عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-01-2012, 06:57 AM
 
خرجت من منزلها بحثا عن الأمان وهي تقول : الأمل لا زال موجودا فمحال أن أجعل اليأس والقنوط والجزع يغلبوني أمرنا الله بالكفاح وعدم الجزع سأكافح مهما صار معي سأمضي في دروبي سأمشي وأمشي إلى أن أجد بر الأمان.
وبينما حل الليل خافت الفتاة وأتتها هواجس ألوانا بيضاء تحوم حولها وأشياء تمسك يدها خافت وقالت : ما بالي يا ربي ارحمني! .. لا تدري أين تذهب وإذ بها تصل إلى مدينة حلب وهي بملابسها الملوثة وشعرها الأشعث الذي لم تمشطه منذ فترة طويلة وهي تمشي ومخفضة رأسها بخجل آلمها رأسها كثيرا فوضعته بين راحتي يديها وهي تمسكه بقوة فجأة أمسك ذراعها رجل وهو يسألها : هل أنت بخير؟
_ من أنت ابتعد عني!
_ أخبريني هل بك أذى؟
_ أنا فقط ضائعة عن نفسي.
_ عزيزتي سأساعدك.
بدا ذلك الرجل المتوسط العشرين حساسا جدا
وبخته الفتاة : قلت ابتعد عني أيها المتطفل.
ثم أوجعها رأسها كثير وكادت أن يغمي عليها أمسكت الفتاة ذراعه كيلا تسقط أرضا وسقطت مغشيا عليها في أحضانه
...
استيقظت على كلمات الطبيب وهي على سرير في غرفة منزل صغير متواضع.
الطبيب يقول للرجل : الفتاة مصابة بانهيار عصبي وضغوط نفسية فقط يجب أن ترتاح الراحة والاسترخاء أهم شيء.
بسط يده ذلك الرجل وصافح الطبيب وقال له بابتسامة مريحة : حسنا لا تقلق.
كانت الفتاة تفتح عينيها بإعياء وتغلقها وعلى المنضدة التي قرب السرير قدح شاي حار خرج الطبيب من الغرفة قالت للرجل بجفاء : أنت يا هذا لماذا جلبتني إلى منزلك هل بك شيء أأنت مغفل؟!
_ عزيزتي أنا سأساعدك فقط وعندما تداوين سوف أخرجك.
_ لا تفعل مثل الروايات حينما يخطف رجل أجنبي فتاة تائهة .. حرام أن أبقى في منزلك أنت لست مِحْرما لي.
_ عزيزتي أرجو أن تعديني مثل أخيك واشربي الشاي المنعش قبل أن يبرد.
قالت بعناد: لن أشربه.
وأشاحت بوجهها
قال ببرودة: اسمعي إن لم تشربيه الآن فسوف يبرد ويذهب مذاقه المهدئ .. ما اسمك؟
_ صفاء.
قال وهو يحك ذقنه بتأمل : آه اسم ذو معنى جميل.
قالت : بالله عليك دعني وشأني.
_ حسنا سوف أخرج من الغرفة فأنا منهمك برسوماتي.
وخرج من الغرفة نظرت الفتاة إلى الأعلى وقالت : مغفل! ثم نظرت إلى الشاي رغما عنها لأنها كانت تشعر بعطش وجوع مرير.