[ البـَدرُ المُظلم ] ، مُشآركة ‘*
إنتزعت السكين من صَدره بقوة ، نظرت إليه باشمئزاز وهي تنفُض سكينها من دمائه.،
ابتعدت عنه وهي تدوس على دمائه التي قد افترشت الأرض..
من حُسن الحظ أنه لا يوجد أحدٌ في الجوار...فالوقت الآن هو ما بعد منتصف الليل ومن النادر وجود أشخاص يتجولّون في مثل هذا الوقت من الليل..
وإن كان أحدٌ هنا....ماذا يعني.؟
لا أظن أنها تهتم أو تخاف من أحد..!
وقفت أمام باب القصر الكبير...دفعت الباب بشيء من القوة
اتجهت إلى الداخل وهي تخطط بأن تذهب لغرفتها مباشرة..
التفتت إليه..فرأته مترأّسٌ طاولة الطعام وكأنه كان ينتظرها..
اتجهت إليه بإبتسامتها المعهودة " الباردة والخالية من المشاعر "
قبّلته على وجنتيه وجلست بمكانها....بجانبه .!
نظر إليها بحنوّ كبير...رفع يده ومسح قطرة الدماء العالقة بجبينها..
قال بضحكة خافته : من هو تعيس الحظ.؟
هزّت كتفيها بلا مبالاة : شخصٌ لا يستحق أن يعيش..
ابتسم وهزّ رأسه بتفهم...ثم مدّ لها بقطعة لحمِ صغيرة..أخذتها والتهمتها
نظرت إلى السيف المعلّق خلفه على الجِدار والدم الجاف عليه..
من كان ضحيته يا ترى.؟ " تساءلت بداخلها "
نظر لها : حبيبتي...لمَ لا تأكلين.؟
لم تُجب عليه...نهضت بصمت وهمست : لقد شبعت..!
اقتربت منه...فاحتضنها بحبّ وقبّلها على رأسها : تُصبحين على خير بابا..،
أجابته بصوت خافت : تصبح ع خير..
خرجت من عنده متجهه إلى أعلى غرفة فالقصر..
فتحتُ باب غرفتي وارتميتُ على سريري بتعب..
أغمضتُ عيني و أنا أتنهد...وها قد قضيت عليه..!
جلست بسرعة وأخذت الملف الذي على المنضدة وقلّبت أوراقه بسرعة حتى توقفّت عند صورة ضحية اليوم...
" قاتل هارب منذُ ست سنوات...قتل أم مع طفلتها طعناً بهدف السرقة..
بحثت عنه الشرطة في كل مكان لكنها لم تجده وبعد خمسة سنوات أُغلق ملف قضيته....ولكنه ظهر السنة الماضية وكان قد غير شكله وهويته "
أخذت قلماً أحمر ووضعت علامة " × " على وجهه..
وها قد نال جزاءه كما يستحق..!
قلّبت أوراق الملف...وتوقفت عند صورة ضحيتي التالية..!
" امرأة أحرقت أم زوجها...ولكن الشرطة لم تعرف بأن أم الزوج قد ماتت بجريمة قتل متعمدة....وإنما ماتت منتحرة..ولم يتم التحرّي عن الأدلة وأُغلق ملف القضية باسم الانتحار "
ألقيت بنفسي مرة أخرى على السرير و أنا أفكر بطريقة لقتلها..؟
انتقلت عيناي لا إرادياً نحو الصورة المعلقة على الجدار...
نظرتُ لها بجمود...صورته هو.......بابا.؟
متربّع بشموخ على كُرسيّه..وبنظرة باردة خالية........و قاسية بنظري..!
وبجانبه تقِف البدرُ المُظلم " أنـــا " بنظرة و بشموخ مماثل....و أشكّ أنني ورثتهما منه..!
أغمضت عينيّ بألم و أنا استرجع تلك الذكرى ،،
نــار....قطع لحوم بشرية متناثرة....رائحة دماء خانقة..
رؤوس معلقة بالسقف.....وطفلة ترتجف ذُعراً في الزاوية....!
*البدر المُظلم " 14 سنة"
نهاية البَــــــدرُ الأول