عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 06-25-2012, 02:06 PM
 




مقدمـة:
حـل مشكـلتي ليس ابدا كـثرة التفكير لأتخاذ قرار..
بل التمهل ورؤية ما ستؤول الامور اليه..
الفـصل الحادي عشر
(لا مزيد من التفكير)
كوني وحيدة لا يعني ان لا استمتع بوقت فراغي..قرأت ذلك الإعلان في الجريدة عن"افتتاح معرض للوحات فنانين صغار" همم تستهويني تلك الاشياء جدا.
سأذهب إليها وحدي بما ان جيمي لديه موعد في المحكمة ..
خرجت من البيت كان الجو باردا نوعا ما لذا ارتديت معطفا جيدا يبقيني دافئة ..
كنت اسير و انظر حولي..كنت اود لإيفن ان يظهر من اي مكان من بين الاشجار المباني ظللت اترقبه..لكنني عدت لتوازني واخذت انظر للأمـام لا شيء سوى الامام ..
ركبت الحافلة ولكن لم يكن هناك اي مقاعد شاغرة لذا انتهى بي المطاف واقفة ..
بدأت الحافلة تتحرك واذا بي اشد قبضتي على احد الاعمدة الحديدية داخل الحافلة..
شعرت بهزة خفيفة على كتفي..فالتفت لأجد ايفن واقفا خلفي..
صدف غريبة هذا مستحيل كنت وحدي في محطة الحافلة..كيف تبعني هكذا..
قلت بهدوء منفر:آهـلا.
قال عندها وكأنه لا يعرفني:تفضلي انستـي يمكنك الجلوس في مقعدي..
وأشار الى ذلك المقعد القريب منا..قلت بابتسامة:شكرا..
جلست في المقعد وحولت نظري للأرض حتى اتجنب النظر إليه..
اوقفت الحافلة و نزل بضع اشخاص بما فيهم من كان بجواري فسارع هو للجلوس جانبي..
خاطبني قائلا:إلى اين انت ذاهبة؟
أجبته بسطيحة:مجرد معرض.
قال محاولا تبادل حديث مطول معي:اذا لقد تخرجت ..
أجبته:نعم ولم تكن هناك..!
تجاهل هذا وأكمل:كيف هو جيمي؟
قلت بتجنب:كيف في ماذا؟
قال مجاريا:كيف يعاملك ؟ كيف هو معك؟
قلت حينها في محاولة اثارة غيرته:جيمي..همم انه كريم لطيف مهذب وغني ايضا..
قال عندها بتضايق:همم جـيد ..اتمنى ان تحظوا بحياة سعيدة.
آلمتني تلك الكلمة قليلا ولكني أجبته:نعم اتمنى ذلك.
توقفت الحافلة مجددا فوقف هو وقال:حسنا اراك لاحقا وداعا..
وهم بالنزول من الحافلة في حين انبتهت انها محطيتي ايضا فسارعت للحاق به ..
انطلقت الحافلة وتركتنا وحدنا في تلك المحطة..
قال باستغراب:أتلاحقينني؟
تراءَ لي ذلك اليوم يوم التقينا .. انه مشابه حقا..
قلت نافية:لا لا ألاحقك ابدا .. انها محطتي..
قال بشكك:همم ظننت ذلك..اذا وداعا مجددا..
اجبته بتردد:وداعا..
كان متجها للجهة اليمنى وانا للجهة اليسرى فتفرق كلانا..
مشيت قليلا ..شعرت اني اريد التحدث معه اكثر فالتفت قائلة:ايفن..!!
لم يكن موجودا هناك اختفى فجأة..همم اترك الأمور كما هي..وامضي قدما ..
ابتعت التذكرة من المعرض ومن ثم وقفت مدة خمس دقائق في الصف حتى دخلت ..
شاهدت رسومات عديدة ولوحات جميلة .. اشتقت حقا للرسم..لم ارسم منذ فترة طويلة..
