ابيات في الحكمة.. أبيات في الحكمة
وإنما المرء حديث بعده ... فكن حديثا حسنا لمن وعى
إن ربا كفاك ما كان بالأمس ... سيكفيك في غد ما يكون
كذا قضت الأيام ما بين أهلها .. مصائب قوم عند قوم فوائد
يكون أجاجا دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقى طيبكم فيطيب
يقولون لو سليت قلبك لا رعوى ... فقلت وهل للعاشقين قلوب؟
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا
* * * * *
من يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت إيلام
دقات قلب المرء قائلة له ... إن الحياة دقائق وثواني
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
* * * * *
وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام
قد يهون العمر إلا ساعة ... وتضيق الأرض إلا موضعا
فإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
ما كل ما يتماه المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
* * * * *
وكيف تعلّلك الدنيا بشيء ... وأنت لعلّة الدنيا طبيب؟
علو في الحياة وفي الممات ... لحق أنت إحدى المعجزات
أحبك لا تفسير عندي لصبوتي ... أفسر ماذا والهوى لا يفسر
قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة ... يواسيك أو يسليك أو يتوجع
أعيناي كفا عن فؤادي فإن ... من الظلم سعي اثنين في قتل واحد
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض ... فحسبك مني ما تكن جروح
* * * * *
إني وإن لمت حاسدي فما ... أنكر أني عقوبة لهم
فما أطال النوم عمرا ... وما قصر في الأعمار طول السهر
قد كنت أشفق من دمعي على بصري ... فاليوم كل عزيز بعدكم هانا
اعذر حسودك فيما قد خصصت به ... إن العلا حسن في مثلها الحسد
يقضى على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
هم يحسدوني على الموت فوا أسفا ... حتى على الموت لا أخلو من الحسد
* * * * *
أتيأس أن ترى فرجا ... فأين الله والقدر؟
وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
دع المقادير تجري في أعنتها ... ولا تبيتن إلا خال البال
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ... أتاح لها لسان حسود
يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكار
هم القوم إن قالوا أصابوا، وإن دعوا لأجابوا ... وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
* * * * *
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
من راقب الناس مات هما ... وفاز باللذة الجسور
وكل شديدة نزلت بقوم ... سيأتي بعد شدتها رخاء
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا
ولو لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله
والحادثات وإن أصابك بؤسها ... فهو الذي أنباك كيف نعيمها
* * * * *
تعيّرنا أنّا قليل عديدنا ... فقلت لها: إن الكرام قليل
إذا لم تستطع شيء فدعه .. وجاوزه إلى ما تستطع
إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حكيما ولا توصه
ولم أر كالمعروف، أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل
ابدأ بنفسك فانهها عن غيرها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
* * * * *
ومن يكن ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلال
جراحات الطعان لها التئام ... ولا يلتئم ما جرح اللسان
ضدان لما استجمعا حسنا ... والضد يظهر حسنه الضد
بقدر الجد تكتسب المعالي ... ومن رام العلا سهر الليالي
تعلم فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل
أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ... فصدر الذي يستودع السر أضيق
* * * * *
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء؟
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهون ما يمر به الوحول
إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا ... أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
هو البحر من أي النواحي أتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله
من يفعل الخير لم يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
|