مقـدمة:
ترفرف الطيور في تلك السماء العالية..زرقاء صافية..
آتسـاءل .. كيف يكون شعورها؟ بين ثنايا تلك السحب البيضاء..
ْ
حـرة طـليقة .. لا تكترث لأي شيء كـان..~
الفصل الرابع
(كانت السماء صافية)
قلت منادية:إيفن أسرع.. الطعام جاهز..
تسلل صوت ذلك الكرسي يتحرك خلفي إلى مسامعي بينما كنت أمام الثلاجة..فلم ألبث حتى سمعت:قلت لك لا تجهدي نفسك.
وضعت العصير فوق طاولة الطعام الصغيرة التي في زاوية الصالة وقلت : لا تقلق علي..بل أقلق على نفسك.
أمسكت بطرف الكرسي الخشبي وسحبته عن الطاولة ..جلست عليه ثم قلت:اتمنى ان يعجبك..
قال ضاحكا:همم لا اشعر اني جائع..لكنك سترغمينني على الأكل بسبب تلك الرائحة الشهية..
ابتسمت ابتسامتي المعتادة ثم اتبعتها:هل لازلت تتألم؟
ابتسم تلك الابتسامة حتى ظهرت انيابه ثم قال:لا انا قوي كالصخر.
أجبته ساخرة:أخشى ان هذه اشاعة ..
قال عندها بجدية:هيا لا تقلقي علي أعدك سأكون بخير..
عندها طأطأة رأسي متفهمة ورحت أنظر لتلك السماء من خلال النافذة ثم قلت : أتعلم؟
سأل متحيرا:ماذا؟
نظرت إلى عينيه وقلت:أنا أحبك حقا.
أجابني وهو يضع يده على يدي:وأنا ايضا ..
ثم أكمل:ألن ترتبي لزفافنا؟
قلت مبتسمة:بلى فعلت..أريده زفاف بسيطا على شاطئ البحر..
ألتقى نظرنا مجددا فأتبع بهدوء:على الشاطئ هممم .. جميل.
اكملت بحماس:ندعو الأهل والقليل من الاصدقاء..سيكون مثاليا..
قال عندها نافيا:ناتالي عزيزتي..لا عليك سأدفع لك تكاليف الزفاف كلها دون أن اتذمر..لا بأس يمكنك جعله فاخرا.
رددت:لا يهمني كيف سيكون ؟ بل يهمني مع من سأكون.
قال مجاريا:أنت محقة جدا.. سأكون مع أجمل و أروع فتاة في العالم..ناتالي..
بدوري طبعت قبلة على جبينه بينما حملت طبقي للمغسلة وقلت:وانا بصحبة شخص مميز.
-----------
استلقيت بجواره على ذلك السرير الدافئ وغطيت نفسي بالفراش الأبيض..
ثم قلت:عليك ان تنام موافق.
قال معارضا:لقد استلقيت جوارك لتنامي انت .. لا انا..
قلت نافية:انت من عليه النوم..هيا اغمض عينيك.
قال بتذمر:حسـنا ..
أغمضت عيناي أنا الأخرى ..
جالسة فوق تلك الصخرة أمام شاطئ البحر أنا وحدي..صوت الأمواج تتردد على مسامعي..و زقزقة العصافير وأغاريدها تعلو المكان لتنعشه..
هدوء كامن داخلي..مكان مريح ..فتحت عيناي..ياله من حلم..
جـيد توقفت الكوابيس عن التسلل إلى أحلامي في منامي..
نظرت للطاولة المجاورة للسرير انها الثالثة صباحا جال نظري حتى وصل للنافذة .. يبدو انها تمطر ..
نظرت إلى الطرف الأيمن من السرير..حسست بيدي عليه ..إين ذهب إيفن ؟
عله يكون في الحمام يغير ضماداته..ارتديت خف البيت الذي كان مجاورا للسرير..
نهضت بصعوبة من السرير تثاءبت وأكملت طريقي إلى الحمام كان الضوء مفتوحا وكان الباب مغلقا ..
طرقت الباب مرتين ومن ثم فتحته لكن لا أحد داخله..خرجت من الحمام بخطوات سريعة..و خرجت من غرفة النوم إلى الصالة ثم إلى غرفة الغسيل .. اين ايفن؟
أخذت انادي:إيفن..إيفن..~
دخلت غرفة النوم مجددا لعله خرج إلى مكان ما .. اردت احضار هاتفي النقال لأتصل به .
فتحت الضوء لألمح تلك الورقة الموجودة على وسادة إيفن..أنطلقت إليها ..
جيد انه يعرف اني اقلق ..ترك ملحوظة لي..
انتشلت الورقة وأذا بي أقرأ تلك الحروف .. أعدت قراءة الجملة .. لا هذا مستحيل ..
"أنت لا تعرفين متى سأعود لكن يوما ما سأعود لأجلك"
مـاذا؟؟!! ..سقطت تلك الورقة لتلامس الأرضية الخشبية ..تلك العبارات الغامضة التي تخفي ورائها كل الأسـرار..لماذا هكذا فجأة
أخذت أفتح الخزائن كلها ..انها خاوية .. أختفت كل ثيابه..
تحركت بجنون من هنا إلى هناك أتخبط في الغرفة أفتح الادراج ابحث في الأرفف..
وكأنه لم يعش معي..لا توجد قطعة واحدة تخصه في تلك الغرفة ..~
لكنني سرعان ما تجهت نحو هاتفي الخلوي وطلبت رقمه بأسرع وقت ممكن .. لكنه كان خارج التغطيـة..
حارت أفكاري لكني انتهزت فكرة من الأفكار وخرجت من الشقة أخذت امشي بل أجري حافية تحت المطر أنادي بصوتي:إيفن..إيفن..
وقد كنت ميقنة اني لن أسمع اجابة .. ولكن رغم ذلك ظلت أنـادي..بللني ذلك المطر القوي من رأسي إلى اخمص قدامي..
تمكـن مني اليأس وارتميت على ركبتي أبكي والسمـاء تبكي معي..~
اسـودت الحـياة أمـامي .. لكنه وعدني..ايعقل أن يختفي فجأة ..
أخذت أعطيه الأعذار..لربما يمازحني..أو انه سيعود .. دخلت إلى الشقة مع توقف المطر الغزير..
ألقيت بنفسي على الأريكة كجسد ميت .. أصبح قلبي لا ينبض..
حب حياتي... شريك عمري .. اين أختفى..
لا يعقل انه تركني لقد وعدني..
مخـرج:
كـانت السـماء صافيـة وخـيوط الشمـس تمـلأ حــياتي..لكن سـرعان ما تجمعت تلك الغيـوم السوداء لتطفئ نور الشمـس وتسود حيـاتي..
ترقـبوا الفصل الخامس
(الوعود)
التعديل الأخير تم بواسطة مشاعر m ; 06-25-2012 الساعة 02:14 PM |