مقدمـة:
جسران جسر بناه لي اعز الناس على قلبي وجسر بنيته بنفسي..ايهما احطم ؟؟
الفـصل الثالث عشر
(انتهى.!)
تقدم للدخول فظهر حذاءه الأسود الامع .. ناولني ذلك الكيس الورقي الأحمر فقلت:ما هذا؟
قال عندها ببداهة:هدية عيد مولدك..
اخذت الكيس منه وقلت:شكرا لك..
اخذ يتأمل البيت من الداخل فعلق:ارى انك غيرت الاثاث..
اجبته:هذا صحيح تفضل بالجلوس..
تمتم:ذوقك رفيع.
لم اعر كلمته الاخيرة اهتماما وهممت بالجلوس..ساد الصمت للحظات في تلك الغرفة..
حتى قام هو بكسره:اذا كيف حالك؟
اجبته:بخير .. ماذا عنك؟؟
لم اتحدث مع ايفن من قبل بهذه الرسمية .. لذا اظن انه جو غريب بيننا..
اجابني:بخير .. احسن حالا برؤيتك..
ابتسمت قليلا ولكني اخفيتها سريعا لا اعتقد انه لاحظها ..فاكملت:كيف هو عملك؟
اجاب بهدوء:جيد .. لقد حصلت على منصب كبير في احدى الشركات..
اردفت:جيد ..مبارك..
نظر إلي وقال:لازلت احب شعرك الاحمر الناري..
تجاهلته فقلت:اعددت قالب حلوى..اتريد تذوقه؟
اجاب:نعم ان سمحت..
نهضت من الاريكة وقمت باحضار اطباق .. وشوكتان ووضعتها اما المنضدة امامه ثم عدت مجددا إلى المطبخ واحضرت القالب مع سكيـن..
كان ينظر إلي وانا قادمة..نظرات مشتاقة..نظرات حزن ألم ..
لكني اخفضت نظري ارضا .. واكملت سيري متجنبة نظراته..وضعت الاشياء على الطاولة امامه .. وبدأت بتقطيع القالب واعطيته الطبق مصحوبا بشوكة..
آمسك بالطبق وتناول قطعة صغيرة ثم قال:لايزال طهوك كما هو ..
التفت إليه وقلت بجفاف:اعلم..
جلست مجددا على الاريكة و ترأس الصمت جلستنا..كان لا يزال ينظر إلي وانا انظر إليه ..
عندها احسست بتغير ملامحه إلى تلك الملامح الجادة ليقول:هل تسامحينني..؟
لم اكن اتوقع انه سيفتح هذا الموضوع الأن لذا فاجأني سؤاله..
فاجبت بعفوية:ربما..
ابتسم وقال:اذا املك فرصة..
تابعت بنفس الكلمة:ربما..
ظهرت تلك الابتسامة العريضة على شفتيه لطالما احببتها و كم اشتقت لها,,
فابتسمت انا ايضا بحنين..فقال:ناتالي..أحبـك..
آسرتني تلك الكلمة بل عذبتني في آن واحد .. حظيت بلحظة اختلطت فيها مشاعري وتبعثرت..
لكن هنا وفجأة دق الباب بهدوء فقطع علينا تلك اللحظة الغريبة .. ربما يكون شيئا جيدا فقد عقد لساني ولم استطع النطق بحرف..ولكن ربما ان قلت له احبك ايضا .. سيكون الأفضل..
قاطعت:انتظر لحظة..سأرى من بالباب..
لم تكن المسافة طويلة سرعان ما وصلت امام الباب امسكت بالمقبض وفتحته ..
صدمت!! لم اعرف ما شعوري وقتها خوف.. قلق .. امر عادي.. حان وقت اكتشاف الحقيقة .. اني لازلت احبه..لكن جسدي بدأ بالارتجاف خوفا..
تأتأت:جـ ..جيمي..ماذا تفعل هنا؟
اكملت:ظننتك لن تأتي..!
ارجعت شعري إلى الخلف باصابعي..وانتظرت جوابه..فقال:مفـاجئة اليس كذلك؟
قلت بحق:نعم مفاجئة..لقد فاجأتني..
عندها سمعت ذلك الصوت الذي جعلني اشعر بالرعب بالحيرة كل تلك الأحاسيس تكومت داخلي..
كان ذلك الصوت خلفي يقول:آهلا جيمي..
يالهي لم يسبق ان رأيت ملامح جيمي هكذا تغيرت وكأنه اسد جائع شرس..وقفت مستكنة ماذا عساي ان افعل .. فليفسر جيمي الأمور كما يريد تفسيرها ..
وضع ايفن يده على كتفي من الخلف وقال : سأحل الأمر..
التفت إلى ايفن وقلت:تحل ماذا ؟
التفت نحو جيمي وقلت:صديق قديم يريد قضاء يوم عيد مولدي معي..آهناك اي اعتراض..؟
نظر جيمي بغضب وقال:تعرفين انه ليس مجرد صديق قديم..مالذي يفعله حثالة مثله هنا..
علا صوت ايفن بكراهية:اتتحدث عن نفسك؟
اغمضت عيني في محاولة تهدأت نفسي وضعت يداي على رأسي ثم صرخت:كفى..كفى..
اكملت بانفعال:انتما لا تكفان عن المشاجرة..هذه مجرد ترهات..جيم لا شيء بيننا انا وايفن انتهينا..
نظرت للجهة الأخرى لأخاطب إيفن فوجدت تلك العينين الامعتين وكانها عينا طفل يوشك على البكاء لانتزاع لعبته منه.. صعقت بذلك المنظر , وهناك من لاحظ ذلك ايضا غيري فقال:سمعت ايفن انتهيتم..! ايريحك ذلك؟؟
لم يتمالك ايفن نفسه فشن عليه هاجما .. لكني وقفت امام ومنعته من ذلك بقولي:ايفن الأمور لا تحل هكذا .. توقف..
قال غاضبا:دعيني امزق وجه ذلك الوغد..
كان جيمي هادئا ومستفزا ابتسم وقال:تعال هيا..عبر ناتالي ان استطعت..
عندها ابتعد ايفن عني قليلا وقال:اظن اني راحل..
تعجبت قليلا منه .. ايفن ليس استسلاميا ابدا ..أسيتخلى عني سريعا ..
ارتسمت ابتسامة نصر واستحقار على ذلك الوجه الذي كرهت صاحبه تلك اللحظـة ..
تقدم ايفن وعبر بجوار جيمي إلى الخارج وقبل ذلك نظر إليه بعينين غاضبتين..
فخفت ان يضربه فأردت منعه لكني تراجعت عندما سمعته يقول:انت! ان بكت نات في يوم فاعلم انه اخر ايامك على وجه الأرض..
نظر جيمي باستكبار إليه وخاطبني:ويهددني ايضا من يحسب نفسه..
سارعت بقول:إيفن ليس عليك الرحيل ..
التفت إلي متعجبا بعدما كان يهم بالذهاب وكذلك جيمي سرعان ما ارتسمت على وجهه علامة استعجاب كبيرة..
فوضحت قائلة:ايفن ليس عليك الرحيل .. اعتقد ان جيمي سيرحل..
مخرج:
في البعيد البعيد .. اراك وحيدا تترقب نجوم السماء ..~
ترقبوا الفصل الرابع عشر
(ظلال الظلام)
|