طبعت قبلة على جبينه وقلت بعينان تدمعان:صحيح هذا ما يهم .
========
أشرقت تلك الشمـس بين صفحات القلق .. لم أغمض عيناي لثانية واحدة بقيت جالسة بجوار السرير بينما كان نائما بإرهاق..
وكلمـا تقلب سمعت تلك الصرخة تنغز قلبي ..
أخيرا قررت الذهاب للصيدلية القريبة لشراء مسكن رغم انني لا أريد تركه وحيدا..
لكني سأذهب جريا..
نظرت إليه بعينان متألمتان وهمست:سأعود بعد قليل.
خرجت من غرفة النوم إلى الصالة وجذبت حقيبتي الجلدية من فوق الأريكة وهممت خارجة..
توقفت لوهلة عندما لمحت تلك الدماء أمام باب الشقة.. حدقت بها قليلا تذكرت الأمس..آآه
لكني عدت إلى رشدي سريعا .. وفتحت الباب لأغلقه خلفي .. واركض بسرعة حتى أصل إلى الشارع المجاور , فتحت باب الصيدلية بخفة ودخلت .. وقفت أمام ذلك الرجل ذو السترة البيضاء الطويلة وقلت وانا اشهق:أريد مسكنا للآلام..
هز رأسه وألتفت خلفه يبحث عن الدواء سحب تلك العلبة الزرقاء من الأرفف ..
وناولني اياها وضعت 10 دولارات على المنضدة أمامه وقلت :أحتفظ بالباقي..
خرجت راكضة بأقصى سرعة إلى المنزل..لا أريده ان يستيقظ ولا يجدني..
وصلت لغرفة النوم بسرعة لأجده جالسا على طرف السرير , حالما انتبه لوجودي نظر إلي وقال:مرحبا..
قلت بعد ان أخذت نفسا عميقا:صباح الخير..
تقدمت خطوتين إلى الأمام وقلت: جلبت لك مسكن الألام..سأحضر كوب ماء.
قال وهو يمد يده ويقبضها إليه: أشعر اني بخير..أقوى من السابق..
وضعت المسكن في طرف السرير وقلت باصرار:لن تجدي اعذارك نفعا ستذهب للطبيب..
أحضرت الماء وناولته اياه بينما وضع ذلك القرص في فمه ودفعه بالماء..
ثم قال :ألن تذهبي للجامعة اليوم؟
أجبته نافية:لا ولن تذهب انت ايضا للعمل..
أجابني:لا يجب علي الذهاب..
قلت بغضب:ان كنت تريد الذهاب للعمل ستذهب للمشفى أولا.
قال مجاريا:لا بأس سأخذ اليوم أجازة..
ابتسمت ابتسامة نصر وقلت:جيد..
تركته جالسا بينما ذهبت لجلب بعض الملاءات لمسح تلك الدماء التي تغطي ارضية الشقة..
وتبعتها بإخراج الدجاج المثلج من الثلاجة..
لكن هنا شعرت بتلك اليدان الدافئتان تحيطني من الخلف لتهمس في أذني:ناتالي لست جائعا لا تتعبي نفسك..
أجبته مصرة:أنا جائعة!
قال ممازحا:هل خفت علي كثيرا؟
قلت بتأكيد:كثيرا كثيرا .. جعلت قلبي يتوقف عن العمل , لا تفعل بي هكذا مجددا.
قأكمل ضاحكا:في المرة القادمة سأمر على المشفى أولا.
قلت موافقة:سيكون هذا جيدا جدا..
ثم ألتفت نحوه وقلت بتهديد:إيفن لن أسامحك ان تركتني ابدا.
أمسك بكلتا يداي بحنان وقال بوضوح:لن اتركك ابدا..سأبقى معك ..أعدك.
مخرج:
مجنونة..نعم أنا مجنونة بحبه قلبي ليس لسواه
ترقبوا الفصل الرابع
(كانت السماء صافية) |