عرض مشاركة واحدة
  #160  
قديم 06-26-2012, 02:47 PM
 

المبحث الأول : الأدلة من كتاب الله الكريم في إثبات الرؤية ... ورد شبه المبطلين عليها ..

الدليل الأول : قوله تعالى (( وجوه يومئذ ناضرة ... إلى ربها ناظرة )) القيامة 22-23 ..
هذه الآية دليل على أن الله عز وجل يرى بالأبصار .. وهذا هو قول أهل السنة والجماعة
بل تعد هذه الآية من أظهر الأدلة على ثبوت الرؤية ... فالآية واضحة وصريحة من رب
العالمين ويفقهها كل مؤمن .. ولا تحتاج إلى تأويل المتأولين وإبطال المبطلين ..
وهذه جملة يسيرة من تفاسير وأقوال أهل العلم حول المعنى المراد من الآية الكريمة ..
قال أبو صالح : عن ابن عباس رضي الله عنهما (( إلى ربها ناظرة )) قال : تنظر إلى وجه ربها عز وجل ..
وقال السدي : وهو أحسن ما قيل لدلالة التنزيل والأخبار الواردة برؤية الله في الجنة..
وقال عكرمة : (( وجوه يومئذ ناضرة )) قال : من النعيم ، (( إلى ربها ناظرة )) قال : تنظر إلى ربها نظراً ، ثم حكى عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله .
وعن الحسن قال : نظرت إلى ربها فنضرت بنوره .
وعن عطية العوفي في قوله تعالى (( وجوه يومئذ ناضرة .. إلى ربها ناظرة )) قال : هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته .. وبصره يحيط بهم ..
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره : (( وجوه يومئذ ناضرة )) من النضارة .. أي : حسنة بهية مشرقة مسرورة ..
(( إلى ربها ناظرة )) أي : تراه عياناً ..
ويقول القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (( وجوه يومئذ ناضرة .. إلى ربها ناظرة ))
الأول : من النضرة التي هي الحسن والنعمة..
والثاني : من النظر أي وجوه المؤمنين مشرقة حسنة ناعمة .. يقال : نضرهم الله ينضرهم نضرة ونضارة وهو الإشراق والعيش والغنى .. ومنه الحديث ( نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ) ..
" إلى ربها " إلى خالقها ومالكها " ناظرة " من النظر أي تنظر إلى ربها.. على هذا جمهور العلماء..
ويقول أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه الإبانة : قال الله تعالى :
(( وجوه يومئذ ناضرة )) يعني مشرقة (( إلى ربها ناظرة )) يعني رائية ..
وجاء في تفسير الجلالين : (( إلى ربها ناظرة )) أي : يرون الله سبحانه وتعالى في الآخرة ..
إلى غير ذلك من التفاسير الكثيرة التي اتفق أهل العلم على إثبات الرؤية من خلالها في المعنى المراد من هذه الآية الكريمة ..
** أما الشبه والتأويلات الفاسدة التي جاءت على لسان منكروا الرؤية من أهل الباطل والخذلان من المعتزلة والجهمية والإباضية والإمامية حول معنى الآية الكريمة .. فجميعها باطلة ومردودة بالكتاب والسنة .. لأنها قائمة أساساً على التحريف والتأويل ... ..... ... وفي ذلك يقول ابن أبي العز الحنفي رحمه الله في شرح العقيدة الطحاوية ..
(( ... وأما من أبى إلا تحريفها بما يسميه تأويلاً .. فتأويل نصوص المعاد والجنة والنار والحساب أسهل من تأويلها على أرباب التأويل .. ولا يشاء مبطل أن يتأول النصوص ويحرفها عن مواضعها إلا وجد إلى ذلك من السبيل ما وجده متأول هذه النصوص .. وهذا الذي أفسد الدنيا والدين .. وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص التوراة والإنجيل .. وحذرنا الله أن نفعل مثلهم .. وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم .. وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية .. فهل قتل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد ! .. وكذا ما جرى في يوم الجمل .. وصفين .. ومقتل الحسين رضي الله عنه .. والحرة .. وهل خرجت الخوارج .. واعتزلت المعتزلة .. ورفضت الرافضة .. وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلا بالتأويل الفاسد ؟! ... )) ..
والآن إليك أخي الكريم تلك الشبه والرد عليها بما يبين زيفها ومغالطة مدعيها ..

الشبهة الأولى : أن الرؤية المقصودة في الآية عبارة عن كمال اليقين ..
الرد عليها : هذا قول باطل مخالف للأدلة .. ويكذبه الواقع .. لأن كمال اليقين موجود في الدنيا أيضاً .. حيث قال النبي صلى صلى الله عليه وسلم في تفسير الإحسان (( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) .. وعبادتك لله كأنك تراه .. هذا هو كمال اليقين .. فدعوى أن النصوص الواردة في الرؤية تعني كمال اليقين لأن المتيقن يقيناً كاملاً كالذي يشاهد بالعين دعوى باطلة وتحريف للنصوص .. وليس بتأويل .. بل هو تحريف باطل يجب رده على من قال به ..



ومع الشبهه الثانيه
تابعوني...
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !