مقدمـة:
انتظرت وانتظـرت ..هل حان وقت اليأس؟
الفـصل الثامن
(ضياع بين أوراق النسيان)
جمعت تلك الأوراق المتناثرة و رتبتها جيدا ثم وضعتها في حقيبتي ..
نهضت من الأرض..أمسكت بتلك القلادة في عنقي..انه خاتم خطبتي من إيفن قررت وضعه في عنقي دوما..لعله يعطيني بعض الأمل لعودته ..
لكن منطقيا هذا مستحيل..ففي الثلاث السنين الماضية عشت اصعب اللحظات ..وتألمت كثـيرا ورغم هذا لم يظهر ابدا ولم يتصل.. حتى عائلته لا تعرف اين هو..
ربما علي المضي قدما بعيدا عن التفكير في ذلك الشخص الذي آسر قلبي..ولم يطلق سراحه..
تخَـرُجي ايضا خفف علي آلامي..آآه سنين مُـرَة ..~
انتشلت معطفي الرمادي من العلاقة وارتديته سريعا فلا يزال جيمي بانتظاري في مكتبه..
توطدت علاقتنا انا وجيمي ربما اصبحنا اقرب بكثير من ذي قبل..
ألقيت نظرة سريعة على تلك الشقة هذا افضل..قمت قبل اسبوع بتغيرها تماما..فهذا ايضا سيساعدني على نسيانه.. كما اني اصبحت اعمل كمصممة ديكور للمنازل لم اتلقى اي زبائن بعد..إلى انني اليوم ذاهبة للزبون الأول..
خرجت مسرعة لأركب الحافلة العامة التي ستغادر بعد دقيقة تماما..
ها أنا قد اقتربت من محطة الحافلات..اسرعت وركبت تلك الحافلة المتوقفة ..
أخذت نفسا عميقا وجلست في مقعد خال..
كان الجو جميلا رغم انه الخريف ..وعند محطتي توقفت الحافلة فترجلت منها..
مشيت بضعة خطوات واذا بي قد وصلت إلى ذلك المبنى الفاخر..
وكتب على اللوحـة المعلقة في أعلاه " مكتب المحامي : جيمي بروس "
ابتسمت وهممت بالدخول..استقبلتني تلك الفتاة الجميلة ذو الشعر البني وقالت:السيد جيمي بانتظارك في مكتبه..
قلت لها:يبدو انه نبهك اني املك شعرا احمرا..
قالت الفتاة:هذه هي العلامة التي عرفتك بها آنسة ناتالي..~
بادلتها بابتسامة ثم اتجهت نحو ذلك الباب الخشبي المزخرف وطرقت الباب..
اذا به يقول:تفضل..~
فتحت الباب ودخلت مبتسمة..ابتسم هو الأخر وقال : اهلا بك ناتالي..
اتجه نحوي وعانقني مُرحبا ..
قلت حينها:كيف حالك؟
أجابني:بخير ..ماذا عنك؟
قلت مبتسمة:كما ترى أنا افضل حالا..إذا اين اللوحات التي تريد تعليقها؟
ابتسـم بخبث ثم قال:ما رأيك ان اخبرتك انه ليس هناك اي لوحات؟
نظرت إليه بحيرة وقلت:اذا ماذا هناك؟
ابتسم مجددا ومن ثم قال بهدوء:ناتالي ترين أتقبلين ان تتزوجينني؟
قلت باستغراب:أتزوجك؟
جثى على ركبته أمامي..و طأطأ برأسه وقال:نعم.
قلت بحيرة:أتزوجك؟ انا اصبح زوجتك ؟
قال مبتسم:فقط ان اردت.
هنا أخذت الأفكار تتضارب في ذهني..انا لا اقول اني لا احب جيمي بل اني احبه كصديق..
ان يكون زوجي..هذا محيـر..ولماذا اتخذ هذا الأمر هكذا فجأة..
جزء مني أراد ان يكون للأبد لإيفن وحده..لكن الجزء الأكبر مل من الانتظار ويأس..
يريد نسيانه .. ونسيان واقع اني كنت احبه بجنون..
مدت يدي بكل ثقة..هذا القرار المناسب..واذا به قد ادخل الخاتم في اصبعي..
عادت بي الذكريات إلى يوم عيد مولدي الأخير مع ايفن حين تقدم لخطبتي..لكني صارعتها بكل مالدي من قوى وابتسمت ابتسامة عريضة..
نهض وعانقني قائلا:اريد ان اعرفك على والدتي..كخطيبتي..
قلت بوجنتان متوردتان :والدتك..حسنا ربما أمهلني قليلا من الوقت.
قال بهدوء:اوو لا تقلقي خذي وقتك في الاستعداد..لن أخذك الان..
قلت بصعوبة:قصدت ان تمهلني بعض الوقت لأفكر في ان اكون رسميا كخطيبتك..
|