وقفت امام تلك اللوحة كانت عبارة عن صورة جانبية لفتاة بثوب احمر تقف في منتصف فراغ وتمد يدها بألم وكأنها توقف احدهم من الرحيـل..
هذا ما فهمته من تلك اللوحة..حتى وقفت تلك الفتاة الشقراء جواري وهي تقول:هذه الاجمل..
أجبتها:نعم جميلة جدا..
قالت عندها:انا من رسمتها..
قلت بانبهار:حقا .. انت موهوبة ..
ابتسمت حتى ظهرت نواجذها وقالت:شكـرا لك ..
قلت شارحة:هل فقدت احدا ؟
قالت وهي تنظر للوحة:لا لم افقد احدا..
قلت مستفسرة:وكأن اللوحة تقول توقف..
أجابتني:ربما لكنك مخطأة .. اللوحة اسمها الاحساس..فهذه الفتاة تترقب ما سيحدث في مستقبلها..
قلت حينها وانا احدق في اللوحة:نعم هذا صحيح..
أجابتني:ربما انت من فقدتي احدا.
قلت بعد ان تغيرت ملامحي: انت محقة..
قالت بهدوء:أنا اسفة.
قلت عندها:لا لم يمت..بل رحل وتركني.
قالت:اذا هو رجل.
قلت بصعوبة:كان خطيبي.
أجابتني:لا عليك الايام تمر وستنسين كل هذا.
قلت محاولة اغلاق هذا الموضوع:نعم ربما.
مررت على رسومات عـدة حتى وصلت لنهاية المعرض فخرجت من تلك البوابة ..
كان الجو في الخارج باردا والشمس قد ودعت المكان.. الشتاء على الابواب..وعيد مولدي كذلك ..
ارتكزت على ذلك الجدار القريب من محطة الحافلات ..
لمحت ايفن من بعيد فركضت نحوه وامسكت بكتفه وقلت:إيفن..
التفت لي ذلك الرجل وقال:عفوا من انت؟..
ابتعدت عنه قليلا وقلت:عذرا..
كان حقا مشابه لإيفن شعره الاسود الشائك بنفس طوله وعرضه ايضا..
تراجعت خطوتين إلى الخلف لأدوس على قدم احدهم ..
التفت قائلا:آسفة آسفة..
والمفاجئة كانت انه ايفن ..
قال عندها:أكنت تناديني باسمي؟
نظرت للأمام اذا بذلك الرجل قد اختفى ..
وجهت نظري نحو ايفن و قلت بارتباك:لا .. نعم ..كان مجرد تخمين..
حافظ على وتيرة صوته الجادة وقال:اكنت تريدينني؟
اجبته:نعم.. لا .. امم شبهتك به و اردت معرفة ان كان انت.
عندها اكملت بصوت مرتبك:أتنتظر الحافلة؟
اجابني بثقة:نعم وانت؟
اجبته :انتظرها ايضا.
تغيرت ملامح وجهه قليلا وكأنه تذكر شيئا
ثم اتبع قائلا:غدا ..عيد مولدك صحيح..الثامن من ديسمبر..
قلت مبتسمة:لا تزال تتذكر..
قال بتفاخر: نعم وكيف لي ان انسى..
محوت تلك الابتسامة التي على وجههي ومن ثم قلت: ليلة العاشر من ديسمبر هنا تركتني..
وضع يده على وجتني برقة وقال وهو ينظر في عيني:أعدك سأغير ذكرى تلك الليلة..
اجبته بسخرية:وكيف ذلك؟
قال عندها بكل ثقة:سأعود لأضمك بين احضاني..أعدك..
سقطت تلك الدمعة من عيناي فمسحتها بسرعة وقلت:لقد اخلفت وعدك سابقا..
قال معترفا : وستكون المرة الاخيرة..
عندها لمحت الحافلة قادمة فقلت لأضيع اللحظات تلك:الحافلة..مخـرج:
كنت دائمـا تحقق اهدافك كان الاصرار عنوانك..
لذا سأنتظر تحقيق وعـدك ..

ترقبوا الفصل الثاني عشر
(قرار)