(( الموضوع ....... بحث في مسألة رؤية المؤمنين لربهم في الدار الآخرة ....... الجزء الأول ... )) .. سأتناول في هذا البحث إنشاء الله مسألة عظيمة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلها .. وهي الغاية التي شمر إليها المشمرون .. وتنافس فيها المتنافسون .. وحرمها الذين هم عن ربهم محجوبون .. وعن بابه مطرودون .. ألا وهي .. رؤية الباري في جنات النعيم .. وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام المعروفون بالإمامة في الدين وأهل الحديث وسائر طوائف أهل الكلام المنسوبون إلى السنة والجماعة .. وأنكرها وجحد بها الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الإمامية والخوارج كالإباضية وغيرهم .. والطريقة التي اتبعتها في كتابة هذا البحث .. أني قسمته إلى خمسة مباحث .. وكل مبحث منها يشتمل على مجموعة من الأدلة والأقوال الواردة في هذه المسألة .. كما أورد تحت كل دليل منها الشبه والاعتراضات والتأويلات الفاسدة التي اشتبهت على أهل التعطيل والتأويل من المعتزلة والجهمية وأذنابهم الإباضية والإمامية في فهمهم لتلك الأدلة .. وأردها رداً علمياً شافياً معتمداً في ذلك على أقوال وآراء وتوجيهات أهل الفقه والعلم والصلاح من سلف الأمة الصالح .. ونظراً لأن الإباضية اليوم هم أشد وأشرس من دافع وحمل ومازال يحمل لواء عقيدة إنكار رؤية الباري جل وعلا في الآخرة ... فإني أهدي بحثي هذا للإباضية الباحثون عن الحق والهداية والذين اختلط عليهم الحق من الصواب جراء ما فعلته بهم عقول وأهواء وتأويلات مشائخهم وأئمتهم الضلال طوال القرون الماضية .. والله تعالى الهادي لسواء السبيل ..
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |