الحياة لا تخلوا من منغصات ولو صفت لأحد لصفت لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد قال الشاعر أبو علي الشبل :
فالهم ليس له ثبات مثل ما **--** في أهله ماللسرور ثبات
قد يريد المرء البرء من مشاكله فلا يجني من المشورة إلا سقما ، ويظن أنه من ورائها يجد السعادة والحل فلا يجد إلا ندما .
كما أن ذي اللب الحصيف يعلم أنه ليس كل من استشير ذو رأي سديد فلا يجب عليه أن يكشفمشاكله وأسراره لكل من جالس ، بل يختار الأنصح والأرفق والأشفق عليه من نفسه ، وقد قال الشاعر :
واستر عن الجلساء بثك إنما **--** جلساؤك الحساد والشمات.
وهناك من الناس من تظهر نصائحه جميلة وهي من داخلها قبيحة،هو من يهمنا وإلا فسيء الخلق سقيم في نفسه ، فكيف يرشدك إلى إبراء نفسك وحل مشاكلك ؟
إنما الحديث هنا عن المتشدقين والمتحيذقين ، أهل العبارات الموزونة والعبارات المشفقة الحنونة، أولئك الذين نظنهم ربما أهل مكانة ومركز، وهم في الحقيقة عن إصلاح أحوالهم أعجز ، نظنهم بعد نصائحهم أنهم هم وهم فقط من يريد لنا الصلاح ، لكنهم يسوقوننا حقيقة إلى أحزان وأتراح.