" أليس الصبح بقريب "
إذا ما اشتدت ظلمة الليل ولِد الفجر بين حنايا الظلمة.. آن لكِ يا شمس أن تُمحي أشجاناً خنقت صدور أحرار لم يأذنوا للأمل الصادق أن يغادرهم...
مصر.. قد عرفناكِ في التاريخ عظيمة..
عندما احتضنت الإسلام عظيمة.. و ببسالة شعبك عظيمة.. و في قلوب الموحدين عظيمة.. عندما تحطمين أمل الأعداء عظيمة.. و لكِ في روح الأمة مكان عظيم..
أي قلب كان لأولئك الذين سعوا في خرابك ؟
و أي ضمير قاد خطواتهم ؟
و أي وقاحة حظوا بها ليواجهوا بتعسفهم بطولة شعب ؟
لكن ما كان لتلاعب ضئيلي التفكير أن يزحزح مكانتك.. و ما كان الله –سبحانه وتعالى– ليُخيب أمل شعب ثار على الباطل لإيمانه بالحق.. و ثار على الظلم لإيمانه بالنصر..
فرح شعبكِ و يحق له أن يفرح عندما يدرك أن استماتته لانتزاع النصر لم تصر بدداً تذروه الرياح.. يحق للمصريين أن يفرحوا لأنهم جعلوا من الخلاف موافقة.. و من الشتات جمعاً.. و من الجموع شعباً واحداً.. و بين أيديهم مصر موحدة.. و لأنهم أدركوا أن الله – عز وجل – قد حبا هذا البلد بعنايته و ستره بفضله من كيد الكائدين..
و لأمثال هؤلاء نقول : قد خابت مساعيكم.. خابت مساعيكم ...
ها هنا و في كل بلاد الإسلام لم نكن لندرك مدى فرحة شعبك إلا لأنا عايشنا معه كل لحظاته نحو ذلك النصر.. كنا في كل لحظة نلتفت فيها إليكِ يعصف واقعك بوجداننا.. كنا لك ندعو في جوف الليل.. ونهتف " لك الله يا مصر "..
أما و الآن فـ" هنيئاً لكِ يا مصر " ..
هنيئاً لنا و لكم و للأمة الإسلامية جمعاء صدوح صوت الحق فيك يا مصر..
هنيئاً لكل أحرار العالم.. و لكل الشعوب التي تكابر لتنتزع حقوقها و ترسم انتصاراتها ...
نسأل الله أن يتم على الأمة الإسلامية هذا العرس بخير.. فيفرج عن أهل سوريا ما هم فيه..
لكم الله يا أهل سوريا.. لكم الله.. لكم الله ...
...(سلسبيل شادلي / الجزائر)...